31.66°القدس
31.43°رام الله
30.53°الخليل
36.13°غزة
31.66° القدس
رام الله31.43°
الخليل30.53°
غزة36.13°
الأربعاء 24 ابريل 2024
4.67جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.78

هدف ثمين لكل صياد..

خبر: "الحسون"..مطاردٌ تلاحقه شباكُ الصَيد

مع بزوغ ساعات الفجر الأولى ، يصحب محمد رفيقه في الصيد أحمد ، متجهاً بعيداً عن أماكن السكن إلى مناطق " السوافي " الممتدة على طول الشريط الساحلي ، ينصب شباكه ترقباً لوصول الطيور المهاجرة ذات اللون الزاهي والصوت الساحر. وتهاجر الطيور خاصة " السمان ""و الحسون " والخُضر" و التُفح" "والنعار"، هرباً من البرد القارص في جزر البحر المتوسط. ويعد طائر "الحسون" خاصة هدفاً لكل صياد يخرج من بيته باكراً، "فهو الصيد الثمين المنتظر" كما يقول محمد، ويوصف بأنه طائر صغير، ذو ألون زاهية وبراقة، فرأسه حمراء مرصعة بخطوط سوداء، بينما الأجنحة ذات لون ذهبي مميز، فيما الصدر يبرز فيه اللونان الأبيض والبني. وينشط هواة الصيد هذه الأيام حيث يؤكد " محمد" أن هطول الأمطار في أوائل تشرين الأول، يحفز الطيور على المغادرة من مواطنها، حيث تنتشر في المزارع وعلى طول الشريط الساحلي في الأيام الصحوة التي تعقب هطول الأمطار. أحمد هو الآخر هاوي صيد ، يشير إلى أنه يمارس هواية أحبها وورثها عن والده ، عادا الإمساك بالحسون- الذي نادراً ما يشاهد يحلق في الأجواء - حلماً يراود كل صياد مثله . واعترف محمد أنه رغم خروجه للصيد مبكراً في كل صباح، بصحبة أحمد فإنه لم يتمكن من صيد أي من طيور الحسون، في حين أن النصيب حالف بعض الصيادين في الإمساك بطائر أو طائرين من هذا النوع. وعلى امتداد نظرك ترى شباك صيد كثيرة ، مجهزة ، تحاط بها "أقفاص" بداخلها عصفور يطلقون عليه اسم " الحرّيك "، بغرض جذب الطيور المهاجرة بتغريداتها الساحرة. وحال الصياد محمود ، كحال الصيادين محمد وأحمد ، يخرج من بيته مبكراً ويقطع مسافة طويلة، وينصب الشباك يومياً، آملاً صيد "الحسون" المغرد، لكن ذلك لا يمنعه في التسلية بصيد أنواع أخرى من الطيور، رغم أنه لا يحبذ تربيتها. ويطمع محمود في صيد زوج أو زوجين من تلك الطيور في كل عام، ليقوم بتربيتها، ومحاولة تهيئة ظروف ملائمة لها، لحثها على التكاثر في الأسر. ويتخذ محمود من الصيد مصدراً لرزقه ، فهو يصيد ويربي ويبيع ويشتري "العصافير" ، لافتا إلى أنه ينتظر موسم الصيد بشغف. وتنشط عمليات صيد الطيور المهاجرة ومن بينها السمان، في خريف كل عام، حيث تؤكد بعض الإحصاءات أن نحو خمسة ملايين طائر مهاجر تمر في أجواء فلسطين في خريف كل عام. وأدت عمليات الصيد الجائرة إلى تناقص أعداد الطيور المهاجرة عاما بعد عام ، وبات طائر "الحسون" الذي استوطن القطاع قبل عقدين أو أكثر مهدداً بالانقراض إذ لا يشاهد إلا في فترات الهجرة الخريفية. ومنذ حفرت الأنفاق وشاعت ظاهرة التهريب، تم جلب الآلاف من طيور "الحسون" من مصر، حيث يتم صيدها في مزارع تقع على جانبي حوض النيل.