انطلقت اتصالات متقدمة بين حزبي الليكود و"أزرق-أبيض" جناحي الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، قبل يومين من إعلان الكنيست (البرلمان)، حل نفسه، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات جديدة.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن اتصالات متقدمة انطلقت، مساء السبت، بين الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و"أزرق-أبيض" برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس.
وأوضحت أنه في حال لم يتم تمرير ميزانية 2020 حتى منتصف ليل بعد غد الثلاثاء، فسوف تذهب إسرائيل في 22 آذار/ مارس المقبل إلى انتخابات هي الرابعة في غضون عامين.
ورغم تأكيد غانتس في تدوينة في حسابه على "فيسبوك" الجمعة، أنه لن تكون هناك حلول وسط، فقد قالت مصادر في حزبه، إنهم مستعدون لتأجيل تمرير الميزانية لتجنب الذهاب لانتخابات، بحسب المصدر ذاته.
في سياق متصل، قالت قناة "كان" الرسمية إن جوهر الخلاف في المحادثات بين الجانبين هو رفض غانتس تغيير موعد اتفاق التناوب، و"تحريك" موعد التبادل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 بل في وقت لاحق.
ويقضي الاتفاق الائتلافي الموقع بين الحزبين في نيسان/ أبريل الماضي، بالتناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وغانتس لمدة 18 شهرا لكل منهما على أن يبدأ نتنياهو المهمة أولاً.
ويصر غانتس على تنفيذ الاتفاق الأصلي، فيما يرفض نتنياهو ذلك، وفق المصدر ذاته.
الحل الأخير المطروح على الطاولة حاليا، وفق القناة، هو سن قانون قصير المدى يتضمن تأجيل موعد إقرار الميزانية بضعة أسابيع أخرى، للسماح باستمرار المحادثات بين الجانبين.
ويسعى نتنياهو إلى إقرار ميزانية لعام واحد، فيما يصر غانتس على ميزانية لمدة عامين وفق ما نص عليه الاتفاق الائتلافي الذي قاد إلى تشكيل الحكومة الحالية.
وشهدت إسرائيل جولتي انتخابات في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر 2019، ثم انتخابات ثالثة في آذار/ مارس 2020 قادت إلى تشكيل الحكومة الحالية في أيار/ مايو من ذات العام.
التناوب أو الانتخابات
وذكرت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، الأحد، أن "الاتفاق الائتلافي الذي وقع عليه بنيامين نتنياهو وبيني غانتس في نيسان/ أبريل الماضي، ينص على أنه في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، سيجري التناوب، وسيصبح غانتس رئيسا للوزراء ونتنياهو بديلا له، وهذا ما أقره الكنيست بكامل هيئته".
وأضافت: "كما كان متوقعا، لم يكن شيء متخصصا في هذه الحكومة السيئة، وتعطلت فرص التناوب؛ ونتنياهو بدهائه، أدخل لغما إلى الاتفاق الائتلافي الذي يقضي بأنه بدون ميزانية فسيحل الكنيست تلقائيا، وهكذا رتب لنفسه محطة خروج من الحكومة قبل أن يأتي موعد التناوب".
وتساءلت "هآرتس": "من كان يمكنه أن يتصور أن يقتطف نتنياهو ميزانية إسرائيل، ويبتز شريكه غانتس كي يمنع تحقيق التناوب والتنازل عن رئاسة الوزراء؟"، مشيرة إلى أن "هناك حاجة لرأس محتال كي يتصور المرء مؤامرة مغرضة كهذه، وغانتس ليس محتالا".
وأفادت بأن "سلوك نتنياهو لا يفاجئ أحدا، والشراكة بين محتال وشخص نزيه تجري بالضبط مثلما تبدو، وبالفعل فإنه إذا لم تقر ميزانية عام 2020 بعد يومين في منتصف الليلة بين الثلاثاء والأربعاء فسيحل الكنيست بشكل تلقائي".
وعمليا بحسب الصحيفة فإن "الكنيست كفيل بأن يحل حتى قبل ذلك، في حال أقر قانون حل الكنيست بالقراءة الثانية والثالثة، علما بأن مشروع القانون لحل الكنيست تقدمت به كتلة "يوجد مستقبل-تيلم" وقد أقر بالقراءة التمهيدية بداية الشهر، ولاحقا أقرته لجنة الكنيست وأعدته للقراءة الأولى في الهيئة الكاملة، ويفترض بالقراءة الأولى أن تجرى غدا".
وأكدت أن "التجربة تفيد بأن نتنياهو سيحاول حتى اللحظة الأخيرة إغراء غانتس بحل وسط مهزوز، وسيعرض عليه صفقة ما لتأجيل موعد التناوب، وهنا محظور على غانتس أن يغرى أو يتنازل أو أن يتشوش، وحتى محظور عليه أن يأمل، إذ لا يهم ما هو جوهر الصفقة التي سيعدها نتنياهو".
ولفتت "هآرتس" إلى أن "غانتس يمكنه أن يكون واثقا ومتأكدا من أن هذا عرض منكر، وعد عديم الغطاء لشخص عديم الشرف، وغانتس ملزم بأن يتمسك بإنذاره الذي عرضه عندما أيد حل الكنيست بالقراءة التمهيدية؛ إما التناوب أو الانتخابات".
واحتدمت الأزمة السياسية مؤخرا بين حزبي "الليكود" برئاسة نتنياهو و"أزرق-أبيض" برئاسة غانتس؛ حيث يرفض الأخير بحسب قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية "تقديم أي تنازلات لليكود، ويؤكد أنه سيعمل على منع نتنياهو من تولي رئاسة الحكومة".
وأكد غانتس أن "عهد الأكاذيب ولى، وحان الوقت للأفعال والنتائج"، ومن المقرر أن يحل الكنيست عند انتصاف ليلة الثلاثاء الأربعاء من هذا الأسبوع تلقائيا في حال لم يتم امتصاص أزمة الموازنة العامة.