26.22°القدس
25.74°رام الله
23.86°الخليل
21.17°غزة
26.22° القدس
رام الله25.74°
الخليل23.86°
غزة21.17°
الخميس 25 ابريل 2024
4.71جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.78

تقارير "فلسطين الآن"..

إذاعة القرآن الكريم في نابلس تطلق صرخة قهر "كفى للقتل"

على مدار شهر كامل، خصصت إذاعة القرآن الكريم التي تبث من مدينة نابلس، كامل برامجها  ضمن حملة "الدم الحرام" التي تهدف إلى التحذير من مخاطر جرائم القتل، التي انتشرت وبشكل كبير في المجتمع الفلسطيني، مؤخرا.

ويشير مدير البرامج في الإذاعة الشيخ بشار أبو زهرة إلى أنه تم تحويل كل برامج الإذاعة سواء المسجلة أو المباشرة لصالح الحملة، مثل الكلمة الطيبة وبرنامج الفتوى وكن فوليا وخواطر إيمانية وكذلك برامج مثل "اخترنا لكم، وفقه المال، وحتى خطبة الجمعة".

هذا إضافة إلى تسجيل العشرات من المداخلات من العلماء والدعاة ورجال القانون والإصلاح، وأيضا بث أناشيد و"سبوتات" إذاعية توعوية وتحذيرية من الوقوع في "الدم الحرام".

لكن الجهد الأكبر سيتمثل وفق أبو زهرة في إنجاح البرنامج الرئيسي الذي يحمل اسم الحملة" الدم الحرام" والذي سيبث على الهواء مباشرة مرتين أسبوعيا، الأحد والأربعاء الساعة الثالثة والنصف عصرا، وهو من تقديم الإعلامي سامر خويرة، "فكل حلقة ستتناول محوراً معينا بشكل مسهب ومعمق، دون مواربة أو مجاملة".

لافتا إلى أن متابعي الإذاعة سيستمعون إلى مقابلات ومداخلات من اشخاص لم يعهدوا خروجهم على أثير إذاعة القرآن من قبل، فهناك قيادات أمنية وشرطية، ورجال العشائر والإصلاح، ومن عائلات المقتولين وغيرهم".

وقال :"إذاعة القران الكريم تهدف أصلا الى تعزيز القيم والمبادئ الدينية والشرعية والأخلاقية، وهي اليوم تقف عن مسؤولياتها من خلال هذه الحملة التي نريدها صرخة قهر، كفى للقتل".

الحملة لن تقتصر على ما سيبث عبر الأثير الاذاعي فقط، حيث سيعمل تلفزيون "المدينة" التفاعلي، الذي يبث عبر منصات التواصل الاجتماعي على انتاج المواد المرئية الخاصة بالحملة، واجراء المقابلات الميدانية مع المواطنين حول خطورة القتل وسبل وقفها.

استنكار شعبي

ومع انطلاق الحملة أمس الأحد، انضمت نحو خمسة وعشرين إذاعة محلية وصفحة فيسبوك في نقل الحلقة الأولى من برنامج "الدم الحرام"، التي وصلت لنحو نصف مليون متابع، وسط توقعات أن يتضاعف أعداد وسائل الاعلام المشاركة في الحملة خلال الأيام القليلة القادمة.

وتؤكد إذاعة القرآن الكريم أن هدفها الوصول لكافة المواطنين على اختلاف أماكن تواجدهم، في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل.

حيث يشير مدير الإذاعة رضا ملحس إلى أن :"هذا الملف الشائك يعد مسؤولية جماعية، وإدراكا منّا لأهمية الإعلامي وخاصة الاعلام الاجتماعي بكل تفرعاته، فقد توصلنا مع الإذاعات المحلية ومع مسئولي صفحات الفيسبوك العامة، ولاقينا تجاوبا فوريا منهم".

وأضاف :"الاعلام بات اليوم على المحك تجاه هذا الانحدار القيمي الذي يعاني منه المجتمع الفلسطيني، وعليه واجب كبير في وقفه أو إبطاءه على الأقل.

وتابع :"نحن نعول على الحملة لتعزيز الوازع الديني لدى أفراد المجتمع لما له من أهمية كبرى في وقف جرائم القتل، وكذلك في إعادة هيبة القانون والضغط على المشرعين لتعديل قانون العقوبات الذي يعتبره البعض متساهلاً في هذا المجال".

أسباب الجرائم

من جهته، أكد استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة النجاح الوطنية الدكتور مصطفى الشنار أن "جرائم القتل التي تعاظمت مؤخرا في مجتمعنا تعود لأسباب كثيرة، أبرزها البطالة والفقر، إضافة إلى ما نتج من أزمات اقتصادية واجتماعية، بعد جائحة كورونا، وما أرخته من ذيولها السوداء".

لكن الشنار لم يغفل الجوانب التربوية، قائلا إن المناهج الفلسطينية باتت تفتقد لأي تأثيرات قد تقود إلى تعزيز الهوية الدينية التي تشكل حِصناً آمنا للفرد والاسرة في المجتمع، والذهاب باتجاه مرجعيات لا تذكي إلا روح النزاعات والخصومات بين مكونات المجتمع".

ولم يغفل أيضا عن التطرق إلى تراجع دور المسجد وحصره في الشعائر التعبدية وانتهاء الدور التربوي والتثقيفي للأجيال الصاعدة، والأخطر هو العبث بالهوية الفكرية للأمة، وهو ما أوصلنا إلى هذه الحالة من استسهال ازهاق الأرواح البريئة وهتك حرمة الأعراض.

غياب القانون

بدوره شدد المحامي مجيد حج محمد على أن غياب العقوبة الرادعة تشريعا وتنفيذا، وضعف سلطة الرقابة على أداء الحكومات، جعلها تعيش في حالة من الاسترخاء والشعور بالأمان بعيدا عن غياب السلطة التشريعية الرقابية والمحاسبة، وجعلها أيضا تدمن التقصير المتوارث في معالجة المشكلات المجتمعية معالجة جذرية من مختلف الجوانب.

وختم بقوله "قبل وبعد كل ذلك الاحتلال الذي تمكن من التسلل إلى منظومتنا القيمية الاجتماعية عبر سياسة نشر السلاح والمخدرات وكل أسباب التفكك الاجتماعي والاسري بكثافة في المناطق الرخوة في المناطق الفلسطينية، ما أدى إلى إذكاء النزعات الانقسامية والصراعية داخل المجتمع الفلسطيني، حتى داخل الاسرة الواحدة.

وختم بقوله "لا بد من تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية لوقف حالة التدهور في المنظومة الاجتماعية والدينية والتشريعية، واعادة بناء مؤسسات المجتمع واخراجه من حالة الانقسام الذي أصاب الكل بالشلل ووفر الأمن والأمان للمنفلتين اجتماعيا وقيميا ووطنيا، مطبقين المثل القائل "من أمن العقوبة أساء الأدب".

المصدر: فلسطين الآن