أمام مقر الصليب الأحمر في عدد من مدن الضفة الغربية حمل أهالي الأسرى وممثلين عن المؤسسات ذات العلاقة صور أبنائهم القابعين خلف قضبان السجون، ورفعوا اليافطات التي تدعو لإطلاق سراحهم فورا. ففي نابلس، نظمت اللجنة الوطنية لدعم الأسرى اعتصاما تضامنيا مع الأسرى المضربين عن الطعام، بمشاركة ممثلي المؤسسات والفصائل وأهالي الأسرى، الذين طالبوا بإطلاق سراح أبنائهم، وهتف المشاركون لحرية الأسرى وإلغاء الاعتقال الإداري وطالبوا المجتمع الدولي التحرك لنجدتهم. أما في مدينة رام الله، فأكد رئيس نادي الأسير "قدورة فارس" على ضرورة إيجاد حل سريع للأسرى المضربين يضمن إطلاق سراحهم، خاصة الأسيرين: أيمن الشراونة وسامر العيساوي الذين أصبحت حياتهما في خطر شديد. وطالب فارس الراعي المصري بالتدخل السريع لإجبار (إسرائيل) لإنقاذ حياتهم والإفراج عنهم، مشددا على ضرورة تطبيق الأمم المتحدة لاتفاقية جنيف الخاصة بالأسرى بعد اعتراف العالم بدولة فلسطين. [title]إضراب ليوم واحد[/title] وكخطوة للتضامن مع إخوانهم في معركة الأمعاء الخاوية وفي مقدمتهم الأسيرين أيمن الشراونة وسامر العيساوي، خاض الأسرى، الثلاثاء 4/12/2012م، إضرابا عن الطعام للضغط على إدارة مصلحة السجون؛ لإجبارها على الاستجابة لمطالب المضربين. وفي الوقت الذي يدخل إضراب الأسير الشراونة يومه الـ157، والعيساوي يدخل يومه الـ127، تؤكد الجهات المختصة أن الاحتلال يستهتر بحياة الأسيرين، وترفض مصلحة السجون التعاطي بشكل إيجابي مع مطالبهم، وتهدد بتفعيل أحاكمهما السابقة قبل الإفراج عنهما ضمن صفقة "وفاء الأحرار". ورغم أن أوضاع الأسرى المعيشية على حالها، بل تشهد بشكل مضطر تراجعا ملحوظا، ولاسيما مع ارتفاع أعداد الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام إلى 7 أسرى، إلا أن الأهالي يرون في قبول فلسطين في الأمم المتحدة بصفة مراقب خطوة قد تخفف معاناة أبنائهم. قبول فلسطين بصفة مراقب يستوجب نقل قضية الأسرى إلى الساحات الدولية، ما يقتضي حشد الطاقات ورصد الانتهاكات تمهيدا لتقديم قادة الاحتلال والسجانين إلى المحاكم الجنائية. [title]تصعيد ممنهج[/title] وكان مركز أسرى فلسطين للدراسات أكد أن سلطات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون صعدت خلال الأسبوع الأخير اعتداءاتها القمعية على الأسرى الفلسطينيين في العديد من السجون، حيث رصد خمسة اعتداءات خلال الفترة ذاتها أصيب خلالها 4 أسرى بجراح من بينهم القيادي "جمال الهور" في سجن نفحة الصحراوي . وكانت قوة خاصة اقتحمت قسم "11" بسجن نفحة، وحاولت تفتيش الأسرى بشكل عاري، إلا أنهم تصدوا لتلك المحاولة ورفضوا التفتيش، الأمر الذي أدى إلى وقوع صدامات مع حراس السجن الذين اعتدوا عليهم ما تسببت بإصابة الأسير الهور هو من قيادات الحركة الأسيرة ومن أبرز قادة حركة حماس داخل السجون. وفى سجن حوارة جنوبي نابلس، اقتحمت قوة من الشرطة أقسام وغرف الأسرى، مدججين بالهراوات والغاز السام، وأخرجوا الأسرى في البرد الشديد إلى ساحة السجن بعد تفتيشهم بشكل عار، إلى حين انتهائهم من تفتيش الغرف الذي استمر لأكثر من 6 ساعات متواصلة، حيث قاموا بقلب محتويات الغرف رأسا على عقب وحطموا الكثير من أغراض الأسرى. ويعاني الأسرى في حوارة من ظروف قاسية ومأساوية، وفرضت عليهم الإدارة مؤخرا الخروج للقاء المحامي وهم مكبلو الأيدي وحفاة الأقدام في ظل البرد الشديد. وفي سجن عوفر قامت إدارة السجن باقتحام أقسام الأسرى، وعزلت عددا منهم في الزنازين الانفرادية، كما لم يسلم الأسرى المرضى على أسرة المستشفيات من اعتداءات وابتزاز الاحتلال، حيث تعرض الأسير "أيمن طالب أبو ستة" من مدينة غزة، لعملية ابتزاز وتحقير من السجانين الذين يحرسونه في مستشفى "سوروكا"، وهو مكبل القدمين بالسرير. وتستخف سلطات إدارة السجون بمعاناة الأسرى، وتستهتر بمطالبهم، ولا تلتفت لتحسين ظروف اعتقالهم وخاصة مع دخول فصل الشتاء القارص، مع قلة الأغطية والملابس الشتوية، ووضع الخيام المهترئة، والمكشوفة، والغرف الباردة المليئة بالرطوبة، ما يؤثر سلباً على صحة الأسرى ويعرضهم للأمراض.