20 عاما في سجون الاحتلال، لم تفكر قيادة حركة "فتح" ولا رئيسها محمود عباس في زيارة القيادي البارز مروان البرغوثي، ليفعلها أخيرا عضو اللجنة المركزية بـ"فتح" حسين الشيخ، ولكن لماذا؟ وبالتحديد، لماذا الآن؟
الأكيد، وما يعرفه الجميع ولا يختلف على الأمر اثنان، بأن زيارة حسين الشيخ ليست حبا ولا اشتياقا ولا محاولة للإفراج عن البرغوثي، بل هي محاولة لثني الرجل عن حقه السياسي والحياتي في الانتخابات العامة.
فعلا كما قال المثل "اللي استحوا ماتوا"، 20 عاما والبرغوثي يقضي العذابات في سجون الاحتلال، لم تعط حركة "فتح" ولا قيادتها لنفسها الفرصة في أن تعوض البرغوثي أو عائلته سنين مرة لا زال يحياها، بل تعرضت عائلته للتهديد والوعيد والإقصاء من قبل تلك القيادة.
"فإن كنت ناسي أفكرك"، بأن قسام ابن مروان البرغوثي هدد في أواخر نوفمبر الماضي، بأنه سيكشف عن وثائق خطيرة توضح خيانة حركة "فتح" لوالده والعمل مع بالضغط لدى سلطات الاحتلال لعدم الافراج عن مروان البرغوثي.
واليوم حسين الشيخ وبتنسيق استثنائي – وفق وسائل إعلام عبرية – يصل لسجن القيادي البرغوثي في محاولة صريحة لثنيه عن الترشح في قائمة مستقلة عن حركة "فتح" في الانتخابات القادمة.
وحقيقة السؤال: "بأي عين وكيف سيواجه الشيخ مروان البرغوثي؟"، إلى أي وجه مكشوف وصل هؤلاء؟، لا يكفي التآمر بل وأيضا يريدونه أن يتنازل عن أبسط حقوقه كإنسان وكمواطن فلسطيني، في الترشح للانتخابات القادمة، لا لشيء إلا لأنهم يعلمون خطورته ولأنه لو خرج من سجنه سيبتلع الكثير منهم، فهذه شيمة الشرفاء، وهذه قوة الأسود لو تحررت.
وختاما فعلا "إن لم تستح فاصنع ما شئت".