نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا أعده جي مينز وروكسان فارمان فارمانيان، أشارا فيه إلى الحرب السيبرانية المحتدمة بين طهران والرياض.
ويرى الباحثان أن السعودية وإيران تنتهجان طرقا مختلفة للحرب الإلكترونية، فقد اختارت السعودية نهج الاعتماد على المصادر الخارجية في تطويرها السيبراني، وذلك من خلال شراء الأدوات المتخصصة من شركات التعهدات الخاصة في الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا والتي تقوم بإدارة العمليات الإلكترونية، فيما اعتمدت إيران على جهدها الذاتي بمساعدة قليلة من الصين وروسيا.
وقال التقرير إن الرياض اعتمدت على كم ضخم من الروبوتات لتقوية صورتها على منصات التواصل الاجتماعي، وبخاصة في زمن الأزمة.
وكان آخرها بعد عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
وفي نفس الوقت عملت السعودية على تقوية دفاعاتها الإلكترونية/السيبرانية. وقامت بإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في عام 2017 وهي مماثلة للقيادة المركزية الإلكترونية تحت قيادة مكتب الملك بالإضافة إلى الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز. وهي منظمة برعاية اللجنة الأولمبية السعودية ومهمتها إنشاء جيل من المحاربين السيبرانيين السعوديين.
وبخلاف السعودية، فقد طورت إيران برنامجا موحدا ومتعددا للدفاع. ونظرا للعقوبات الدولية عليها فإن برنامجها يظل محليا ولكن بمساعدة قليلة من روسيا والصين.
وفي 2013 التزمت الصين بمساعدة إيران بتطوير الشبكة العنكبوتية "شوما" المستقلة عن الشبكة العنكبوتية العالمية.
وهي شراكة قد تمتد على مدار 25 عاما ويتفاوض البلدان حولها. ويقول الباحثان إن تطور إيران في هذا المجال أسهم في جعلها واحدة من القوى السيبرانية بالمنطقة.
ويحذر الكاتبان من أن المواجهة السيبرانية المتزايدة في منطقة الخليج تقدم دروسا لكل الدول بعيدا عن حجم ثروتها أو أيديولوجيتها.
وقال التقرير إن الجميع ربما نسي دوامة الأخبار في العام الماضي، وبخاصة عملية القرصنة التي قامت بها روسيا في كانون الأول/ ديسمبر للقرصنة على المؤسسات الاستخباراتية الأمريكية.
وفي نفس الوقت قيل إن السعودية والإمارات العربية المتحدة كانتا وراء التجسس على صحافيي قناة الجزيرة الممولة من دولة قطر وباستخدام برنامج تجسس إسرائيلي.
وفي كلا الحالتين تم الاعتماد على عمليات اختراق إلكترونية/سيبرانية. ولكنّ القصتين تشتركان في ملمح واحد: لم يعبر أحد عن صدمته مما حدث.
ويقول الباحثان إن منطقة الخليج تتحول بشكل متزايد إلى مخبر لأخلاقيات وممارسات الحرب المهجنة.
ففي المنطقة تواجه إيران السعودية منذ أكثر من ثلاثين عاما وكل منهما لديه أجندة دينية مختلفة وداعمون دوليون متنافسون.
وحاول البلدان بناء نفوذ وتفوق على الآخر ولكن بدون الانزلاق إلى الحرب. فكلاهما يدعم جماعات وكيلة ويستخدم هجمات إلكترونية هادفة.
وتمنح الحرب الإلكترونية لكل منهما مخرجا أخلاقيا، فهي تقتل أقل من الحرب التقليدية، ولكنها قد تعيث فوضى أكثر وتتسبب في التعطيل.