قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن نشر الاستخبارات الأمريكية لتقرير مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، يمهد الطريق لمعاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتجميد أصوله في الخارج.
وأوضحت الصحيفة، أن إصدار تقرير مقتل خاشقجي الذي يتهم ابن سلمان يشير إلى حدوث تغيير. مضيفةً: “بينما كان الرئيس السابق دونالد ترامب يثني على النظام السعودي كما لو كان أقرب الحلفاء”.
وأضافت: “حتى سلفه باراك أوباما قد انغمس في علاقات مع المملكة من خلال دعم هجومها الكارثي ضد. المتمردين الحوثيين في اليمن. لكن إدارة بايدن قد تنذر بتخفيض عميق للأهمية السعودية”.
وأشارت إلى أن احتمال حدوث تحول جذري في علاقة الولايات المتحدة بالسعودية يكمن في التحولات الجيوسياسية
وأوضحت أن إدارة بايدن أشارت بقوة إلى أنها تهدف إلى إعطاء الأولوية لاستعادة العلاقات القوية مع الحلفاء. الأوروبيين القدامى.
وكانت هذه العلاقة توترت بشكل كبير خلال سنوات ترامب. بالإضافة إلى التحول نحو آسيا في محاولة لمواجهة. الصين وتعزيز شراكاتها مع دول المحيط الهادئ.
ضغوط على السعودية
وأكدت الصحيفة، أنه من خلال تحميل مقتل خاشقجي بصراحة لابن سلمان يضيف التقرير أيضا ضغوطا على السعودية.
وذلك أثناء انتقالها من حكم الملك سلمان إلى نجله وهي الخطوة التي عارضتها الفصائل الأخرى في النظام. الملكي السعودي وتقلق ابن سلمان.
وحدة القتل السعودي
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً عما وصفتها “وحدة القتل السعودي” التابعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأوضحت الصحيفة أن وحدة التدخل السريع” المكلفة بحماية ابن سلمان ينتمي 7 من المتورطين في اغتيال. الصحفي جمال خاشقجي إليها.
وأكدت أنها نفذت حملة وحشية لسحق المعارضة داخل المملكة وخارجها بتعليمات من ابن سلمان.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن هذه الوحدة التي وصفتها ب”وحدة القتل السعودي” نفذت عشرات المهام بالخارج.
وشددوا على أن “عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي لم تكن الوحيدة” التي تنفذها.
وذكر المسؤولون أن “الوحدة نفذت عشرات العمليات داخل المملكة وخارجها”. بما في ذلك الإعادة القسرية. للسعوديين من دول عربية أخرى.
وأضاف المسؤولون “كما يبدو أن المجموعة متورطة في اعتقال وإساءة معاملة نشطاء حقوق المرأة البارزين مثل لجين الهذلول”.
كما احتجزت سيدة أخرى في 2018 وهي محاضرة جامعية وتعرضت لتعذيب نفسي شديد دفعها لمحاولة. الانتحار، بحسب مسؤولين أميركيين.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الوحدة مكلفة بحماية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت “ساعد دور عملاء هذه الوحدة في مقتل خاشقجي بتعزيز نتيجة تقرير المخابرات الأميركية حول دور ولي العهد”. ووصفت هذه الوحدة ب”وحدة القتل السعودي”.
سعود القحطاني
وذكرت أن سعود القحطاني أحد كبار مساعدي ابن سلمان الذي عمل مستشارا إعلاميًا للديوان الملكي هو المسؤول. عن هذه الوحدة.
ونبهت إلى ما ورد في تقرير الاستخبارات الأمريكية عن تصريح للقحطاني مفاده أنه “لم يتخذ قرارات دون موافقة ابن سلمان”.
فيما ذكر المسؤولون الأمريكيون أن القائد الميداني لقوة التدخل السريع هو ماهر عبد العزيز مطرب.
ومطرب ضابط مخابرات كان يسافر غالبًا إلى الخارج مع ولي العهد.
ولفت المسؤولون إلى العنصر الآخر في الفريق وهو ثار غالب الحربي الذي كان عضوًا في الحرس الملكي السعودي.
وبينوا أنه تمت ترقيته في عام 2017 بسبب “أعمال شجاعة خلال هجوم على أحد قصور ابن سلمان”.
ولفتت “نيويورك تايمز إلى أن “وحدة القتل السعودي” بدأت حملتها العنيفة ضد المعارضة في عام 2017. وهو العام. الذي أصبح فيه ابن سلمان وليا للعهد.
القحطاني ومطرب والحربي
وبحسب التقرير الاستخباري الأمريكي “فإن الرجال الثلاثة (القحطاني ومطرب والحربي) هم جزء من مجموعة. مكونة من 21 شخصا”.
وشارك هؤلاء في مقتل خاشقجي أو أمروا به أو كانوا متواطئين فيه أو مسؤولين عن مقتله نيابة عن ابن سلمان
أساسيات العلاقة
وفي السياق، أكد موقع “ذا هيل” الأمريكي، أن النقاش في الولايات المتحدة تصاعد بعد نشر تقرير المخابرات. الأمريكية بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وأوضح الموقع في مقال للباحث سايمون هندرسون، أن النقاش يدور حول أساسيات العلاقة بين واشنطن والرياض. وكيف يمكن ان تكون؟.
وأوضح الباحث، أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية كانت تتلخص في القول المأثور البسيط: النفط مقابل الأمن.
وأشار إلى أن التهديدات للمملكة في السابق كانت تأتي من “القومية العربية” في مصر والعراق وسوريا، وليس إيران، التي كان لا تزال تُحكم من قبل محمد رضا شاه.
وتابع:” تغيرت الأمور في عام 1973 مع الحظر النفطي العربي، مما أدى إلى زيادة مذهلة في أسعار النفط. وفي النهاية تم الاتفاق على “صفقة” كانت تنص على “نفط بأسعار معقولة”.
الحاجة السعودية للأمن الأمريكي
وأكمل: “كما زادت حاجة السعودية إلى الأمن الأمريكي، وكانت سخية في شراء الأسلحة الأمريكية وخدمات الدعم. خاصة بعد الثورة الإسلامية في إيران”.
وهزت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول العلاقات السعودية الأمريكية مرة أخرى، وبحسب ما ذكره الباحث. فإن وتيرة الجهود القانونية للحصول على تعويضات لأولئك الذين قتلوا في ذلك اليوم لا تزال تزداد قبل الذكرى العشرين لأحداث مركز التجارة.
ولاحظ الباحث، الذي يدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. أنّ العلاقات مع السعودية كان يمكن أن تكون جيدة بالفعل إذا ابتعدنا عن قضية الخاشقجي.