توفي الفنان المصري المخضرم يوسف شعبان، الأحد، عن عمر ناهز 90 عاما متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، بعدما قضى الأيام الأخيرة من حياته في غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات، وسط العاصمة المصرية القاهرة.
ولم يكن الفنان الراحل يوسف شعبان أحد أشهر الفنانين الذين عرفتهم الساحة الفنية منذ 60 عاما فحسب، بل كان أيضا "أيقونة فنية لا تتكرر" كما كان يصفه زملاؤه، فهو النجم صاحب الصوت المميز والأكثر جاذبية في عصره، ناهيك عن شخصيته المثيرة للجدل ومواهبه المتعددة، وحياته الحافلة بالأحداث والمفاجآت.
حلم وتمرد
برحيل شعبان تفقد الساحة الفنية المصرية والعربية أحد عمالقة السينما والمسرح، لكن حياته تحافظ على بريقها رغم الرحيل، فالرجل المولود في حي شبرا بالقاهرة، يوم 16 يوليو عام 1931، ينتمي لعائلة عسكرية تعشق الانضباط و"البدلة الميري".
فأغلب أبناء عائلته ينتمون للحياة العسكرية، حيث التحق عمومته بالكلية الحربية، أما أبناء أخواله فالتحقوا بكلية الشرطة. ورغم رغبته الجامحة في دراسة الفنون الجميلة، خاصة أنه كان موهوبا في الرسم، فإن والده أجبره على دخول إحدى الكليات العسكرية.
في النهاية عشق شعبان للفن دفعه لخلق حيلة للهروب من ذلك بشكل سري، فرسب عن عمد في كشف هيئة الكلية الحربية، لكن القدر أجبره على الالتحاق بكلية الحقوق.
وبعد 3 سنوات، ترك دراسة الحقوق واتجه لدراسة التمثيل بمعهد الفنون المسرحية، وكان وراء قراره المصيري هذا أصدقاؤه بالدراسة في ذلك الوقت، الفنانين كرم مطاوع وسعيد عبد الغني.
وعلى مدار أكثر من نصف قرن امتد مشوار شعبان الفني، الذي بدأه بدور صغير في فيلم "في بيتنا رجل" عام 1961، مع عمر الشريف، ثم توالت أعماله السينمائية التي تجاوزت عتبة الـ110 أفلام.
وفي بداياته السينمائية، واجه شعبان منافسة شرسة وشريفة من أبرز نجوم فترة الستينيات، وهم رشدي أباظة، وكمال الشناوي، وصلاح ذو الفقار، وحسن يوسف، وشكري سرحان.
ومن أبرز أفلام الفنان الراحل: "معبودة الجماهير"، و"حمام الملاطيلي"، و"أم العروسة"، و"زقاق المدق"، و"الثلاثة يحبونها"، و"ميراما"، و"قصر في الهواء"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"الرجل الذي فقد ظله"، و"قضية سميحة بدران"، و"حارة برجوان".
وختم شعبان مسيرته السينمائية عام 1995، عندما قرر الاكتفاء بتمثيل مسلسل واحد أو اثنين فقط في السنة للتركيز على مهمته الجديدة كنقيب للممثلين.
مساهمات شعبان في الدراما كانت أحد أهم إسهاماته الفنية، فمنذ بداية الستينيات حتى مطلع الثمانينيات، بدأ النجم الراحل مسيرة أعماله التلفزيونية، قدم خلالها نحو 130 مسلسلا.
وفي عام 1987 سجل شعبان بصمته الأبرز بالمسلسل التلفزيوني "رأفت الهجان" المأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، الذي جاء في ثلاثة أجزاء، كما بلغ قمة تألقه في مسلسل "الضوء الشارد"، ونجح في "ليالي الحلمية"، والسيرة الهلالية" وغيرها من الأعمال. كما شارك في مسلسل "الحقيقة والسراب".
أحب امرأتين وأميرة
وكانت "المرأة" علامة فارقة في حياة الفنان المصري، فقد أخفى شعبان عن الناس والأضواء خبر زواجه من الفنانة ليلى طاهر لمدة 4 سنوات، انفصلا خلالها 3 مرات.
وفي سبيل حبه لامرأة أخرى، تحدى الجميع عندما تزوج نادية إسماعيل شيرين، ابنة الأميرة فوزية إمبراطورة إيران سابقا، وشقيقة الملك فاروق، وابنة الأمير إسماعيل شيرين الذي تولى منصب وزير الحربية، وهو أيضا ابن عم الملك فؤاد الأول.
وأنجب شعبان منها ابنته سيناء، وبعد انفصالهما تزوج من سيدة كويتية تدعى إيمان، وأنجب منها ابنه مراد وابنته زينب، ويقيمان في الكويت منذ ولادتهما.