في الشوط الثاني، من إحدى مباريات دوري القسم الرابع المصري، طالب المدير الفني لنادي "القنايات" اللاعب الشاب عبد الرحمن عاطف، بالقيام بعمليات الإحماء من أجل المشاركة فيما تبقى من اللقاء، الذي لم يعرف صاحب الـ23 عامًا أنه سيكون الأخير في حياته.
وسيطرت حالة من الحزن على أسرة الرياضة المصرية، خلال الساعات الأخيرة، بعد وفاة لاعب نادى القنايات، عبد الرحمن عاطف، إثر إصابته الخطيرة، في لقاء الفريق أمام نظيره نادي الرواد يوم الاثنين.
كما نعى مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر اللاعب الشاب، مطالبين بالكشف عن الكواليس الكاملة للواقعة التي راح ضحيتها شاب يخطو خطواته الأولى في مسيرته الكروية.
تفاصيل الواقعة
في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، يكشف عضو مجلس إدارة نادي القنايات، محمود طلبة، تفاصيل المشهد الأخير في حياة اللاعب عبد الرحمن عاطف.
ويقول طلبة: "بعد مشاركة اللاعب في الجزء الأخير من لقائنا أمام نادي الرواد، سقط على أرض الملعب مرتين، لم يتجاوز الفارق الزمني بينهما دقيقة واحدة، وشهد السقوط الثاني ابتلاع عبد الرحمن عاطف للسانه، وهي من الإصابات الخطيرة، التي تتطلب تدخل طبي سريع من أجل إنقاذ حياة اللاعب".
وأضاف: "نتيجة لضعف الإمكانيات، نادي القنايات لا يملك طبيبا ضمن جهازه الفني، لذا اعتمدنا على المسعف الموجود داخل سيارة الإسعاف الخاصة بتأمين اللاعبين المشاركين في اللقاء، ولم يتمكن المسعف من إنقاذ اللاعب، لذا توجهنا سريعًا إلى مستشفى حكومية قريبة من ملعب اللقاء، وهناك لفظ عاطف أنفاسه الأخيرة".
الصلاة الأخيرة
يوضح عضو مجلس إدارة نادي القنايات، أن اللاعب الشاب عبد الرحمن عاطف، انضم للفريق في بداية هذا الموسم، "كان الجهاز الفني يعقد آمالًا كبيرة على "بودا"، كما اعتاد زملاؤه أن ينادونه، وكان يعاني من إصابة في بداية مشواره مع الفريق، وكنا نجهز لعودته إلى الملاعب تدريجيًا، تمهيدًا أن يحصل على مكان ثابت في تشكيل الفريق، لكن القدر كان له رأي آخر".
ويردف: "بين شوطين لقاء الفريق أمام نادي الرواد، أمَّ لاعبنا المتوفي عبد الرحمن عاطف أصدقاءه وعناصر الجهاز الفني في الصلاة، وهي عادة ثابتة عند "بودا" في مباريات الفريق، ونأمل أن يثلج الله صدر أهله، فما رأينا منه إلا الخير، والطموح والإصرار على النجاح في ملاعب معشوقته الأولى كرة القدم".
دوري المظاليم
يؤكد محمود طلبة، عضو مجلس إدارة نادي القنايات، أن واقعة اللاعب "عبد الرحمن عاطف" ما هي إلا نتاج طبيعي لإهمال المسؤولين لدوري المظاليم المصري، محذرًا من حدوث وقائع شبيهة مستقبلًا.
ويتابع: "أغلب أندية دوري القسم الرابع لا تملك طبيبًا داخل أجهزتها الفنية، لذا نأمل في كل لقاء إلا يتعرض أي لاعب لإصابة خطيرة، لأننا نعلم جيدًا أنه من النادر وجود طبيب داخل أجهزة طرفي المباراة، وفي هذا الحالة، نعتمد على المسعفين، وللأسف لا يتم تجهيزهم بشكل كافي للتعامل مع الحالات الصعبة".
"حياة اللاعبين في دوري المظاليم على المحك، وأتوجه بنداء إلى الاتحاد المصري لكرة القدم، ووزارة الشباب والرياضة، لدعم أندية القسم الرابع، ولا نريد دعم مادي مباشر، لكننا نأمل في وجود أجواء آمنة لخوض المباريات، فمن حق أي لاعب، أن يجد من ينقذه في حالة تعرضه للإصابة خطيرة".
ويختتم طلبة حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية":" سيتوجه مجلس إدارة النادي واللاعبين إلى قرية اللاعب عبد الرحمن عاطف؛ لتأدية واجب العزاء لأسرته، وخلال الأيام القادمة، سننظم فاعلية خاصة لتكريم اللاعب الراحل".
