أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى بأن الاحتلال يعتقل في سجونه (37) أسيرة فلسطينية من بينهن (12) أماً، لديهن (33) ابناً يحرمون من رؤيتهم ويفتقدون الى حنانهم والاجتماع بهم في يوم الأم وخاصة الصغار جداً منهم والذين يحتاجون الى رعاية مباشرة.
وأوضح مركز فلسطين بأن هناك عدد من الأسيرات تركن خلفهن اطفال رضع لا تتجاوز أعمارهم عدة شهور حين الاعتقال مما أثر على نفسيات أمهاتهم بشكل كبير، بينما يحرم الاحتلال بعض الأسيرات من الزيارة لفترة طويلة، إضافة إلى وجود اسيرة أم وحامل بشهرها الثالث وهي "أنهار الحجة" من رام الله.
معاناة مضاعفة
وقال مدير المركز الباحث رياض الأشقر إن الأسيرات يشعرن بالمرارة والقسوة كلما مر عليهن مناسبة وهن لا يزلن في سجون الاحتلال بعيداً عن الأهل والأحبة، ولكن معاناة الأمهات منهن تكون مضاعفة لافتقادهن إلى أبنائهن خلال تلك المناسبات وخاصة التي يحتاج فيها الأطفال الى وجود الام بجانبهم.
وأضاف: "تتلاشى فرحة الأسيرات الأمهات مع الحزن والألم الذي يشعرن به كلما تذكرن أولادهن، وكيف يقضون أوقاتهم بعيداً عنهم، وكيف يرافق بقية الأطفال أمهاتهم إلى الأسواق لشراء الهدايا والألعاب وهم فرحين، بينما أبنائهن محرومين من هذه السعادة لغياب أمهاتهم خلف القضبان وخاصه مع انقطاع الزيارة لشهور طويلة بسبب جائحة كورونا، فهي السبيل الوحيد للتواصل مع عائلاتهم والاطمئنان عليهم في ظل حرمان الاحتلال لهم من التواصل عبر التلفون كبديل عن وقف الزيارات".
وأشار إلى أن الأسيرات الأمهات يعشن حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد، والتوتر والتفكير المستمر بأحوال أبنائهم وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، وخاصة أن بعضهم لا يزال صغير السن ولم يتجاوز السنوات الثلاثة الأولى من عمره، وهذا القلق يزداد هذه الأيام في ظل انتشار وباء كورونا المعدي، والذي ينتشر بشكل كبير في المدن الفلسطينية، بينما يشعر الأبناء بمزيد من القلق على أمهاتهم خشية وصول الفيروس إلى أقسام الأسيرات.
أوضاع صعبة
وتعاني الأسيرات من ظروف معيشية وصحية صعبة وقاسية، حيث تتعمد إدارة السجن التضييق عليهن وإذلالهن وحرمانهن من كافة حقوقهن الاساسية، و يشتكين من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة، ووضع الحمامات خارج غرف الاعتقال، ولا زالت إدارة السجون تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل بهدف التفتيش، كما تعاني الأسيرات من التنقل بسيارة البوسطة والتي تعتبر رحلة عذاب بالنسبة للأسيرات تسبب لهن التعب والإرهاق الجسدي والنفسي.
وتفتقر الأسيرات إلى الملابس والأغطية واغراض الكنتين، والطعام الكافي والصحي، ويتعرضن لسياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية بين الأسيرات او الجريحات اللواتي أصبن بالرصاص حين الاعتقال، كما تشتكي الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجن لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية.
عشرات الأبناء
ولفت الأشقر إلى أن الأسيرات الأمهات لديهن العشرات من الأبناء في مختلف الأعمار ومنهم من لم يتجاوز عمره عدة شهور حين اعتقال والدته، فقد اعتقل الاحتلال الأسيرة "نسرين حسن أبو كميل" من قطاع غزة، وكان لديها رضيع عمره ثمانية شهور فقط، وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة 6 سنوات، ولم ترى ابنائها منذ اعتقالها قبل 5 سنوات، كذلك الأسيرة " فدوى نزيه حمادة" من القدس، ومحكومة بالسجن 10 سنوات، وهي أم لخمسة أطفال، أصغرهم كان يبلغ من العمر أربعة شهور فقط عند اعتقالها.
وناشد مركز فلسطين المنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان، والمؤسسات التي تعنى بقضايا المرأة، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى والأسيرات والتي تزداد أوضاعهم قساوة يوماً بعد يوم، كما دعا الى إطلاق سراحهن جميعاً في ظل الخشية من انتشار مرض كورونا داخل السجون وتهديد حياتهم بالخطر وخاصة النساء المريضات منهن وكبار السن.