حذرت صحيفة إسرائيلية، من تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد انتخابات الكنيست الـ24 المزمع إجراؤها يوم الثلاثاء المقبل.
وأكدت صحيفة "هآرتس" في مقال لـ"نيفا لانير"، أن "تواصل نتنياهو تولي رئاسة الحكومة في إسرائيل بعد الانتخابات القادمة، هو لكمة في وجه إسرائيليين كثيرين، يعرفون أن استمرار ولايته يمكن أن يقودنا إلى الهاوية".
وذكرت أن "الزعيم (نتنياهو) الذي فشل في إدارة أزمة كورونا، والذي يواصل التألق بكونه الأول في الكذب، يلقي عن كاهله إخفاقاته بالتبشير بأن إسرائيل هي الجهة الأولى التي خرجت من الأزمة"، منوهة إلى أن "بكاء عائلات الـ 6 آلاف ضحية بسبب كورونا في إسرائيل، يمكن سماعه في جميع أرجاء البلاد".
وتساءلت: "ما الذي لم نسمعه منه، وكيف أن الكثيرين حتى الآن لم يتعلموا بعد أن نتنياهو هو مخادع متعجرف ومتبجح؟ ولكن طائفة المتملقين له، لم يدركوا بعد أنه يجب علينا إبعاده عن حياتنا كي لا يواصل سحق وتحطيم كل بقعة جيدة هنا في إسرائيل".
وسلطت الصحيفة الضوء على "مجموعة من مآثره الأخيرة؛ إسرائيل تدار بدون ميزانية خلال العامين الماضيين، محامو نتنياهو تعهدوا في المحكمة العليا (أيار/ مايو 2020) بأنه سيوقع على اتفاق تضارب مصالح، لكن بعد تشكيل الحكومة تنكر لتعهدهم؛ في بداية 2020 ألقى على هيئة الأمن القومي مهمة إدارة أزمة كورونا، لكن بعد 4 أشهر تقريبا، لجنة الكنيست قررت أن هيئة الأمن القومي، لن تقوم بإدارة الأزمة".
وأضافت: "نتنياهو وقع على التطبيع مع الإمارات قبل إحضاره للحصول على مصادقة الكابينت والحكومة والكنيست عليه؛ وأعلن نتنياهو عن إرسال تطعيمات كورونا لدول أجنبية بدون صلاحية؛ وفي السنوات الأخيرة يدهور العلاقة بين إسرائيل والأردن بشكل دائم، ومؤخرا وصلت إلى حضيض غير مسبوق".
وبينت الصحيفة، أنه "في عشية الانتخابات السابقة نهاية شباط/ فبراير 2020، توجه ستة رؤساء سابقين من الموساد والشاباك إلى الجمهور الإسرائيلي، بنداء تحذير أن لا يصوتوا لنتنياهو فهو "خطير على إسرائيل"، وقال رئيس جهاز "الموساد" الأسبق، أفرايم هليفي: هو يشكل خطرا حقيقيا على الأمن"، في إشارة إلى نتنياهو.
ولفت كل من رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الأسبق عامي إيلون ومعه رئيس جهاز "الموساد" الأسبق شبتاي شبيط، أن "الثمن يمكن أن يكون المس بمستقبل وجود إسرائيل".
وفي إطار التحذير من خطورة استمرار نتنياهو في الحكم، أوردت "هآرتس" العديد من تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين الأمنيين السابقين، ومنهم رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" الأسبق، كرمي غيلون، الذي أكد أن خطر نتنياهو "واضح وملموس على الأمن القومي".
وقال رئيس "الشاباك" السابق يوفال ديسكن: "حتى الآن لم نقل أي كلمة عن تقديم لوائح اتهام ضده، وعن محاكمته التي بدأت، وإذا كانت هذه ليست سوى محاولة لإسقاط رئيس حكومة، فإنه يجب شطبها، لأنها تلاشت".
وأكدت الصحيفة، أن "إسرائيل لم تعرف أياما سيئة مثلما في أيام حكم نتنياهو"، متسائلة: "هل كان لذلك إشارة مسبقة قبل انتخابه للمرة الأولى في 1996؟ نعم، كان: بالأساس لم يكن هذا إشارة، بل كابوسا متواصلا؛ التحريض ضد إسحاق رابين".
وأشارت إلى أن "بنيامين نتنياهو لم يسلب إسرائيل منا حتى الآن، هو في هذه الأثناء فقط ينكل بإسرائيل، أي بنا، ومنذ سنوات كثيرة جدا"، مضيفة أنه "كان في إسرائيل زعماء آخرون أطعمونا المر، ولكن لا أحد منهم نشر حوله الكراهية بصورة منهجية وباستمرار مثل نتنياهو، ولم يمزق أي واحد مثله المجتمع الإسرائيلي ويحدث فيه شروخ".
ورجحت "هآرتس"، أن "فترة ولاية أخرى لنتنياهو يمكن أن تنزل كارثة على إسرائيل، ليس أقل من ذلك، ويجب علينا أن نزيح عن أكتافنا هذا القدر السيئ".