مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، يعيش أصحاب المحال التجارية على أمل انتعاش اقتصادي، ولو محدود، في ظل قرار حكومي برفع الإغلاق أيام السبت والسماح لمحلات الحلويات والمطاعم والمقاهي بالعمل وفق آليات محددة.
ورغم هذا، فقد انضمت عشرات آلاف العائلات الفلسطينية إلى قائمة الفقراء، جراء فقدانهم مصادر دخلهم بسبب جائحة كورونا، ما جعلهم غير قادرين على تأمين قوت أطفالهم في رمضان.
وخلال جولة لمراسل "فلسطين الآن" على الأسواق في مدن رام الله ونابلس وجنين، أمكن ملاحظة اكتظاظها بالمتسوقين، الذين يركزون على محلات بيع المواد الغذائية والتموينية.
يقول سعيد جمال الدين من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة إنه يسعى لتوفير كل ما يلزم البيت من طعام وشراب قبيل دخول الشهر الفضيل، "هذا شهر الخير والبركة. فرحتنا بقدومه كبيرة، لذلك ورغم الحالة المادية المتعثرة إلا أنه من الواجب علينا أن لا نقصر تجاه عائلاتنا. لذلك فقد اشتريت معظم الحاجيات".
وعبرت سوسن أمين من مدينة رام الله، عن سعادتها بقرب حلول رمضان. مشيرة إلى أنها تسعى لتوفير الحاجيات الأساسية لأسرتها المكونة من خمسة أنفار.
زوج السيدة مصاب بمرض في كليته، جعله غير قادرا على مواصلة عمله في سياقة الشاحنات الثقيلة، حيث يعمل اليوم على بسطة لبيع القهوة وسط مدينته، هذا الأمر زاد من الأعباء على كاهلها، كونها تعمل في مشغل للتطريز.
تقول "منذ ظهور الفايروس اللعين وأنا أعمل يوما وأعطل عشرة. معظم المشاغل توقفت كليا، فالناس تفكر كيف تؤمن الأكل والشرب، أكثر مما تفكر ان تشتري الاكسسوارات. كما أن استيرادها جاهزة من الخارج قضى على مهنة التطريز المحلية".
وحتى تدخل سوسن الفرحة إلى أطفالها، فقد ابتاعت إضاءة ملونة لتزيين بيتها من الداخل والخارج ترحيبا برمضان.
وجاء قرار الحكومة الفلسطينية بفتح المساجد في رمضان لأداء صلاة الجمعة والتراويح، ليزيد من استعداد المواطنين لهذا الشهر الفضيل.
وتجاريا، شهدت الأسواق بشكل عام إقبالا على شراء المواد الغذائية واللحوم والدواجن. يقول منصور منير وهو صاحب محل لبيع الدواجن وسط نابلس إن الإقبال كبيرٌ من المواطنين على التزود لرمضان. قبل يومين تم صرف الرواتب للموظفين الحكوميين، وهذا خلق حركة تجارية ممتازة، افتقدناها طويلا.
بدوره، استورد الحاج ماجد ابو صلاح وهو صاحب شركة للمواد التموينية المستوردة، كميات ضخمة من الأرز والسكر والزيوت. يقول "هذه فرصة لنا لا تتكرر في العام الواحد سوى مرات قليلة، لذا يجب علينا استغلالها. كل المؤشرات تذهب إلى أننا متجهون لرفع كافة أشكال الاغلاقات، ما يعني أن الأسواق ستكون مكتظة على الدوام".
ولفت إلى أن الأسعار ما تزال في نطاق المقبول، مع ارتفاعات بسيطة على أنواع محددة من زيت القلي والأرز، لكن بقية المواد بقي سعرها على حاله.
وفي رمضان يتضاعف الإقبال على الحلويات بشكل ملحوظ.
نبيل هندية وهو صاحب محل حلويات في جنين يؤكد أن الحجوزات من زبائنه المعتادين بدأت منذ اليوم، حيث يطلبون أصنافا من الفطير بالجبن والمدلوقة وغيرها.
ويؤكد هندية أن "رمضان لا يحلو إلا بأكل الحلو. الموائد تتزين بالقطايف والطير بالجبن وبخدود الست وبالعوامة".