كشف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تفاصيل وكواليس معركة "سيف القدس" السياسية منها والعسكرية، سواء أكانت تلك الكواليس قد دارت رحاها محليا في قطاع غزة أم دوليا من مقر قيادة الحركة.
وقال هنية في حواره على قناة الجزيرة لبرنامج "بلا حدود": "اليوم الأخير من معركة سيف القدس تكثفت فيها الاتصالات مع الوسطاء، من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، ولم نقبل أي مفاوضات مباشرة مع الاحتلال تتعلق بقضية القدس، بما تمثله من رمزية دينية وعقائدية وسياسية".
وأضاف هنية: "رفضنا أن تكون القدس مجزأة على طاولة المفاوضات، لكن جميع الأطراف فهمت أن هذه المعركة نشأت من أجل القدس، وأبلغنا الوسطاء رفضنا صيغة وقف إطلاق النار من جانب واحد، و الأخوة في مصر عرضوا علينا اتفاق وقف إطلاق نار متبادل ومتزامن، ونحن كنا موافقين على ذلك بشرط الإبلاغ عن ساعة الصفر قبل ساعتين من موعد وقف إطلاق النار، والاحتلال طلب من سكان 3 أبراج بإخلائها، وفصائل المقاومة أبلغت الاحتلال أنه يجب أن تنهي هذا التحذير كليا، وأن تعيد الاتصال بسكان هذه الأبراج، وأن يطلب منهم العودة".
وتابع خلال اللقاء الذي تابعته وكالة "فلسطين الآن": "أبلغنا الاحتلال أننا لن نقبل بأن ندخل في وقف إطلاق النار تحت هذا التهديد، وأننا في حل من هذا الاتفاق، وقلنا بكل وضوح، لدينا قرار أن نصل لكل جغرافيا فلسطين بصواريخنا، ولكن بناء على تدخل الوسطاء أوقفنا هذا الموضوع، لكن اذا ارتكب الاحتلال اي حماقة فإن القرار موجود على الطاولة".
وأوضح هنية أن "تهديدات أبو عبيدة، أرغمت الاحتلال على القبول باتفاق وقف إطلاق النار، لأنه يعلم أن المقاومة لا تصدر تهديدات فارغة"، مبينا أن "الضمانات لوقف العدوان على القدس هي مقاومتنا التي حذرت ونفذت، ونحن لا يمكن أن نقبل استمرار استباحة الأقصى، ولا نقبل تهجير أهلنا، ونعمل على تثبيت صورة النصر التي انتزعتها المقاومة وكذلك إدخال القدس في قواعد الاشتباك، ونعمل على إغاثة شعبنا في غزة وإعادة بناء ما دُمر من البنية التحتية".
وأكد هنية أن حركته تتحرك على عدة مسارات، وقال: "نتحرك على عدة مسارات أولها تثبيت المعادلات التي أوجدتها المقاومة، والمسار الثاني ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة وحدة شعبنا في الضفة وغزة والقدس وال 48، حيث نعمل على ترتيب البيت الفلسطيني في 3 مستويات، مستوى المنظمة، ومستوى الضفة وغزة والقدس، والمستوى الثالث الاتفاق على استراتيجية نضالية وطنية كفاحية لمواجهة الاستيطان والتحرير والعودة وإقامة الدولة وتحرير الأسرى".
وشدد على أن "معركة القدس جعلت أوسلو ومشاريع التفاوض خلف ظهورنا، وأقول لإخواني في السلطة الفلسطينية إنكم أعطيتم المفاوضات كل شيء خلال 27 عاما، وكانت المحصلة صفر للأسف الشديد. معركة سيف القدس أنهت مرحلة، وبدأت مرحلة جديدة، الجماهير وقفت في كل مكان خلف المقاومة".
وأعلن هنية عن زيارة قريبة لمصر "لبحث العديد من الملفات منها إعادة الإعمار والمشروع الوطني وتعزيز الانتصار".
ولفت إلى أن "تابعنا حوالي 40 ولاية أمريكية نظمت فيها مظاهرات متضامنة مع شعبنا. نحن نقدر عاليا هذا الحراك الشعبي والجماهيري، وهذا التغيير النسبي في المواقف الرسمية لبعض الدول، ونرحب بأي تغيير إيجابي أوروبي أو دولي نحو الحوار وسنتعامل معه بإيجابية".
وأضاف: "لقد أعدنا القضية الفلسطينية إلى واجهة وصدارة الأحداث الدولية، وسددنا ضربة قوية لصفقة القرن وأظهرنا زيف التطبيع".
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" على أن "إعادة الإعمار في قطاع غزة حق لشعبنا ليس منة من أحد، ونرفض تسييس قضية إعادة الإعمار باعتبارها قضية إنسانية".
وحول ادعاء الاحتلال بتدمير "مترو أنفاق حماس"، قال هنية: "ما يسميه الاحتلال مترو الأنفاق، هي المدينة الجهادية تحت غزة، وهي بخير، ولم ينل منها العدو، ولم يصل إلى بنيتها الأساسية العميقة، أفشلنا مخطط الاحتلال وخديعته الكبرى لاستدراج المقاتلين والمقاومين، المقاومة ضربت الاحتلال من المناطق التي استهدفها وسمى تلك الليلة بالليلة السوداء، والمقــاومة أطلقت الصواريخ من محافظة شمال غزة بعد استهداف هذه المحافظة بالصواريخ الارتجاجية لمدة 50 دقيقة متواصلة، وهذا دليل على فشل الاحتلال في تدمير بنية المقــاومة".
زختم هنية: " الشكر نقدمه لكل من يدعمنا ويقف معنا من دول وشعوب وأحزاب وهيئات ومؤسسات، وهذا شكر يعم الجميع. هنية: نحن ندين للشعوب العربية والإسلامية، التي خرجت بالآلاف في الأردن ولبنان والعراق". والكويت، وغيرها.