قال البيت الأبيض -اليوم الثلاثاء- إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب محادثات أوبك بلس وشركائها، وأجرت مشاورات على مستوى عال مع مسؤولين في السعودية ودولة الإمارات العربية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي “نحن متفائلون بالمشاورات الجارية بين أعضاء أوبك للوصول إلى اتفاقية… ستعزز الحصول على الطاقة بأسعار معقولة ويمكن الوثوق بها.”
وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2014 بعد إلغاء اجتماع "أوبك بلس" (+opec) أمس الاثنين إثر إصرار الإمارات على موقفها بزيادة إنتاج الأساسي من النفط. وفي أثناء ذلك أعلنت الرئاسة الأميركية أنها تراقب عن كثب مفاوضات أوبك بلس وتأثيرها على تعافي الاقتصاد العالمي.
وخلال تداولات اليوم، اقترب خام برنت من مستوى 78 دولارا للبرميل مرتفعا 0.8% وهو أعلى مستوى منذ 2018. وصعد خام غرب تكساس بأكثر من 2% قرب 77 دولارا للبرميل عند أعلى مستوى منذ 2014، وأجل تحالف "أوبك بلس" اجتماعاته إلى وقت لاحق لم يعلن عنه، بعد فشله في التوصل إلى اتفاق بشأن الاستمرار في خفض الإنتاج.
وقالت مصادر في أوبك إن تأجيل الاجتماع يعني أنه لا اتفاق على زيادة الإنتاج، وأن الإمارات ما زالت على موقفها المطالب برفع خط إنتاجها الأساسي.
السعودية ترفع أسعار نفطها
من جهتها قالت شركة أرامكو (aramco) اليوم إن السعودية أكبر مصدري النفط في العالم رفعت أسعار البيع الرسمية لجميع خاماتها التي تبيعها لآسيا، وحددت سعر البيع الرسمي في أغسطس/آب لخامها العربي الخفيف عند 2.70 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي للمشترين من آسيا، بزيادة 80 سنتا عن يوليو/تموز.
وحددت المملكة سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف بخصم 1.10 دولار للبرميل عن متوسط عمان/دبي للمشترين من شمال غرب أوروبا في أغسطس/آب مقارنة مع خصم 1.90 دولار في يوليو/تموز، وحددت سعر البيع الرسمي للولايات المتحدة بعلاوة 1.25 دولار عن مؤشر خام أرجوس عالي الكبريت، بزيادة 0.20 دولار عن يوليو/تموز.
وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أكد أن بلاده لا تريد حرب أسعار (مواقع التواصل)
العراق ملتزم بالاتفاق
ونقلت وكالة رويترز عن وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار قوله إنهم ملتزمون بالاتفاق مع أوبك بلس، وأضاف أن بلاده لا تريد حرب أسعار، ولا أن ترتفع أسعار النفط إلى أكثر من المستويات الحالية.
واعتبر الوزير أن ما حدث أمس في اجتماع أوبك بلس كان مناقشات عادية، وقال إنه يعتقد أنه سيتم الوصول إلى حل قريبا، وأكد أن بلاده تعمل وتنسق مع بقية أعضاء أوبك بلس لتحقيق استقرار أسعار النفط. وقال أيضا إن العراق يؤيد تمديد الاتفاق الحالي حتى نهاية العام المقبل وزيادة تدريجية في إنتاج النفط.
من جهته، كما قال مظهر محمد صالح مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الاقتصادية إن أي زيادة بإنتاج النفط داخل أوبك بلس بدون تنسيق مسبق قد تمهد لحرب أسعار جديدة واختلالات سوقية خطيرة.
وأضاف صالح -في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية- أن أي زيادة في الإنتاج داخل المنظمة يجب أن تتم بحذر وبتنسيق عالٍ بين الدول الأعضاء، من أجل تجنب أي اختلالات سعرية غير مرغوب فيها، على حد تعبيره.
وحذر صالح من أن عدم التوصل إلى تفاهمات بين الدول الأعضاء في أوبك بلس يهدد البلدان المصدرة للنفط، وقد يدخلها في مرحلة منعطفات حادة ستهدد مستقبل الماليات العامة فيها وبرامجها للاستثمار.
وزراء أوبك بلس ألغوا الاجتماع أمس بعد أن رفضت الإمارات تمديدا مقترحا لمدة 8 أشهر لقيود الإنتاج (رويترز)
بعد سياسي
قال عبد السميع البهبهاني الخبير في شؤون النفط والطاقة إن الموقف الإماراتي لا يعكس خلافا تقنيا حول الاتفاق على إنتاج النفط، بل يتخذ بعدا سياسيا.
كما قال ماجد التركي، رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية، إن الإشكال في الموقف الإماراتي، من تمديد اتفاق أوبك بلس، هو أن الموقف جاء في آخر الاجتماع وبصورة مفاجئة، كما أنه كَسْرٌ للآلية المعمول بها لدى أوبك بلس.
وأضاف التركي -في لقاء مع الجزيرة- أن حجة الإمارات بالقدرة على زيادة إنتاجها من النفط غير مقنعة، فالسعودية لديها إمكانية زيادة إنتاجها بما يفوق حِصة الإمارات كاملة، على حد تعبيره.
من جهته قال عضو الجمعية العالمية لاقتصاديات الطاقة وضاح الطّه إن إصرار الإمارات، على مراجعة اتفاق إنتاج النفط، يعود إلى رغبتها في زيادة إنتاجها من 3 ملايين و200 ألف برميل إلى 3 ملايين و800 ألف برميل يوميا.
بايدن: حل توفيقي
قال متحدث باسم البيت الأبيض الأميركي، أمس الاثنين، إن إدارة الرئيس جو بايدن تحث على "حل توفيقي" في محادثات أوبك بلس المتعثرة بشأن إنتاج النفط.
هذا وقد أشارت 4 مصادر بأوبك بلس -لرويترز- إلى أنه لم يحدث تقدم نحو اتفاق.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "الولايات المتحدة تراقب عن كثب مفاوضات أوبك بلس وتأثيرها على التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19".
وأضاف "لسنا طرفا في هذه المحادثات، لكن مسؤولي الإدارة منخرطون مع العواصم المعنية للحث على حل توفيقي يسمح بالمضي قدما في زيادات إنتاجية مقترحة".
وقد جعل الرئيس بايدن التعافي من الركود -الذي أثارته جائحة فيروس كورونا- أولوية رئيسية لإدارته.
وقال معاونون لبايدن إن هناك حاجة لاستقرار أوضاع سوق النفط لتغذية التعافي، والوفاء بهدف الإدارة لجعل أسعار الطاقة في مقدور المستهلكين.