أكثر كلمة ترددت في الآونة الأخيرة في القاموس الفلسطيني (الانقسام) حتى غدت كلمة كريهة ممجوجة لدى أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. ولعل أبرز ثمار وبركات سيف القدس الوحدة الفلسطينية البرامجية أنها أسقطت هذه الكلمة (الانقسام) وذهبت إلى غير رجعة ولم يعد هناك "طرفي الانقسام" المعزوفة الممجوجة من أطراف عدة وإنما هناك فريق اختزل الحق الفلسطيني في القيادة والتمثيل فيه ويمارس أبشع أشكال الديكتاتورية والإفساد باسم القضية الفلسطينية مرسخاً لمسار التنسيق الأمني الخياني بزعم شرعية التمثيل الفلسطيني.
الوحدة الفلسطينية المتجسدة برامجياً في سيف القدس كانت ملامحها عميقة وعظيمة حيث القدس في القلب من ذلك والالتحام من أجلها والوحدة مع شعبها ،وكذلك فلسطينو48 الذين أعادتهم سيف القدس إلى جوهر وأصل علاقتهم بالاحتلال والقائمة على الصراع وليس الأسرلة ،واللاجئون الفلسطينيون في لبنان الأردن وسوريا وإعادة الاعتبار إلى جوهر فكرة وجودهم في الشتات أنه مؤقت وأن قلوبهم وعيونهم ترحل إلى القدس كل يوم في ترقب لرحيلهم إليها بأجسادهم، وفي القلب من ذلك ضفة الإباء والانتفاضة المتجددة في وجه الاحتلال وأرباب التنسيق الأمني خاصة بعد الأقنعة المكشوفة بعد فضيحة دماء #نزار وفي الدائرة الأوسع الحراك الفلسطيني في شتى عواصم العالم وخاصة في أمريكا وأوروبا والذي يجدو العهد أننا إن لم نسكن القدس فإن القدس تسكننا. أما غزة وما أدراك ما غزة حاضنة الحلم الفلسطيني ومجسدة الملحمة العظيمة بالعمل الوطني الجامع والغرفة المشتركة، لذلك فإن مربع الحديث الممجوج عن الانقسام إلى وحدة البرنامج الوطني الذي عمود خيمته المقاومة بكافة اشكالها وفي كافة أماكن التواجد الفلسطيني.
المسار المكمل لوحدة البرنامج كانت وحدة القبلة في الصراع والوجهة الرمزية التي تجسدها القدس والتي من خلالها تستعيد القضية الفلسطينية جوهر ومركزية ورمزية الصراع والمعركة التي يخوضها شعب فلسطين في كل مكان ومن كان اسم المعركة جامعاً #سيفالقدس حيث الوحدة جامعها القدس والمقاومة من أجلها سيفها, وقد انعكس ذلك على الوحدة الميدانية والسياسية. والأمل منعقد أن يلتقى الجميع بوحدة ميدانية وبرامجية عنوانها #القدستوحدنا وما يترتب على ذلك من تشكيل قيادة مقاومة فلسطينية موحدة وقد يكون منطلق ذلك الاطار القيادي المؤقت ومن لا يرغب أن تكون القدس عنوانه يخرج من هذا الاطار وهذا يحتاج إرادة شعبية تستطيع فرض رؤيتها بوحدة المكونات الفلسطينية حيث جسد الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده الحاضنة للقدس والحامي لأسوارها والراغب بوحدة على أنغام سيفها.
إن دور الفصائل الوطنية في معركة سيف القدس تقدم في مشهد الوحدة الميدانية وضبط الإيقاع أكثر من أي وقت مضى وجسدت الفصائل المقاومة خاصة عبر الغرفة المشتركة صورة موحدة وراكمت من رصيد الثقة لدى الشعب الفلسطيني. والفصائل الفلسطينية كافة ومنها فصائل منظمة التحرير ربما باستثناء حركة فتح كان حضورها الإعلامي الداعم للمقاومة والمساند لها عالياً وفاعلاً وهذه مسألة هامة في تعزيز برنامج المقاومة.
ورغم هذا التطور على صعيد الحضور الفصائلي لكن هناك عدة أسئلة برسم الإجابة وتحتاج بلورة ونقاش وصولاً إلى تعضيد وتعزيز الدور الفصائلي في المعارك والمواقف الوطنية ومنها:
1. متى تتطور العلاقة الفصائلية من مستوى التنسيق إلى مستوى الشراكة الوطنية الحقيقية في برنامج وطني جامع لمواجهة التهديد المتزايد للقضية الفلسطينية وتصفيتها؟
2. متى تصل حالة الوحدة إلى نطاق أوسع من الفصائلية حيث الفصائل تجمع فضفاض لا يعبر عن المجموع الفلسطيني؟
3. متى يتطور الفعل الميداني للفصائل إلى مستوى حضورها الإعلامي؟
4. متى يتطور الموقف الميداني في الوحدة الفصائلية إلى مواقف سياسية جامعة في التفاهمات وشروطها ووحدة الموقف السياسي تجاه كافة القضايا؟
5. هل إدارة المعركة في الميدان موحدة بين الفضائل إلى درجة ضبط الميدان بشكل كامل؟ وتجنب أي أخطاء أو أضرار تصيب المجتمع الفلسطيني؟
6. متى تتطور الحالة الجماهيرية والفصائلية والمقاومة الشعبية في الضفة بوجود دور حركة فتح في النضال السلمي؟
7. متى وكيف تتطور حالة الشراكة الفصائلية لتكن حركة فتح موجودة رسمياً في المشهد الوطني؟