19.46°القدس
19.21°رام الله
18.3°الخليل
23.64°غزة
19.46° القدس
رام الله19.21°
الخليل18.3°
غزة23.64°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

لهذا السبب ..

تحول مفاجئ بموقف عبير موسى تجاه قيس سعيد في 3 أيام

في خطوة أثارت جدلا واسعا وبعد ثلاثة أيام فقط من موقف عبير موسى، رئيسة الحزب الدستوري الحر، المؤيد دون شرط لقرارات الرئيس قيس سعيد الانقلابية، فوجئ الشارع السياسي في تونس بتصريحات جديدة للنائبة المثيرة للجدل، أبدت فيها رفضها الشديد لقرارات سعيد، وبصفة خاصة تلك المتعلقة بتعليق عمل المجلس ورفع الحصانة عن جميع النواب.

وكان قيس سعيد أصدر الأسبوع الماضي بياناً استند فيه على  الفصل الـ80 من الدستور لإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، وتجميد عمل البرلمان لمدة 30 يوماً.
 
قائلاً إنه سيحكم البلاد إلى جانب رئيس وزراء جديد، يقوم سعيد نفسه باختياره، كما انفرد الرئيس برئاسة النيابة العمومية، وهي قرارات اعتبرها العديد من التونسيين انقلابا على الدستور.

وكانت عبير موسي، الأكثر تهليلاً وفرحاً بقرارات قيس سعيد في البداية، وجاء ذلك في بيان مصوّر لها عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، يوم الاثنين 26 يوليو الماضي.

رئيسة الحزب الدستوري الحر الذي تحركه الإمارات، اعتبرت وقتها أن الشعب التونسي عبَّر عن سعادته بقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد، لأنهم تخلصوا من راشد الغنوشي (رئيس البرلمان ورئيس حزب النهضة) وهشام المشيشي، وفق تعبير النائبة، مضيفة: “لن نسمح بالالتفاف على فرحة التونسيين ولن نخذلهم مثلما حصل بعد الثورة”.

وواصلت موسي الإشادة بقرارات الرئيس، واصفة إياها بأنها تصب في مصلحة التونسيين.

لكن بعد ثلاثة أيام فقط من موقف موسي المؤيد دون شرط لقرارات الرئيس، فوجئ الشارع السياسي في تونس بتصريحات أخرى للنائبة المثيرة للجدل، أبدت فيها رفضها الشديد لقرارات الرئيس قيس سعيد، وبصفة خاصة تلك المتعلقة بتعليق عمل المجلس ورفع الحصانة عن جميع النواب.

ففي مداخلة مباشرة لها عبر حسابها الرسمي على فيسبوك الخميس 29 يوليو، قالت عبير موسي: “نحن نواب الشعب مازالت لدينا صلاحيات”.

وتوجهت لقيس سعيد بالقول “قمت بتجميد عمل مجلس النواب، لكن لم تنزع صفة نائب شعب عليّ أو على غيري، وأنا لا زلت نائب شعب منتخباً”.

وأضافت أنه لا يمكن رفع الحصانة بمقتضى الفصل 86 من الدستور التونسي، سواء من قبل رئيس الجمهورية أو القضاء أو أي طرف آخر، باعتبارها حصانة مطلقة، وفق قولها، بحسب تقرير للأناضول.

تصريحات موسى الرافضة لقرارات سعيد جاءت في أعقاب نشر الأمر القاضي بتعليق اختصاصات ونشاط البرلمان لمدة شهرٍ قابلٍ للتمديد ورفع الحصانة عن نوابه، بالرائد الرسمي (الجريدة الرسمية في تونس).

ومن الطبيعي أن تثير تصريحات موسي هذه تساؤلات عما قد يكون قد حدث ودفعها إلى تغيير موقفها بتلك السرعة.

خصوصا أن ذلك يعني أنها اصطفت في المعسكر الرافض لقرارات الرئيس، ومن ضمن هؤلاء حركة النهضة.

لكن مراقبين اعتبروا تصريحات موسي الرافضة لقرارات الرئيس نابعة من قلق داخلي لدى النائبة من شعورها بأن هناك اتجاهاً لاستبعادها من المشهد الحالي؛ إذ إنها دائماً تبحث عن دور، قد يكون الرئيس سعيد سحبه منها بقراراته الأخيرة.

وفي هذا الصدد، رأى العربي الصديقي، الأكاديمي المتخصص في التحول الديمقراطي والثورات، أنّ الساحة التونسية تتسع للتنوع، وهذا يعكس، ربما، نقطة ضعف في التموضع السياسي الذي تسعى إليه عبير موسى.

وأضاف للأناضول: “من ناحية، يوجد تشابه بينها وبين سعيد، فكلاهما يريد أن يظهر أنه قائد المركب الملهم، لكن من ناحية أخرى هذا المركب يضع موسى وقيس في طريق صدام سياسي، من المفروض أن يكون تنافساً مشروعاً شفافاً وديمقراطياً”.

ورأى الصديقي في موقف عبير موسى “جرأة سياسية، إلا أنها تناقض نفسها، فمن ناحية تتكلم بلسان المشاركة، أي عدم السماح بتجميد المؤسسة البرلمانية، لكن هي مع تجميد من تُسميهم الإخوان”، وأكمل: “من الواضح أن صعود قيس سعيد يقلقها”.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي بولبابة سالم: “كانت موسي تعتقد أنها رقم واحد في تونس وأنّها تزعمت المعارضة، لكن وجدت أن الرئيس قيس سعيد بعيد عنها كل البعد، ويحظى بشعبية أكبر منها”.

وأشار إلى أنّها “شعرت أنّها على الهامش. وبالنسبة إليها فقدت الدور الذي كانت تقوم به”.

واعتبر سالم أنّ قيس سعيد “قطف ثمار ما قامت به موسي طيلة سنة كاملة، بعد احتكاره لشعار معارضة حكم حركة النهضة، الذي تزعمته موسى”.

وزاد سالم: “أصبح سعيد بذلك يحظى بشعبية تتجاوز موسى بكثير، فوجدت نفسها وكأنها عملت بطريقة، دون قصد منها، لخدمة أهداف قيس سعيد الذي صعد في استطلاعات الرأي”.

اقرأ أيضاً: عبير موسى تمنع مصوري التلفزيون التونسي الرسمي من عملهم بعد الصفعة التي تلقتها (شاهد)

وعن البدائل، قال الصديقي: “على موسى أن تعتمد خطاباً أقل شعبوية، لأنها تتقاسم حلبة الشعبوية مع قيس سعيد وآخرين إسلاميين أو علمانيين”، مضيفًا أن “القيادة الراشدة تلزمها عقلنة”.

وأكد أن موسي أمامها درب طويل لفهم المعنى العميق للديمقراطية خاصة أنّها احتكرت التاريخ والخطاب البورقيبي (نسبة للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة 1956-1987‎)، وشكلياته كحزب”.

أما الأكاديمي سالم، فبينّ أنه “ليس لها أي بدائل وتقريباً زمام المبادرة بيد قيس سعيد”، وقال: “فقدت عبير اليوم زمام المبادرة”.

وكالات