15.3°القدس
15.06°رام الله
14.42°الخليل
19.6°غزة
15.3° القدس
رام الله15.06°
الخليل14.42°
غزة19.6°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

ميسي يبكي على جبل من الثروة... عندما تتحول لعبة الفقراء إلى تجارة الكبار

تصدر خبر خروج نجم كرة القدم، الأرجنتيني ليونيل ميسي، عناوين الأخبار مند إعلان رحيله عن الفريق الكتالوني قبل أيام، لكن خلف هذا الخروج جرح بليغ تعاني منه البشرية.

ودع ميسي باكيا النادي الذي لعب معه منذ 21 عاما، مضطرا غير راغبا، وغادر مع أطفاله الثلاثة برشلونة بحزن كبير.

النجم ذائع الصيت لم يكن ليرحل عن عشاق الفريق الذي عشقه وأصبح جزءا منه، لولا الأزمة التي عصفت بالعالم مع ظهور أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي قلب موازين الاقتصاد رأسا على عقب.

تسبب فيروس كورونا المستجد بحدوث أزمة عالمية كبرى، على رأسها أزمة صحية هي الأقسى في العصر الحديث تليها أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 1929، لكنها تكشف عن أزمة أخرى أكثر قسوة في العالم.

تسببت الإجراءات المتبعة للحد من تفشي كورونا التي طبقت على الجميع، ومنها على الأنشطة الرياضية، مثل غياب الجماهير عن المدرجات وتوقف الاشتراكات الموسمية وغيرها من الأضرار، أثرت بشكل مباشر على ميزانيات المنتخبات، لكن من الضروري أيضا التذكير بأن أزمة كورونا كانت أقسى بكثير على المواطن العادي منها على نجوم الكرة، حيث توقفت الكثير من الأعمال وخسر الملايين مصادر رزقهم، وجاعوا بالمعنى الحرفي للكلمة.

ميسي يبكي على جبل من الثروة بسبب مشكلة لدى برشلونة

يبكي النجم ميسي بحرقة اليوم بسبب رحيله عن الفريق الذي جمع معه ثروة كبيرة تقدر بحوالي 600 مليون دولار، حصدها من لعبه كمهاجم لناي برشلونة، بدخل هو الأعلى بالنسبة لنجوم الكرة في العالم يبلغ 168 مليون دولار سنويا، بحسب موقع "celebritynetworth".

غادر ميسي برشلونة بسبب وجود قانون في الاتحاد الإسباني لكرة القدم يحدد سقف رواتب اللاعبين، وقبل ميسي بتخفيض راتبه إلى النصف لتجنب هذا الخروج، وحاول نادي برشلونة تخفيض رواتب اللاعبين لكنه لم يستطع بسبب وجود عقود مسجلة في الاتحاد الإسباني مع رفض اللاعبين.

وحاول نادي برشلونة أيضا بيع العديد من نجومه للهروب من رواتبهم الباهظة، ولكن لم يأت أي عرض مناسب يرد جزء من الأسعار المدفوعة سابقا على هؤلاء.

ووقع نادي برشلونة بمشكلة حقيقية وهي أن سقف الرواتب المسموح به (يجب أن يكون مجموع الرواتب أقل من مدخول النادي) من قبل الاتحاد الإسباني لا يغطي راتب ميسي بالإضافة إلى جميع النجوم الذي يشكل 110% من مدخول النادي، بحسب تصريح رئيس النادي.

نجوم عبء على أنديتهم... هل هم عبء على مجتمعاتهم أيضا؟

تسلط هذه الحادثة الضوء على مشكلة حقيقة ظهرت خلال تفشي أزمة فيروس كورونا المستجد في العالم، فعلى الرغم من أن هؤلاء النجوم الكبار مثل ميسي وكريستيانو رونالدو، والذي يبلغ أجره السنوي 64 مليون دولار (بسبب عمره الكبير)، بحسب "forbes". باتوا يشكلون مشكلة حقيقية لأنديتهم، إلا أن البعض أشار إلى أن هؤلاء أصبحوا عبئا أيضا على المجتمعات التي تحتوي أنديتهم، حيث تذكرنا هذه الحادثة بقصة الطبيبة الإسبانية التي "طلبت من حكومتها بالذهاب إلى ميسي لكي يحل مشكلة كورونا بسبب راتبه الكبير جدا".

لعبة الفقراء تصبح تجارة الأغنياء... الفقراء غائبون عن الملاعب

على الرغم من العبارة الشهيرة "الرياضة أخلاق" التي توضع على رأس بعض عناوين الأخبار عند مشاهدة حدث أخلاقي رياضي، كمساعدة أحدهم لصديقه المصاب عند الجري، لكن العبارة الجديدة التي يجب وضعها في الوقت الحالي، خصوصا على لبعة الفقراء هي "الرياضة تجارة"، حيث أصبحت أغلب أخبار كرة القدم تتجسد بقصة النادي الذي تحول إلى مشتر أو بائع واللاعب الذي تحول إلى سلعة.

المنافسات التي حدثت (قبل عهد كورونا) بين الأندية العالمية لاستقطاب النجوم كانت في مصلحة الطريفين، اللاعب والنادي، حيث روج لهذه الأخبار بشكل كبير ومبالغ به أدى إلى انحراف الكرة عن مسارها الصحيح كرياضة شعبية، ويكفي على سبيل المثال تسليط الضوء على أسعار التذاكر في الملاعب، التي يغيب عنها الفقراء.

دولة تختفي كل عام بسبب الجوع... كورونا يكشف عن كارثة

الأزمة القاسية التي عاشها العالم وما زال منذ أكثر من عام ونيف، تسلط الضوء على أزمة اقتصادية حقيقية، حيث يموت 9 ملايين شخص كل عام من الجوع، بحسب موقع "theworldcounts"، ربما لن يتخيل البعض حجم هذا الرقم إلا إذا قلنا أن عدد سكان لبنان على سبيل المثال يقدر حاليا بحوالي 6.8 مليون نسبة، أي يمكن القول أن "دولة من الجياع" تختفي عن كوكبنا كل عام.

وعلى الرغم من حجم هذه الكارثة الإنسانية، إلا أن الفروقات الطبقية ما زالت ترتفع، بل تشهد حاليا شرخا حقيقيا بين نجوم العالم بمختلف تصنيفات أعمالهم، ليس فقط نجوم الكرة، بالإضافة إلى أغنياء العالم، حيث أضافت الجائحة (كورونا) 500 مليارديرا أي 17 ملياردير كل ساعة بحسب قائمة "فوربس" لأثرياء العالم لعام 2021، لكن في مقابل هؤلاء يموت الآلاف جوعا بسبب مشكال سوء توزيع الدخل وسوء إدارة الاقتصاد ومشاكل التنمية وآلاف المشاكل التي تعصف بالإنسانية على كوكبنا الأزرق الذي بدأ بخسارة بريقه الجميل.

وكالات