هناك قوانين وقواعد وأسلوب تربية خاص بالأطفال لكل منزل على حدة، يختلف عن الآخر، فما إن يكبر الطفل إلا ويحتاج لقواعد وقوانين سلوكية، يقوم بها داخل المنزل أو خارجه، والهدف من ذلك زرع سلوكيات إيجابية محببة للجميع، والابتعاد عن ممارسات خاطئة بالقول أو الفعل، على أن تتفق جميعها والعرف والتقاليد والقيم الإنسانية السائدة، شرط مراعاة سن الطفل عند وضع هذه القواعد، والمرونة في التوجيه وعند تطبيق الطفل لها أيضاً. الدكتورة فؤادة هدية أستاذة علم نفس الطفل بجامعة عين شمس التقت "سيدتي وطفلك" للحديث والشرح
قوانين المنزل تزرع سلوكيات إيجابية داخل الطفل
على الطفل الالتزام بقوانين المنزل
بمعنى أن يضع الآباء مجموعة من القواعد والحدود لسلوكيات أبنائهم، سواء للتعامل مع أحدهم الآخر، أو لدى زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وربما أثناء النزهات العامة، والهدف منها: التعرف على الصواب والخطأ، وتثبيت السلوكيات الايجابية والتخلص من الممارسات الأخرى الخاطئة
مثال: بعض الآباء يسمحون لأطفالهم بتناول الطعام في غرفة المعيشة، أو ربما داخل غرفهم الخاصة، ولكن يختلف الأمر في غالبية منازل الأصدقاء أو الأقارب؛ فهو من الأمور أو السلوكيات غير المسموح بها، وتناول الطعام لا يكون إلا في غرفة الطعام
وهناك قواعد تشمل سلوكيات الطفل الحياتية؛ حيث يجب عليه الاستئذان قبل الدخول لأي غرفة خاصة، احتراماً للخصوصية، كما أن هناك طلبات مسموحاً بها ويمكن تلبيتها -الأمر متاح- من جانب أسرة، بينما هي ممنوعة أو مرفوضة من أسر أخرى.
أهمية القوانين الأخلاقية
القوانين الأخلاقية: مثل ضرورة الاستئذان عند طلب شيء، والطرق على الباب قبل فتحه، خاصة في بيوت الغرباء، الأقارب أو الجيران، كذلك الانتظار حتى يُنهي الكبار حديثهم ثم التحدث.
قاعدة ينبغي أن يعرفها الطفل: عدم الجلوس وسط الكبار عندما يتحدثون في شيء خاص، والالتزام بنظرة الأم أو الأب التي تعني الانصراف، وشكر الآخرين حين يقدمون للطفل خدمة، والثناء على أفعالهم، وتعليم قاعدة المبادرة وتقديم يد المساعدة
قواعد النظافة والذوقيات
على الوالدين تعليم الطفل قوانين النظافة الشخصية
تعليم الطفل النظافة من قوانين البيت
خلع الحذاء وعدم التجول به داخل المنزل، أصول تناول الطعام مثلاً، عدم فتح الفم أو إحداث صوت بأدوات المائدة أثناء تناول الطعام، أو النظر إلى طبق الغير، وغسل اليدين قبل الأكل وبعده، وكذلك غسل وتنظيف الأسنان مرتين يومياً
وضع القاذورات في سلة المهملات، تناول الطعام في المكان المخصص لذلك، وضع الملابس المتسخة في سلة الغسيل، ترتيب غرفة النوم بعد الاستيقاظ
قواعد السلامة الشخصية
تنبيه للطفل بعدم ذكر أي معلومات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أو مع الأصدقاء والغرباء، عدم فتح باب المنزل قبل التأكد من حقيقة القادم، وإخبار الوالدين حالة الشك، وهناك أجهزة إليكترونية حلت هذه المشكلة، برؤية القادم وسماع صوته.
تعاليم يلقيها الآباء تصبح أشبه بالقواعد الثابتة في ذهن الطفل، مثل: الابتعاد عن الموقد وكل ما يمكن أن يضر ويؤذي دون مساعدة الكبار ومشورتهم، المشي على الرصيف المخصص للمشاة، وربط حزام الأمان في السيارة
قواعد عامة للسلوكيات مع الغير
تقديم المساعدة للغير من قوانين خارج المنزل
مشاركة اللعب مع الآخرين من قواعد سلوكيات الطفل
الالتزام بالمواعيد، والوفاء بالوعد، والقدرة على تحمل نتائج القرارات المختلفة، المشاركة في أعمال المنزل، وتعلم المهارات الحياتية
مثل ارتداء الملابس بمفرده، وتحضير حقيبته المدرسية، والعناية بالنظافة الشخصية، المشاركة في اللعب مع الآخرين، تحديد ساعات لاستخدام الأجهزة الإلكترونية
قواعد للآباء قبل وضع قواعد للطفل
على الآباء التعرف إلى السن المناسب قبل إلزام الصغار بقوانين الأسرة، والطفل بعامة يتعلم سريعاً، أو يتعود فعلياً كلما أُرسيتِ القواعد مبكراً
المعروف تربوياً أن الطفل يبدأ التذمر والتمرد والاعتراض، كلما كان في سن المدرسة وصولاً إلى سن المراهقة، لهذا يمكن البدء بإرساء القوانين حالة بلوغ الطفل سن 3 سنوات
في هذه السن يدرك الطفل تماماً ما يحدث حوله، كما يفهم الفارق بين الصواب والخطأ، وربما بدأ يتحدث بعبارات واضحة أو يذهب إلى الحضانة
في هذه المرحلة، سيلتزم الطفل بقواعد المكان، تمهيداً لمرحلة المدرسة التي تشمل قوانين جديدة وقواعد أخرى، إن كان قد اكتسبها الطفل فعليا –مبكراً- داخل منزله كان أكثر استقلالية وكفاءة واعتماداً على النفس، داخل الحضانة أو المدرسة
نصائح قبل وضع القوانين
مشاركة الطفل بالمنزل من القوانين الأخلاقية
إن شعر الطفل بالمشاركة سيكون أكثر التزاما
أفضل طريقة لإرساء قوانين للمنزل للطفل؛ أن يكون الآباء قدوة في التنفيذ والالتزام بها أولاً، فلا يصح أن تطلب الأم من الطفل شيئاً وتفعل هي عكسه
الأطفال يتعلمون بالمحاكاة والمشاهدة وليس بالتوجيه المباشر
حاولي أيتها الأم أن تشركي أطفالك في وضع القوانين المتعلقة بهم بالحوار معهم ومناقشتهم؛ مثل عدد ساعات وتوقيت الاستذكار، وقت اللعب واستخدام الأجهزة التكنولوجية
إذا شعر الطفل بالمشاركة، وأن له دوراً في وضع هذه القوانين، سيكون أكثر التزاماً ومسؤولية، مقبلاً على تنفيذها بروح محببة مختلفة، من دون أن ينتابه الإحساس بأنه يفعل هذا جبراً أو تسلطاً من أحد
لابد من التمتع بصفة المرونة والتفهم لطبيعة الأطفال الصغار، وفي الوقت نفسه الالتزام بالحزم والحسم في تطبيق هذه القوانين، الأطفال بطبيعتهم يملّون سريعاً وينسون أسرع، ويميلون للكسل وعدم الالتزام
لا تغفلي عن تذكير أطفالك بالقوانين دائماً، داخل المنزل أو قبل الخروج منه، ذكريهم بأهم القوانين التي سيحتاجون إليها في الخارج، حتى يتجنبوا المواقف المزعجة أو المخجلة، ولا يتعرضوا لاعتراضات البعض هيا شاركيهم الرأي بالحوار والمناقشة، عما إذا كانوا يرغبون في تعديل بعض قوانين المنزل أو إضافة قوانين جديدة، هذه المشاركة تشعرهم دائماً بالاهتمام وتجبرهم على الالتزام