ضجت شبكات التواصل الاجتماعي في مصر برسالة منسوبة إلى فتى أقدم على الانتحار، بسبب خلافات محتدمة مع والده، وفي الرسالة المكتوبة نصائح للآباء والأقارب.
وكانت السلطات المصرية عثرت على جثة الفتى محمد رزق البالغ من العمر (17 عاما) في مياه النيل التي قفز إليها من فوق أحد الجسور في محافظة دمياط، شمال القاهرة.
وكان محمد يعيش مع عائلته في قرية كرم ورزوق، التابعة لمركز فارسكور في دمياط.
وقال شاهد عيان من القرية لموقع "سكاي نيوز عربية" إن أحد الصيادين رأى الفتى رزق، وهو يقفز في الماء، وحاول اللحاق به دون جدوى، ثم أبلغ السلطات التي أرسل فرق الإنقاذ النهري بحثا عنه.
وتمكن فريق الإنقاذ من العثور على جثة الشاب المنتحر في ساعات متأخرة من مساء الجمعة، وسط تجمع كبير من أبناء قرية كرم ورزوق، الذين هروعوا إلى منطقة الجسر.
تفاصيل الرسالة المؤلمة
وكان الجانب الأكثر غرابة وقسوة في قصة الفتى محمد رزق، هي تركه للرسالة التي عثر عليها قرب الشاطئ، وكشف فيها تفاصيل مؤلمة في حياته.
وقال محمد في الرسالة التي جرى تداولها على نطاق واسع في شبكات التواصل: "إنني سأموت منتحرا والسبب هو أبويا (والدي)".
وأضاف أنه سيوجه 4 رسائل قبل مغادرته الحياة، الأولى خص فيها الآباء، وقال: "احرصوا على ألا تدعوا أبناءكم ينامون في حالة حزن، فلم يمض علي يوم إلا ونمت فيه حزينا".
وكانت الرسالة الثانية من نصيب المتزوجين، إذ قال لهم الفتى المصري: "إياكم أن تشعروا أولادكم بأن لا أحد بجانبهم، وأنا الحمد لله مليش حد غير ربنا".
ووجه الرسالة الثالثة إلى الأعمام، فقال: "رسالتي إلى عمي إبراهيم وعمي رضا وبقية الأعمام، اعتنوا بأمي وإخواتي".
وكانت الرسالة الرابعة موجهة إلى حبيبته، إذ اعتذر فيها عن عدم قدرته على تحقيق الوعود التي قطعها أمامها، و"لو لفيت الدنيا مش حجيب زيك".
المشكلة التي أفاضت الكأس
وروى شاهد عيان من القرية جانبا من تفاصيل قصة الفتى المنتحر، قائلا إن عائلته ميسورة الحال، حيث يعمل الفتى حلاقا، وهي مهنة والده أيضا، مشيرا إلى أن الفتى كان دائم الخلاف مع والده.
وكان محمد يبحث في الآونة الأخيرة عن فرصة للسفر إلى ليبيا والعمل هناك، وبالفعل استخرج جواز سفر خلال الأسبوع الماضي، إلا أن الأسرة رفضت ذلك وخاصة والده نظرا لعدم استقرار الأوضاع في ليبيا.
وتابع الشاهد أنه بسبب تلك الواقعة تصاعدت حدة الخلافات بين الابن وأبيه، اضطرت الأول، على ما يبدو، إلى التفكير في الانتحار وتنفيذ ذلك بالفعل.