قال خبير عسكري إسرائيلي إن "البؤرة الاستيطانية المسماة "جفعات إيفيتار" باتت تشكل تحديا عسكريا أمام الجيش الإسرائيلي، لأنها تعتبر واجهة لاشتباكات بين المستوطنين والفلسطينيين، وتضطر الجيش لاستخدام أفضل دورياته، لمواجهة اقتحام آلاف الفلسطينيين المسلحين بالمتفجرات وزجاجات المولوتوف، وحذر الجيش من عملية عسكرية واسعة النطاق إذا استمرت هذه الأحداث العنيفة".
وأضاف أمير بوخبوط في تقرير على موقع "ويللا"، أن "مشاهد هذا التوتر حول هذه البؤرة الاستيطانية غير الشرعية تتمثل في انتشار فلسطينيين ملثمين يقفون في واد يفصل بين قرية بيتا في شمال الضفة الغربية، وبؤرة إيفيتار، ويلوح هؤلاء الفلسطينيون بالمقاليع، ويصوبون ويرمون الحجارة على عناصر حرس الحدود الذين يقفون على بعد مئات الأمتار، فيما يطلق هؤلاء قنابل الغاز وطلقات حية لتفريق المتظاهرين، والسيطرة على هذه الاضطرابات".
وأشار إلى أن "مشهدا آخر من المواجهات يتمثل في مواصلة المتظاهرين شتم الجنود الإسرائيليين عبر مكبرات الصوت باللغة العبرية، ومطالبين بإعادة الأرض من أيدي المستوطنين إلى أصحابها الفلسطينيين، فيما يتكون مشهد ثالث من إطارات السيارات المحترقة، ويأتي مشهد رابع من صناعة العبوات المرتجلة التي قد تقتل إذا ألقيت بجانب الجنود، وهكذا فإننا أمام واحدة من أكثر الاضطرابات شيوعًا في الضفة الغربية، رغم أن الحقائق تشير إلى حملة مستمرة ومرهقة منذ منتصف أيار/ مايو".
وأوضح أن "هذه المظاهرات الفلسطينية باتت تستنزف الجيش في حشد قوى وموارد كبيرة يفترض أن تركز على الهجمات المسلحة المنظمة والمؤسسة في بؤر ساخنة أخرى، لكن منذ بداية أعمال المقاومة الشعبية هذه لسكان قرية بيتا فقد أصيب مئات الفلسطينيين، سبعة منهم قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي، وأصيب 11 جنديا تم إجلاؤهم لتلقي العلاج الطبي".
وأوضح أن "القصة بدأت منذ أربعة أشهر، عندما فاجأ المستوطنون الإدارة المدنية والجيش الإسرائيلي، ووضعوا أيديهم على الأرض في جفعات إيفيتار، وأنشأوا بؤرة استيطانية غير قانونية، وأقاموا المباني بسرعة، بالتزامن مع اندلاع أحداث المسجد الأقصى وحرب غزة، حيث حرصت أجهزة الأمن في حينه على بسط التهدئة وتخفيف النيران، فيما بدا سكان قرية بيتا الفلسطينية يتصدرون المواجهة مع المستوطنين، وبات كل يوم يشهد معركة مع جنود الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن "المقاومة الشعبية الفلسطينية تضمنت عبوات ناسفة وزجاجات مولوتوف أشعلت النار في البساتين وإلقاء الحجارة، ومقاليع وألعابا نارية مباشرة واستخدام المناشير الكهربائية، مع مخاوف من استخدام المتظاهرين للنيران الحية، ما يتطلب نقل قوات من الجيش لهذه المنطقة، رغم أنها مخصصة لملاحقة المسلحين في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية بشكل يومي، وتحديد مواقع البنية التحتية المنظمة لحماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وحماية المستوطنات".
وكشف النقاب عن أن "القيادة السياسية الإسرائيلية قررت مؤخرا التوصل إلى حل وسط مع قادة المستوطنين لإخلاء البؤرة طوعا، مع ترك الأبنية قائمة، حتى تتضح ملكية الأرض في القرية المجاورة، لكن على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع، يقوم جنود لواء المظليين بإجراء عمليات المراقبة والكمائن والدوريات لمنع التسلل والهجوم للمتظاهرين الفلسطينيين على التلة المقامة عليها هذه البؤرة الاستيطانية".
وأشار إلى أنه "في كل يوم جمعة، يقوم قائد كتيبة دوريات المظليين، ناعوم مايكل، بإصدار أوامر عملية تشمل نشر الجنود على الحدود، وتشغيل الطائرات المسيرة بدون طيار، مع استخدام مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع، وتكثيف نشر عناصر الاستخبارات والهندسة والتعزيزات، تحضيرا لمواجهة المظاهرات العنيفة، حيث يركز مئات القرويين الفلسطينيين على التل المجاور لأداء الصلاة فيه، وسماع خطبة تعبوية، ثم ينزلون مباشرة للوادي في عدة بؤر ساخنة، ويشتبكون مع الجنود".
وأشار إلى أن "المهمة أكثر تعقيدًا بكثير من الدفاع عن البؤرة الاستيطانية، أو منع المتظاهرين من تسلق التل، هي كيفية وقف إلقاء الحجارة على مركبات المستوطنين ذات اللوحات الصفراء، وفي الليل الخروج للأنشطة التي تشمل مواكب المشاعل، وإلقاء العبوات الناسفة، حيث زاد حجم ظاهرة رمي الحجارة في المحاور المركزية إلى 20 مرة كل أسبوع، بجانب إضرام النيران في إطارات السيارات".