بصوت خجول لا يكاد يسمع، وبهمس طفولي رائع، تحدثت "يقين" ذات الأعوام السبعة، بأسلوب يعبر عن القوة، وفي الوقت نفسه عن الاشتياق لأبيها الأسير فازع صوافطة بعد أن تكرر غيابه عنهم وطال. فالأسير صوافطة (40 عاماً) من مدينة طوباس، أب لابنتين وولدين وهم: يقين سبعة سنوات، ونور ستة سنوات، وعاصم سنتان ونصف، وقد أسماه على اسم شقيقه الشهيد عاصم صوافطة، الذي ارتقى في اشتباك مسلح مع قوات إسرائيلية عام 2002. أما الابن الأصغر صدقي، الذي أنجبته أمه ووالده خلف القضبان، فيبلغ من العمر خمسة شهور، ولم يحتضن فازع وليده الذي جاء على الدنيا وسط عذابات السجن والقيد. تقول زوجته: "تعذب كثيرا داخل الأسر، وقضى حياته من سجن لآخر، أكثر من 13 عاما موزعة على سجون الاحتلال، وقد أصيب أيضا بداء السكري بسبب ذلك". وتضيف "زرته مرتين فقط، كوني ممنوعة أمنيا كما يدعون، أما والدته فتزوره باستمرار وتصطحب معها يقين ونور، لذا أطالب كافة المسؤولين وكل من له علاقة بالدفاع عن الأسرى الفلسطينيين أن يساعدوهم ويقفوا إلى جانبهم، لإنهاء معاناة الحكم الإداري التعسفي الذي يمارس بحقهم". بدوره، لفت مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش إلى خطورة استمرار تجديد الاعتقال الإداري بحق الأسير صوافطة وبقية الأسرى الفلسطينيين، ما يزيد من معاناتهم وأسرهم، بسبب جهل مصير سجنهم وعدم معرفة الحكم، ولا إلى أين سيؤول حالهم!!". كما طالب الخفش، بضرورة تضافر الجهود، من أجل العمل على إلغاء قانون الأحكام الإدارية التعسفي، لما فيه من تسلط وتجبر، وانتهاك واضح لحقوق الكثير من الأسرى والأسيرات الفلسطينيين في سجون الاحتلال. يذكر، أن الأسير فازع صوافطة معتقل منذ 9/2/2010، وحوّل إداريا فور اعتقاله، وفي كل مرة تجدد سلطات الاحتلال الحكم الإداري ضده، حيث كانت محكمته الأخيرة بتاريخ 21/11/2012، وفيها صدر قرار بما يعرف بـ"الإداري الجوهري"، الذي يعني أنه آخر حكم إداري يتعرض له الأسير، لكن ذلك يبقى غير مؤكد، لأن سلطات الاحتلال سرعان ما تمارس ألاعيبها ضد الأسرى والأسيرات، ولا تلتزم بقرار أو غيره.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.