13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.73°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.73°
الجمعة 25 ابريل 2025
4.83جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.13يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.83
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو4.13
دولار أمريكي3.63

خبر: اعترفوا وبصموا

أثارت تصريحات نتنياهو الأخيرة واشتراطه الاعتراف بما يسميه «يهودية دولة إسرائيل» ، قبل الدخول في أية مفاوضات جديدة مع جماعة عبّاس ، أثارت ضجة مفتعلة وصخب من قبل هذه الجماعة المقرة أساساً بما يطلبه نتنياهو ، ليس اليوم لكن منذ سنوات وسنوات ، استنكار خرج من غيرهم من القوى الفلسطينية ورفض صحيح ومطلق له كل ما يؤيده ، لكن أن يصدر عن عبّاس وأيتام أوسلو ، عندها يكون العجب ، إذ كيف يتنطع من اعترفوا بيهودية ما يسمى «إسرائيل» وأسقطوا حق العودة ، وباعوا وفرطوا ، كيف لهم اليوم أن يرفضوا ما أقروه وبصموا عليه؟ يتهمون نتنياهو بأنه يريد عرقلة عملية السلام ، وهو كذلك لاشك ، لكن ماذا عن أحبابهم شركاء السلام السابقين ومنهم نتنياهو نفسه ، ألم يأمر أولمرت عبّاس ، نعم وأقصد الكلمة بحرفيتها «يأمر» وحسب تصريح علني له بذلك؟ هل ليفني مثلاً محبة للسلام حتى وان اسقطت حق العودة ورفضته ، بينما نتنياهو لا يريد السلام؟ لقد أقر أزلام أوسلو من كبيرهم لصغيرهم بما يسمونه «حق إسرائيل في الوجود» ، لا نتحدث هنا عن قبولها كأمر واقع كما يضحك البعض على أنفسهم عند تناولهم اعتراف عرفات «بحق إسرائيل في الوجود» ، وكذلك أقروا وبوضوح شديد بيهودية الكيان ، وزادوا عليه إسقاط حق العودة المقدس ، لكن لأنهم جبلوا على الكذب وعلى استغفال عقول الناس ، يصرون بوقاحة منقطعة النظير أنهم لم يعترفوا ولم يهّودوا ، وقد فعلوا. أما الأولى وهي اعترافهم بما يٌسمى «إسرائيل» فقد رددنا عليه وفصلنا فيه ، وألجمناهم ، وأثبتنا أن «فتح» اعترفت من رأسها لأخمص قدميها (وسنذكر بذلك في نهاية النص) ، وأما بالنسبة لقبولهم وبصمهم على يهودية الكيان ، فلا بأس أن نذكر أصحاب الذاكرة قصيرة الأجل بالتالي : 1) ياسر عرفات : أكد عرفات أنه يتفهم الطابع اليهودي لدولة إسرائيل ، وقال : إنه على استعداد لتسويات فيما يتعلق بالأراضي وحول مسألة اللاجئين الفلسطينيين ، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس». وردًا على سؤال عما إذا كان يتفهم أن تبقى إسرائيل دولة يهودية ، قال رئيس السلطة الفلسطينية : بالتأكيد ، وأضاف وافقنا على ذلك رسمياً وبشكل علني أثناء اجتماع مجلسنا الوطني في 1988 ، وأكد «أن أي قيادي فلسطيني لا يمكنه التنكر لحق إسرائيل في الوجود بتهربه من قرار المجلس الوطني للعام 1988 الذي وصفه بأنه هام جداً». وأضاف عرفات : «إنه قرار المجلس الوطني الفلسطيني ، الذي يمثل الفلسطينيين في العالم أجمع ، وتم التأكيد عليه بحضور الرئيس «بيل كلنيتون» عام 1996. وأشار عرفات أيضاً في المقابلة إلى مشكلة حوالي أربعة ملايين لاجئ فلسطيني ، معتبراً أنهم لا يريدون العودة جميعاً إلى أراضيهم اليوم إلى إسرائيل في إطار اتفاق محتمل ، وقال : «إن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في عدد كبير من الدول في الأردن ومصر وأوروبا الشمالية وفي ألمانيا وهؤلاء لن يعودوا». وأعلن عرفات من جهة أخرى ، أنه على استعداد للموافقة على تسوية تتضمن مبادلات في الأراضي ، يستعيد بموجبها الفلسطينيون ما بين 97 إلى 98% من أراضي الضفة الغربية.. قال عرفات أيضاً : إنه على استعداد للاعتراف بسيطرة إسرائيل على حائط المبكي والحي اليهودي في القدس الشرقية ، في إطار اتفاق يمنح الفلسطينيين السيادة على هذا القطاع في المدينة المقدسة ، بما فيه الحرم القدسي الشريف ، إلا أن «عرفات» حرص على الإشارة إلى أن الأبحاث الأثرية لم تسمح حتى الآن بالعثور على بقايا الهيكل اليهودي الثاني. وقال : إن أجهزته الأمنية على استعداد للسيطرة على قطاع غزة ، لتضمن الحفاظ على الأمن فيه وعند الحاجة عن طريق صد حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ، وحتى أعضاء «فتح» الذين يخالفون القانون بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة. وأعرب عرفات عن حيرته لأن الحكومة الإسرائيلية لا تعتبره شريكًا للسلام مشيراً إلى أنه حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي «أرييل شارون» بعث إليه بعدة رسائل من خلال نجله «عومري». 2) محمود عبّاس : • في لقاء مع صحيفة «المصور» المصرية بتاريخ 03/12/2004 قال عبّاس : «إنني لا أريد أن أغير ديموغرافيا الدولة «الإسرائيلية» ولكننا نطلب التوصل إلى «حل» لمشكلة اللاجئين» ، وتحقيق حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين ، وفق القرار 194 وعلى أساس قرارات قمة بيروت عام 2002». • في شهر يناير/كانون الثاني 2005 أعلن عبّاس أنه على استعداد لتقديم «تنازلات مؤلمة» بالنسبة لموضوع اللاجئين! ليضيف في حديث مع الـ (بي بي سي) البريطانية بتاريخ 02/01/2005 أن الحل العادل لمشكلة اللاجئين هو بالتفاوض حول القرار 194. • في حديث نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية يوم الإثنين 21/02/2005 قال عبّاس فيما قال : «أنه مستعد للتفاوض بشأن المكان الذي سيعود إليه اللاجئون ، مضيفاً : هناك 5 ملايين لاجئ نعرف أنهم لن يعودوا جميعاً ، مشيراً إلى أن كثيرين منهم لا يريدون العودة لأنهم يعيشون حياة كريمة في الولايات المتحدة أو سعداء في الأردن ولكن يجب تعويضهم» ، على حد وصفه ، وأضاف «إننا واقعيون وقد تعلمنا من تجربة قمة كامب ديفيد الفاشلة بأنه لا يمكن حل مشكلة كهذه ، عمرها قرن خلال 16 يوماً ، فقد يحتاج الأمر سبعة إلى ثمانية أشهر وربما سنة كاملة للوصول إلى حل شامل». 3) يوم الأحد 11/11/2007 خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي ، إيهود أولمرت ، ليعلن لأول مرة بـ «أننا لن ندخل في أية مفاوضات حول وجودنا كدولة يهودية. هذا منطلق لكل المفاوضات القادمة» ، ثم أضاف ، حسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية : «كل من لا يعترف بذلك لا يمكنه التفاوض معنا»! هذا ليس اشتراطاً ، وإنما عملية إملاء علنية على الطرف الفلسطيني ، وقد التزم عبّاس بهذا الأمر والإملاء وذهب إلى أنابوليس واستمر في التفاوض العبثي مع أولمرت وليفني. 4) طالبت ليفني وزيرة خارجية الاحتلال السابقة بشطب حق العودة كشرط لأي تفاهم مع عبّاس وأزلام أوسلو ، حيث ذكرت في بيان قدمته لدى لقائها مع كبار الباحثين والمختصين بالشرق الأوسط في واشنطن ، يوم الإثنين 10/03/2008 ، مرة أخرى على أن إسرائيل ترفض حق العودة ، وأنه على الدولة الفلسطينية المستقبلة أن تضمن أمن إسرائيل وتلبي مطالبها الأمنية ، وأضافت «إن إسرائيل ليست على استعداد للمساومة في مبدأين أساسيين ؛ الأول هو أن إقامة دولتين قوميتين يعني أن كل دولة تشكل الحل القومي الكامل لشعبها. وفي حال الدولة الفلسطينية فإنها ستكون الحل القومي للفلسطينيين أينما كانوا ، بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اللاجئين المختلفة. أما المبدأ الثاني فهو ضمان أمن إسرائيل ومطالبها الأمنية» وقبل عبّاس ومن معه ذلك واستمروا في التفاوض معهم ، والتباكي على خسارتهم الانتخابية. 5) التزم عبّاس ومن معه برؤية الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش التي أعلنها في شهر أبريل/نيسان 2004 ، والتي أكد فيها على يهودية «إسرائيل». لماذا كل هذه الضجة إذن وأنتم من قبلتم واعترفتم وهودتم وأضعتم الأرض والعرض؟ أم هي مسرحية جديدة لاستغفال البشر والظهور بمظهر الشريف العفيف ، بدلاً من المنبطح المسلم بكل املاءات الاحتلال؟ ما الفرق بين نتنياهو واولمرت؟ ألم يكن نتنياهو شريك عرفات ومن وقع معه اتفاقية الخليل؟ وبعد كل ذلك سنجد من هم من فئة غبي بجهالة أو متغابي بعمالة ، ليخرجوا ويقولوا لنا «فتح» لم تعترف بإسرائيل ، ونرفض يهودية إسرائيل! ألا قبحكم الله هامش : الرد على الادعاء بأن فتح لم تعترف بشرعية الاحتلال... فتح لم تعترف بـ «اسرائيل»! ببساطة نقول : من الذي اعترف إن لم تكن «فتح» بشخوصها ومؤسساتها؟ ونؤكد على ذلك بالتالي : 1) إن من وقع صك التنازل عن 78% من فلسطين التاريخية هو ياسر عرفات في 09/09/1993 ، وكان حينها قائداً عاماً لحركة «فتح» ، ومسيطراً تاماً على قرارها ومقدراتها ، خارقاً ميثاق الحركة والمنظمة التي كان يترأسهما ، وقبل أن يثور من يعبدون الأحياء والأموات ، هذا هو نص بيع فلسطين بالحرف والنقطة والفاصلة : من الرئيس ياسر عرفات إلى إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل السيد رئيس الوزراء إن التوقيع على إعلان المبادئ يرمز لعصر جديد في تاريخ الشرق الأوسط. ومن منطلق إيمان راسخ أحب أن أؤكد على التزامات منظمة التحرير الفلسطينية الآتية : 1 - تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن جديد ، وتقبل المنظمة قراري مجلس الأمن رقمي 242 و338. 2 - إن المنظمة تلزم نفسها بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالحل السلمي للصراع بين الجانبين ، وتعلن أن كل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة سوف يتم حلها من خلال المفاوضات. 3 - وتعتبر المنظمة أن التوقيع على إعلان المبادئ يشكل حدثاً تاريخياً ويفتتح حقبة جديدة من التعايش السلمي والاستقرار.. حقبة خالية من العنف. وطبقاً لذلك فإن المنظمة تدين استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى ، وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بذلك من أجل تأكيد التزامهم ومنع الانتهاكات وفرض الانضباط لمنع هذه الانتهاكات. 4 - وفي ضوء إيذان عصر جديد والتوقيع على إعلان المبادئ ، وتأسيساً على القبول الفلسطيني بقراري مجلس الأمن 242 و338 ، فإن منظمة التحرير تؤكد أن بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تنكر حق إسرائيل في الوجود وبنود الميثاق التي تتناقض مع الالتزامات الواردة في هذا الخطاب ، أصبحت الآن غير ذات موضوع ولم تعد سارية المفعول ، وبالتالي فإن منظمة التحرير تتعهد بأن تقدم إلى المجلس الوطني الفلسطيني موافقة رسمية بالتغييرات الضرورية فيما يتعلق بالميثاق الفلسطيني. المخلص ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية 2) القول بأن منظمة التحرير هي من وقع وليس «فتح» لا يزيد من يتقول بهذا القول إلا غباء واستهزاء : منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت الاتفاق بحسب ما يحلو للبعض التذكير به هي الإطار العام الذي يجمع تحته من وافق على الاعتراف ، بمعنى أن «فتح» وباقي الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية أقرت وبصمت ووافقت على هذا الاعتراف ، وهو ما لم ترفضه صراحة ولم تقم بالانسحاب أو تجميد أو تعليق العضوية من هذه المنظمة ، فالعام (م.ت.ف) يلزم الخاص «فتح» ، خاصة أن «فتح» هي من يسيطر على المنظمة ويحركها. 3) لم يعلن أي فرد أو عنصر أو قيادي أو أي كان في حركة «فتح» تنصله من هذا الاعتراف بشرعية الاحتلال. 4) لم يحوّل ياسر عرفات للمحكمة الحركية لخرقه ميثاق ومبادىء حركة «فتح» ، والتي بحسب التصريحات المتتالية لم وترفض الاعتراف بـ «إسرائيل» ، هذه المحكمة الحركية التي حّول إليها العشرات بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة لترشحهم بشكل مستقلين فهل جريمة هؤلاء أكبر من بيع فلسطين؟ أم أن عرفات كان قديساً لا يجوز محاكمته وان باع فلسطين؟ 5) لم تطرد «فتح» من صفوفها من اعترف بشرعية المحتل ووقع الاتفاقات معه ، بل تدرج جميعهم في مناصب الحركة القيادية. 6) لم تصدر حركة «فتح» ولا حتى بياناً رسمياً واحداً ترفض فيه الاعتراف بـ «إسرائيل» ، رغم تشدق كل قياداتها المختطفة لقرارها بذلك. 7) كل قادة الأجهزة الأمنية الذين نسقوا وينسقون مع المحتل دون استثناء هم من حركة «فتح». 8) كل وزراء الداخلية في الحكومات التسع الأولى ، حكومات التنسيق الأمني ، ودون استثناء كانوا من حركة «فتح». 9) الوفود «المفاوضة» مع المحتل غالبيتها الساحقة من حركة «فتح» ، وهي لا تكتفي بالتفاوض ، بل بالعناق والتقبيل وتبادل الزيارات والطبخ العائلي والسباحة المشتركة مع قيادات الاحتلال ، دون اعتراض فتحاوي واحد. 10) من صوت على إلغاء بنود الميثاق الوطني الفلسطيني في سيرك غزة هم نواب حركة «فتح» في المجلس الوطني الفلسطيني الذين سمح لهم وحدهم دخول غزة لإتمام هذا السيرك. الأطر الرسمية لـ «فتح» صادقت على الاعتراف بـ «إسرائيل» من خلال مجلسها الثوري و لجنتها المركزية ، وهو ما أعلنه في بيان رسمي حكم بلعاوي في 06/12/2008. 11) عبّاس الذي قال وفي أكثر من مناسبة أنه يضمن أن أي حكومة فلسطينية ستعترف بالاحتلال لا زال رأس حركة «فتح» وزعيمها الذي يصطف خلفه الجميع من أدعياء وشرفاء على حد سواء. 12) اليوم تحديداً وعلى ما يسمى تلفزيون فلسطين ظهر المناضل سابقاً حسين الشيخ بطل التنسيق حالياً مستنكراً عدم اعتراف «حماس» بـ «إسرائيل» واصفاً هذا المطلب بأنه مش (رأس كليب) ، فهل يا ترى ستتم محاكمته حركياً أو طرده ، أو التغاضي عما قاله ويقوله غيره لأنه واقع الحركة المختطفة؟ حركة «فتح» معترفة من رأسها لأخمص قدميها بـ «إسرائيل» ، وما تحاول القيام به هو جر الجميع إلى ذات مربع السقوط السياسي والأخلاقي.