11.65°القدس
11.65°رام الله
9.97°الخليل
17.78°غزة
11.65° القدس
رام الله11.65°
الخليل9.97°
غزة17.78°
الأحد 24 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

الصلاة في الأقصى رحلة محفوفة بالمخاطر للفلسطينيين

تتخذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل الإجراءات التعسفية لثنى الشباب الفلسطيني من الوصول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، حيث تحرم من هم دون الخمسين عامًا من الرجال والنساء من الوصول إلى مدينة القدس من سكان الضفة الغربية، كما تمنع سكان قطاع غزة من الوصول إلى الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، إلا في حالات معينة للعلاج ولبعض الحالات الانسانية.

ويشكل الفحص الأمني، والجدار العنصري الفاصل، والحواجز العسكرية، والمتابعة الأمنية، حائلاً بين الفلسطينيين وقبلة المسلمين الأولى، ورغم تلك الموانع والعقبات إلا أن إصرار الفلسطينيين ولا سيما الشباب على الوصول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى تخطى تلك العقاب واستخدم الشباب الفلسطيني كل الطرق المحفوفة بالمخاطر لتحقيق هذه الغاية.

الشاب سامر القواسمة 22 عاماً من بلدة قرية زعترة شرق بيت لحم وصف لموقع "زوايا" رحلته التي استمرت لأكثر من خمس ساعات لصلاة الجمعة في باحات المسجد الأقصى، قائلاً:" انطلقت من قريتي نحو مدينة بيت لحم ووصلت للحاجز العسكري، وهناك طلب مني جندي "إسرائيلي" هويتي وأعادني من حيث أتيت بعد أن هددني بالاعتقال، وتابع :"عدت وتوجهت إلى بلدة أبو ديس، حيث تمكن شبان سابقين من تسلق الجدار والدخول إلى مدينة القدس، وبعد أن وصلت إلى المكان المحدد، وهممت بتسلق الجدار إلى الجهة الثانية، تفاجأت بجنود الاحتلال يطلقون النار مباشرة نحوي ويطالبوني بالعودة، وفي تلك اللحظات كان عدد آخر من الشباب يتسلقون الجدار من مكان آخر، الأمر الذي سمح لي بالهروب من المكان وبسرعة والاختباء خلف أشجار الزيتون المنتشرة بكثرة في المكان، وتمكنت من خلال الطرق الوعرة من الوصول إلى منطقة جبل الزيتون بمدينة القدس والمطلة على المسجد الأقصى.

ويصف القواسمة فرحته بدخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، والتقاطه للصور داخل باحاته وأداء صلاتي الظهر والعصر، قبل أن يعود إلى قريته مساءً.

وداخل باحات الأقصى تجلس الحاجة "أم يوسف" برفقة مجموعة من الفتيات يتناولن الطعام بعد أداء صلاة الجمعة، ومعالم الفرح والسرور تعتلي وجوههن، وهنا توجه لها مراسل "زوايا" بالسؤال إذا ما كانت من سكان القدس أم لا ؟، فقالت إنها ومن معها من قرية بورين في نابلس، وقد تمكنت من الوصول إلى المسجد الأقصى بعد رحلة جماعية شاقة لم تخلو من المخاطر والخوف.

وأضافت "أم يوسف" أنها ركبت حافلة عمومي للوصول إلى بلدة العيزرية شرقي القدس، وبعدها اضطرت ومن معها إلى استقلال مركبة غير رسمية تحمل لوحات "صفراء" إسرائيلية، لتدخلها عبر طريق التفافية بطريقة التهريب، مضيفة إلى أن ذلك كلفها أموالاً كثيرة، رغم أن المسافة لا تتعدى بضعة كيلو مترات.

وتابعت:" انطلقت بنا الحافلة نحو المنطقة المذكورة وتخطت الحاجز عبر طريق ترابية التفافية، إلى أن وصلنا إلى مستشفى المطلع بمنطقة جبل الطور بالقدس، ومن هناك ركبنا حافلة أخرى باتجاه باب العمود بالبلدة القديمة".

وكشفت أم يوسف لـ"زوايا" أنها حاولت أكثر من مرة الوصول إلى مدينة القدس، ولكن محاولاتها باءت للفشل، وتعرضت للاعتقال والتوبيخ من قبل جنود الاحتلال، مشيرةً إلى أنها تختار يوم الجمعة بالتحديد للذهاب إلى المسجد الأقصى، حيث أن أعداد المصلين الكبير يجعلها تنخرط بين صفوف الوافدين إلى الصلاة، دون أن تخضع للتفتيش من قبل جنود الاحتلال على بوابات المسجد.

السفر للعلاج فرصة أخرى للصلاة

ورغم صعوبة وصول سكان الضفة إلى مدينة القدس، إلا أن وصول سكان قطاع غزة إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، يكاد يكون شبه مستحيلاً، إلا في حالات نادرة لا تخلو أيضاً من المخاطر.

الشاب المريض بلال ساق الله 35 عاماً من سكان مدنية غزة، وصل إلى مستشفى المقاصد شرق مدينة القدس برفقة والده، مصطحباً معه تحويلة علاجية، وتصريح لمغادرة معبر بيت حانون "إيرز" المنفذ الوحيد لقطاع غزة باتجاه أراضينا المحتلة عام 48.

ويفيد بأنه اضطر إلى المكوث في المستشفى أربعة أيام لمتابعة وضعه الصحي، وخلال هذه الفترة قرر الذهاب إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه لأول مرة، برفقة والده.

وتابع قائلاً :"توجهت الساعة العاشرة صباحاً برفقة والدي للصلاة، وفور وصولنا تفاجأنا بعدد من شرطة الاحتلال تعترض باب الأسباط أحد بوابات المسجد الأقصى، وقام أحد عناصر الشرطة بتوقيفنا وطلب الهوية الشخصية، وحينما علم أننا من سكان قطاع غزة، طلب منا إبراز التصاريح، علماً أن التصريح الذي أحمله غير ساري المفعول وهو ليوم واحد، وحينها طلب منا العودة إلى المستشفى مرة أخرى، ولم يسمح لنا بالدخول.

اقرأ أيضاً: التشغيل المؤقت.. لا يُسمن ولا يُغني من جوع!

وأضاف عند عودتي قابلت مجموعة من المواطنين من سكان البلدة القديمة، وقلت لهم ما حدث معي ومع والدي، حينها أشاروا علينا بمحاولة الدخول مرة أخرى إلى باحات المسجد الأقصى من باب حطة وهو باب آخر من أبواب المسجد الأقصى، والذي لا يبعد كثيراً عن باب الأسباط، وكررت التجربة مرة أخرى، ولكن هذه المرة لم يوقفنا أحد ودخلنا المسجد الأقصى وصلينا هناك.

وللمسجد الأقصى المبارك 15 باباً، منها عشرة أبواب مفتوحة وخمسة مغلقة، أما المفتوحة فهي: باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، وتقع هذه الأبواب الثلاثة على السور الشمالي للمسجد الأقصى، وباب المغاربة وباب الغوانمة وباب الناظر وباب الحديد وباب المطهرة وباب القطانين وباب السلسلة.

وهذه الأبواب السبعة تقع على السور الغربي للمسجد، وكلها مفتوحة وتستعمل من قبل المصلين المسلمين باستثناء باب المغاربة الذي صادرت قوات الاحتلال مفاتيحه عام 1967 ومنعت المسلمين من الدخول منه إلى الأقصى.

وأما الأبواب المغلقة فهي: الباب الثلاثي والباب المزدوج والباب المفرد وباب الرحمة وباب الجنائز، وتقع هذه البوابات في السور الجنوبي والسور الشرقي للأقصى.

أما الشاب العشريني المريض بالسرطان "أحمد عثمان" من سكان قطاع غزة، فقد تعرض للاعتقال هو ووالدته بمنطقة باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى، وهدده جنود الاحتلال بترحيله إلى غزة، وسحب تصريحه، ومنع دخوله مجدداً عبر معبر بيت حانون.

وقال عثمان لموقع "زوايا": إنه وفور وصولي إلى باب القطانين أوقفني أحد قوات حرس الحدود الإسرائيلية وسألني عن هويتي الشخصية، وعندما علم أني من سكان قطاع غزة، قام باعتقالي أنا ووالدتي ونقلنا إلى مركز الشرطة بشارع صلاح الدين، وهناك تعرضت للضرب والشتائم، رغم أنني أوضحت لهم أن مريض وأتلقى العلاج بمستشفى المطلع بمدينة القدس.

وأضاف هددني ضابط إسرائيلي بنقلي مباشرة إلى معبر بيت حانون ومنع دخولي مجدداً إلى القدس، لأني خالفت الأوامر وتحركت خارج حدود المستشفى، مشيراً إلى أن الضابط طلب من سيارة الشرطة نقلي إلى خارج حدود القدس، ومن خلال التنسيق مع إدارة مستشفى المطلع جرى إرجاعي مرة أخرى إلى المستشفى.

وتتزايد الدعوات التي تطلقها شخصيات دينية ووطنية مقدسية بشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، في رسالة تحد للاحتلال وللجماعات الاستيطانية التي تنظم اقتحامات متتالية يقودها حاخامات يهود لباحات المسجد بشكل شبه يومي.

زوايا

المصدر: فلسطين الآن