أحداث السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة واقتحامها بعد هدم الجدار والصعود إلى الطابق العشرين من المبنى الموجود فيه السفارة يعطينا أنموذجا حيا لسيناريو نهاية (إسرائيل)، فلا الجدار العازل والذي يشابه جدار السفارة يمكن أن يمنع اقتحام الحدود عندما يحين الوقت المناسب ولا القوة يمكن أن تقف أمام إرادة الشعوب ولا الحماية الأمريكية أو الغربية يمكنها أن توقف الزحف نحو الجدر العازلة والحدود ليزيلها ويعيد فلسطين إلى أهلها. المشهد ماثل أمامي كيف سيتصرف الإسرائيليون قبل الزحف وخلاله، وكيف بمئات الطائرات والبوارج الحربية والسفن العملاقة وهي تزحف كالجراد على حدود فلسطين البحرية والجوية وتعمل ليل نهار في نقل الإسرائيليين إلى رأس مسقطهم وبلدانهم التي أتوا منها لاغتصاب فلسطين، الأمريكي إلى أمريكا والفرنسي إلى فرنسا والبولندي إلى بولندا وهكذا يتم تحرير فلسطين من غاصبيها ومن يتبق فسيتم التعامل معه وفق الحالة التي هو عليها فإن كان مسالما غير متأهب لقتال فسيتم نقله بأيدٍ فلسطينية إلى البلد الذي يريد، أما إذا كان مقاتلا فالسيف سيعمل بقانونه ويجز رقاب المقاتلين في معركة لا نعتقد أنها ستطول أو يسقط فيها الكثير من القتلى. تماما كما كان عليه مطار القاهرة ليلة السبت حيث أحضرت الطائرات الخاصة ونقلت الإسرائيليين إلى مطار اللد المحتل حيث المكان الذي قدم منه السفير وحاشيته، خرجوا هروبا من غضب الجماهير المصرية رغم الحماية التي يمكن أن يقدمها الجيش المصري؛ إلا أنهم أصروا على الهروب فما كان من الجيش المصري إلا أن وفر الحماية لهم من مخابئهم إلى مطار القاهرة الذي اتخذ الإجراءات الأمنية المشددة قبل وأثناء الهروب. ظن اليهود أن جدرانهم حامية لهم، أو عُلي أسوارهم سيمنع المقدمين على وضع النهاية لهذا الظلم التاريخي والإنساني الذي ارتكبه الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية بمساعدة العالم الظالم الذي لن يتمكن من وقف هذه النهاية لهذا الظلم وستنتهي أباطيله أمام قوة الإرادة التي غابت فكان هذا الكيان الغاصب، وعندما عادت الإرادة ووجد جيل الوعد القادم الواعد المتسلح بالإيمان والرغبة الحقيقية في العودة والتحرير عندها ستكون هذه النهاية لهذا الغصب من محتل يدرك أن لا وجود له على أرض فلسطين بدليل هذه الجدر التي يبنيها رغم القوة التي يمتلكها ويصدق فيهم قول الله تعالى في سورة الحشر "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ " الحشر2. لم تكن حادثة السفارة هي الأولى التي تبشر بذلك فقد كان هناك إرهاصات في يوم النكبة أكدت على ذلك عندما أقدمت جموع اللاجئين على الاحتشاد على الحدود الفاصلة بين فلسطين المحتلة وجوارها العربي في لبنان وسوريا ولولا المنع في الأردن ومصر لتبدلت الصورة وكانت الإرهاصات أعمق وأقوي، ولكنها البشارات التي تدلل على نتائج مرجوة. قد يعتقد البعض أننا نمني أنفسنا أو ندغدغ عواطف الناس وأن هذا شيء من أحلام اليقظة، ولكن نؤكد أن ما يجري يدلل على أن هناك حقائق على الأرض تتشكل، فمن كان من هؤلاء المتشككين فيما نقول يظن يوما أن تقتحم الحدود بدون بارود أو نار ويصل احدهم إلى يافا بعد الاقتحام، هل ظن هؤلاء أن سفارة الكيان في قاهرة المعز يمكن أن تمس أو تقتحم في يوم من الأيام؟. زوال (إسرائيل) آخذ في الاقتراب، ونهاية الظلم التاريخي والسياسي آخذة بالتشكل، بعد أن تغيرت الإرادات وتبدلت النفوس وبات هناك من يصرخ بأغلى صوته لا يخشى بطشاً ولا يعير للسوط انتباه، ويقول من هنا يبدأ تحرير فلسطين ، وتحرير فلسطين يعني زوال الغاصبين، وزوال الغاصبين يعني نهاية (إسرائيل)، هذا تعلمه (إسرائيل) ويعلمه المتشككون ولكنها استعلائية فرعون.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.