عاد الاحتلال عبر المستوطنين وشرطة الاحتلال للعبث في ساحات المسجد الأقصى والقيام بخطوات استفزازية، عبر ما تسمى طقوسًا تلمودية وصلوات صامتة لتدنيس المسجد الأقصى وساحاته.
العبث الإسرائيلي يقود نحو توتير الأوضاع، وإمكانية تجدد المواجهة بين الاحتلال والمقاومة، على الرغم من الإعلان المتضارب لدى الاحتلال حول قرار المحكمة الإسرائيلية حول شرعنة هذه الخطوة.
معركة سيف القدس التي اندلعت نتيجة عبث الاحتلال مايو الماضي قابلة للتكرار، في حال واصل الاحتلال خطوات التدنيس للمسجد الأقصى وساحاته، وأن قيام الاحتلال بهذه الخطوات يقود لتكرار الأحداث، خاصة أن الجمهور الفلسطيني يدعم موقف المقاومة في ذلك، وهو ما كشفه استطلاع الرأي الحديث الذي أُجري الشهر الماضي، بأن 86% من الشارع الفلسطيني يرى أن المقاومة هي من دافعت عن الأقصى، وردعت الاحتلال عن خطوات تدنيس المسجد الأقصى، ويدعم الجمهور أي مواجهة دفاعًا عن الأقصى.
في الإطار تدرك الجهات العليا في جيش الاحتلال والمستوى السياسي خطورة مثل هذه الخطوات، وأن المناكفة السياسية والحزبية الإسرائيلية خطيرة جدًا في هذا السياق، ويمكن أن تقود نحو معركة كسيف القدس، وهذا ما لا يتحمله جيش الاحتلال نتيجة الفشل الذريع الذي تلقاه خلال المعركة.
القدس والمسجد الأقصى من القضايا التي لا تحتمل المناورة، وأن الوعي الذي صنعته معركة سيف القدس لا يزال غائرًا في وعي الاحتلال ويعاني من آثاره، وأن اشتعال الساحات الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية التي تشبه النار تحت الرماد التي سرعان ما تشتعل، كما حدث في أعقاب عملية نفق الحرية، والخلايا التي تتبع لكتائب القسام في جنين والقدس، والاشتباكات اليومية في نابلس وجنين، والمقاومة الشعبية المتصاعدة في بيتا وجبل صبيح وبيت دجن وغيرهم.
يتشجع الاحتلال على خطوات الاستفزاز نتيجة اللقاءات التي تجريها قيادة السلطة مع وزراء ومسؤولين إسرائيليين، دون نتيجة، بينما يجني من الاحتلال التشجيع لمزيد من التنسيق الأمني، وتشجيع المطبعين، ومواصلة مسيرة التسوية الفاشلة منذ ربع قرن.