تعد أرض فلسطين واحدة من أهم الأماكن قدسية لدى المسلمين في العالم، وذلك كونها مهبطاً لكافة الأنبياء والرسل بما فيهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن لها مكانة تاريخية وإسلامية على وجه الخصوص، حيث شهدت أرضها العديد من الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون مع الصليبيين والتتار، التي خلّفت سقوط شهداء من بينهم صحابة ورجال صالحين. ومنذ ذلك الحين ظلّت قبور وأضرحة من استشهدوا قائمة حتى يومنا هذا، موزعة في كافة أرجائها من أقصى شمالها حتى جنوبها، وذلك قبل وقوع النكبة الفلسطينية عام 1948م، وفي ذلك رسالة واضحة على إسلامية الأرض المقدسة. وتعرضت هذه المقامات والمقدسات الإسلامية إلى العديد من التغيّرات بسبب عوامل عدة منها الطبيعة والمناخ، إلى جانب العامل الأكبر وهو المؤسسة الإسرائيلية التي عاثت فيها فساداً وجعلت غالبيتها أثراً بعد عين لتخفي معالمها في محاولة منها لفرض يهودية الأرض وسلخ إسلاميتها وعروبتها عنها. [title]حماية المقدسات [/title] مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في الداخل الفلسطيني أخذت عهداً على نفسها القيام بمسح شامل لجميع المقدسات الإسلامية، بغية الحفاظ عليها ورعايتها بشكل تام وجعلها هدفا أساسيا لها، وقد نجحت في ذلك في كثير من المواقع. وكان مقام الصحابي الجليل سلمان الفارسي الموجود وسط مدينة اللد -وفق الروايات-، واحداً من هذه المواقع الإسلامية التي تعرضت لمتغيّرات، لكن هذه المرة بفعل جرافات البلدية والأمطار، ما تسبب بتساقط حجارة جدرانه. وعلى إثر ذلك، سارعت مؤسسة الأقصى لمعاينته وأخذ التدابير اللازمة من أجل إعادة بنائه، بالتعاقد مع مقاول بناء مختص. المؤسسة وفرت حجارة أثرية خاصة تطابق تلك التي كان على المقام قبل الانهيار، للحفاظ على رونقه التاريخي القديم، وقامت بتأهيل للبنية التحتية فيه، وشق مجرى لمياه الأمطار لمنع انهياره مرة أخرى. ولم تخلُ أعمال الترميم من مضايقات رجالات البلدية التابعة للاحتلال، حيث أبدوا امتعاضهم من هذه الخطوة وحاولوا عرقلتها، غير أن إرادة الأهالي هناك ومن خلفهم مؤسسة الأقصى حالت دون ذلك. [title]تدابير لازمة [/title] من جهته، قال عبد المجيد إخبارية مسؤول ملف المقدسات في مؤسسة الأقصى، إنها تبذل قصارى جهدها من أجل المحافظة على كل المقدسات في الداخل ومدينة اللد بشكل خاص، وذلك لما لها من أهمية تاريخية وإسلامية. وفيما يتعلق بمقام الصحابي سلمان الفارسي، أوضح قائلاً "الضرر الذي وقع على المقام هو بفعل عوامل الطبيعة أولا، وجرافات بلدية اللد ثانيا، يوم أن كانت تعمل في محيطه، الأمر الذي تسبب بزعزعة جدرانه ومن ثم انهيارها مع مرور الأيام". بدوره، أكد سامي أبو مخ نائب رئيس مؤسسة الأقصى أنها تسهر دائما على رعاية المقدسات الإسلامية في الداخل الفلسطيني سواءً كانت مقبرة أو مقام أو مسجد مهجور، من خلال استثمار كافة الطرق والإمكانات المتاحة، مشيرا إلى أن ذلك واجب شرعي يجب القيام به، "لأن هذه المقدسات حق خالص للمسلمين ودليل واضح على إسلامية الأرض وعروبتها على الرغم من كل محاولات الطمس الاحتلالية". جدير بالذكر أن مؤسسة الأقصى شرعت في ترميم المقام المذكور عام 1991، ومنذ ذلك الحين لم يخضع المقام لأية أعمال. وتعاني المقدسات الإسلامية في المدن الساحلية منذ النكبة من بطش المؤسسة الإسرائيلية التي لم تدّخر جهداً في سبيل مسحها عن حاضرها الإسلامي، غير أن غالبية محاولاتها باءت بالفشل وزادت من الانتباه الجماهيري إليها والاهتمام بها. ومع تعنت وإصرار المؤسسة الإسرائيلية على طمس ومحو المقدسات الإسلامية في المدن الساحلية، برزت إرادة وعزيمة صلبة من قبل الأهالي هناك، بعد أن باتوا على يقين بسياستها المشبوهة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.