تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإقامة مشروع استيطاني جديد غرب سلفيت، يتمثل في إقامة خط للصرف الصحي يمر عبر أراضي بلدة دير استيا، ما يعني الاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين لمصلحة التوسع الاستيطاني، ومن شأنه أن يشكل كارثة بيئية.
تهديد وتلوث
وأشار رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان، إلى أنَّ مسار مشروع الصرف الصحي الاستيطاني، بحسب الإعلان الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، يمتد بطول 8 كيلومترات، وبعرض 30 متراً.
وأضاف زيدان أنَّ المشروع يربط بين تجمع "عمانوئيل" الاستيطاني مروراً بأراضي دير استيا التي تعرف بمنطقة "المساحيل" و"واد جبارة" و"واد القعدة" والمناطق المجاورة وصولاً إلى وادي قانا.
وأكد زيدان تحرك البلدية على المستويات كافة؛ لإبطال هذا المشروع غير القانوني، الذي تقف خلفه جمعيات استيطانية إسرائيلية، محذرا من تنفيذ المشروع الذي سيدمر مجموعة كبيرة من الأراضي.
ولفت زيدان إلى أن كل الأراضي ضمن المشروع مملوكة لأهالي دير استيا، مؤكدا أنه وبسبب المخطط الاستيطاني ستتضرر الأراضي الزراعية وتتلوث عيون الماء التي تحتويها هذه المنطقة، ما سيؤثر على الزراعة وريّ المواشي.
كارثة حقيقية
من جهته، أكد عايد المشني -وهو أحد المزارعين وأصحاب الأراضي في دير استيا- أنه يمتلك ما يقارب 21 دونما، مزروعًا فيها ما يزيد على 2500 شتلة زيتون تتراوح أعمارها بين سنتين والـ10 سنوات.
وبيّن المشني أنه وقبل وضع خط المجاري كان المستوطنون يتعرضون للمزارعين بحماية قوات الاحتلال، مؤكدا أن خط المجاري في حال تنفيذه سيحرمنا من الوصول لعدد كبير من الأراضي.
وقال المشني: "كمزارع حينما أريد أن أزرع شتلة تمنعني قوات الاحتلال بدعوى أنها محمية طبيعية، في حين تسمح للمستوطنين بقطع الأشجار وبناء بيوت لهم دون الالتفات لأهمية كونها محمية طبيعية، ما يعني أن العدو بذلك يكيل بمكيالين".
وأشار المشني إلى أنه وبمساعدة البلدية والجمعيات الحقوقية سترفع قضية ضد الاحتلال، من خلال التوجه قانونيا للمؤسسات الدولية لإيقاف تنفيذ هذا المشروع؛ لأن تنفيذه يمثل كارثة حقيقية.
ووجه المشني رسالة للمسؤولين بضرورة التركيز على الأراضي المهمشة ودعم المزارعين الفلسطينيين خاصة في المناطق المهددة بالاستيطان من خلال تعزيز صمود أهالي المنطقة ومساعدتهم في الحفاظ على أرضهم.