11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.4°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.4°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: رسالة مفتوحة لسفارة فلسطين بالقاهرة

قد تكفي دقيقة واحدة أو اقل لتشكل نقطة حاسمة أو نقطة الفصل بين الحياة والموت، وكما أن الوقت يكون جزء من العلاج أحيانا، فان الوقت قد يكون سببا في استمرار الأزمة واستفحال المرض وذلك إذا أسيء استعماله أو خالطه عنصر الإهمال البشري الذي ينتج عن مفاهيم مثل البيروقراطية والروتين ومركزية اتخاذ القرار "Centralization of decision making" و حتى مركزية في تنفيذه، كما هو الحال بشكل عام في الشأن الفلسطيني، مما يضاعف في حجم المعاناة ويفت من عزم مواطني قطاع غزة وينال من مقومات صمودهم أمام الاحتلال. الإخوة في سفارة فلسطين بالقاهرة، تَصَدر في كثير من الأحيان لدى أهم الصحف الفلسطينية خبر نقص كثير من الأدوية في قطاع غزة بسبب الحصار المفروض منذ سنوات متزامنا مع نقص فرص نجاح بعض العمليات الخطيرة والنوعية، وذلك لان الإمكانيات شحيحة في القطاع والخبرة ما زالت لم تتكون بالثقة المطلوبة، إضافة إلى أن القطاع الصحي على المستوى الإداري والبشري والطبي وعلى مستوى الرعاية الصحية بشكل عام يشهد للأسف تدهورا غير مسبوق، لذا، يلجأ الفلسطيني إلى التطبب في الخارج وذلك لثقته التامة في الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها قطاعات الصحة في الخارج، وخاصة إلى جمهورية مصر العربية التي ما فتئت تفتح ذراعاها بكل صدر رحب لإخوانهم الفلسطينيين الذين نقلت شاشات التلفزة تباعا آلامهم وجراحهم وصور قتلهم بشتى الوسائل التي وصلت الى حد استعمال قنابل الفسفور في حرب عام 2008-2009 والذي أماط اللثام عن قسوة الاحتلال وطرق تعذيبه البشعة تجاه المواطنين في قطاع غزة، مما ترك أسوأ الأثر على حياة المواطنين والذي انعكس بشكل تلقائي وعفوي على نفسياتهم التي قد تكون في الغالب في حالات ضغط نفسي حاد وتوتر وخوف من كل ما هو آت. (Tension and Stress) الإخوة في سفارة فلسطين المحترمين ندرك تماما بان ما هو ملقيٌ على عاتقكم لهو أضعاف ما على الآخرين في سفارات أخرى، ونعلم بأنكم ترزحون تحت مسؤولية تتعاظم يوما بعد يوم نظرا لأهمية مصر بالنسبة لفلسطين ولقطاع غزة تحديدا، ونظرا لان مصر مقر إقامة لكثيرين من الفلسطينيين و نقطة عبور والممر الجنوبي الوحيد للفلسطينيين، وكان لمصر وما زال الدور الأبرز في تقديم العلاج للمرضى الفلسطينيين وخاصة الذين أصيبوا جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر على القطاع وحتى الحالات التي تحتاج إلى جراحات القلب المفتوح وتوسعة الشرايين، وعمليات زرع النخاع، وزراعة الكلى وجراحات الأورام والعلاج الكيميائي وأمراض الدم وتركيب دعامات، هذا بالإضافة إلى تركيب الأطراف الصناعية. لذا، أود إيصال رسالة عاجلة لحضرتكم، وهي من مرضى معهد ناصر الطبي، هذه الرسالة، تصل اليكم من عشرات المرضى الذين تقطعت بهم السبل وضاقت عليهم الدنيا بما رحبت بسبب الروتين والانتظار وبسبب مركزية القرار. وقد وصل لنا خبر مؤخرا بأن الأخ الرئيس أبو مازن قد أمر بمنح تسهيلات وامتيازات للمرضى ولكن لحتى الآن لم يتحقق شيئا على الأرض وتشتكي مجموعة هناك- أرسلوا لنا عدة رسائل- من بطء الإجراءات، وأريد ان أضع بين أيديكم صورة مختصرة لحال المريض وما يعانيه وما يجب فعله او إجرائه على وجه السرعة: 1- لا يوجد مكتب استقبال بموظف دائم من قبل السفارة يوجه المريض ويختصر عليه الوقت والجهد، لذا يحتاج المريض لبذل كثير من الوقت والجهد لمعرفة خارطة أماكن علاجه. وحسب ما جاء في حديث د. إيمان الزند مساعد مدير عام معهد ناصر، حيث قالت: "ان أهم المشاكل التي تواجه الفلسطينيين هى أن التحويلات أحياناً تكون غير دقيقة وتحتاج إلى معرفة التخصص لتحديد العلاج الذي يحتاج إليه المريض خاصة أن غالبية التحويلات تفتقر إلى تفصيل حالة المريض أو فى الغالب يكون التشخيص فى غير محله، مما يضطر الأطباء المصريين إلى إعادة الكشف على المريض وإعادة تشخيصه لتلقى العلاج السليم" وهذا يترتب عليه وقت إضافي وإقامة أطول وتكاليف خارج حسابات المرضى. 2- لا يستطيع مريض الكلى ان يجري عملية غسيل، ولا يستطيع مريض السرطان ان يأخذ جرعة الكيماوي إلا بعد إرسال فاكس الي الأخ د. بسام البدري مدير العلاج الخارجي بغزة ويأتي بعد ذلك موافقة د. البدري وذلك يتطلب يومين بالقليل مما أحيانا يؤدي إلى تدهور حالة المريض. مع احترامي لجهد د. البدري، وقد تعاون معنا في مساعدة بعض المرضى في السابق بشكل محترف ولا نشكك في قدراته ولكن لمركزية القرار و آلية تنفيذه عوائق تلقي بظلالها على المريض. 3- الإقامة: كثيرا من الأحيان لا يجد المريض عند وصوله بعد انتهاء دوام الأطباء أن لا مكان يؤويه، فيلجأ بعد طول تعب وكشوفات وتحاليل إلى البحث عن مسكن يستأجره بما سوف يلحق تباعا لذلك من دفع كثيرا من التكاليف المترتبة على عملية الاستئجار، وهذا شيء مرهق وخارج حسبان أي مريض. وخاصة أصحاب المرض المزمن مثل السرطان وزراعة الكلى ، فيضطر الواحد منهم هو ومرافقه للبقاء شهرا أخرا وقد يستمر العلاج لشهور عدة. هذه بعض وليس كل ما يعانيه المرضى الفلسطينيين في معهد ناصر الطبي، لذا، نرجو لطفا من الأخ د.بركات الفرا بذل أقصى جهد في هذا الموضوع والإسراع في تنفيذ التسهيلات التي أمر بها الرئيس قبل عدة أيام، ونرجو من السفارة اخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار.