15.3°القدس
15.06°رام الله
14.42°الخليل
19.6°غزة
15.3° القدس
رام الله15.06°
الخليل14.42°
غزة19.6°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7
د. محمد إبراهيم المدهون

د. محمد إبراهيم المدهون

حماس34 حجر الزاوية لمنطقة تتشكل

د. محمد إبراهيم المدهون

يمكن القول أن فوز حماس بالانتخابات كانت الحقبة التي رغب البعض أن تكون انتهت عندها المقاومة الأيديولوجية التي تخوض صراع وجود وليس حدود، وذلك بإسقاط حماس في أتون صفقة سياسية تنشغل خلالها في  تراشقات تفاوضية في إدمان جديد لفريق فلسطيني للتفاوض من أجل التفاوض وأشياء أخرى تتفاوت بين إعلام ومال وسفر ومؤتمرات وأشياء أخرى، وبذلك لا يستأثر فصيل بهذه العلاقة المحرمة العقيمة مع الاحتلال ويصبح الجميع في الهم شرق. ولكن خاب فأل الكثير بعد مضي  15 سنة على حماس في السلطة لم تنحدر إلى صفقة سياسية تحمل معها محاذير انطفاءة الجذوة التي انطلقت #حماس34 على أساسها.

إن منافسة حماس خلال فترة اقتحامها للعمل السياسي أربك أطراف كثيرة،  وصمودها وثباتها في خندق المقاومة زاد من رصيدها ومصداقيتها المحلية والعربية والإسلامية  وحتى الدولية ومكانتها في الإعلام وفي قلوب الجماهير خاصة بوجود فضائية الأقصى. و قد يشكل نجاحها النسبي في إدارة شؤون شعبها إضافة نوعية. وهذه هي مهمة #حماس34  التي تبقيها قادرة  على تحقيق إنجاز سياسي وكذلك إلى خلط الأوراق كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

ربما السعي لضرب حماس ضمن عملية الرتوش الأخيرة (لولا حسابات الخسارة الإسرائيلية) للصيغة النهائية لخارطة الشرق الأوسط  الخالي من المقاومة والمتماهي مع  التطبيع ـ الذي تشكل حماس علامته الفارقة.

مساحات خلاف تجلت في أوضح صورها في المراحل الرئيسية من عملية إعادة تشكيل المنطقة، والذي سقط بدءاً بالسقوط الأمريكي في أفغانستان، ثم العراق ومن ثم  في لبنان. لتفشل (إسرائيل) في دور شرطي المنطقة وما يصاحب ذلك من تداعيات محاولة إدخال الجميع سياسياً بما فيها حماس إلى حظيرة شروط الرباعية والاعتراف والتطبيع.

حماس في عامها 34 يتم السعي كي تكون قرباناً لفلسطين الموقع عليها في كامب ديفيد جديد أو  أنابوليس (مدينة بيع العبيد) ولكن سفينة المقاومة الفلسطينية في غزة القوية المبحرة، والتي يؤمّل إغراقها في عرض البحر  دون دفع فاتورة الإغراق الباهظة، ورغبةً من البعض في إسدال الستار على نقطة ارتكاز المقاومة في المنطقة.

أُذكر المتآمرين على #حماس34 والراغبين في القضاء عليها أنه على المدى ليس البعيد فإن إضعاف حماس لن يعني قوة لمحور التطبيع وإنما قد يعني سقوط المنطقة بأكملها لتصبح اللغة العبرية سائدة من المحيط إلى الخليج. ولكن المقاومة  التي تمثل مهوى أفئدة الشعوب والتي ترقب نقطة تماس مباشرة مع ما تعتبره العدو الحقيقي (الدولة العبرية) ستمثل الرصيد الحقيقي لفلسطين و #حماس34،.

المقاومة الذي تتربع #حماس34 في بؤرتها مرشح لملء فراغ سياسي في المنطقة. وهو محور اصابه عطب لكن يمكنه من التماسك والاستمرار، حيث تجتمع بين أطرافه مقومات البنية القوية، من كثافة بشرية، وثروات طبيعية ومائية. ومن هنا يمكن القول أن دخول وحدة الجبهات حيز التنفيذ، ونشوء دائرة نفوذ سياسي جديدة، تؤثر فيه حماس بشكل فاعل.

 في ظل بدء الشعور بعدم التسليم المطلق بغلبة ميزان القوة الأمريكي، وذلك في ظل تراجع القدرة والرغبة الأمريكية في الغرق في الملف الإيراني بعد ثبات الغرق في الوحل العراقي والأفغاني وفي ظل هزيمة الربيبة في لبنان وغزة.

أمام هذه المعطيات تمثل #حماس34 في  يومها التاريخي وبما ترمز إليه من معاني الوعى والصمود والمقاومة والتضحية حجر الزاوية في هيكل إعادة المصداقية لانتصار المظلوم

ولن تكون في ظل تطور وعيها السياسي #حماس34 الوقود الذي سيستهلكه صاروخ محور التطبيع  في عملية الانطلاق نحو الاعتراف والتطبيع. ولن تكون حماس المحاصرة في غزة [دولياً وعربياً ومحلياً] [سياسياً ومالياً وأمنياً] بتكوينها الفكري، ومنطلقاتها وغاياتها المختلفة كلياً عن إقليم التطبيع كبش فداء مرحلة معقدة.

وإلى حين صدور خارطة بايدن الجديدة للمنطقة بتقسيماتها الجديدة (التي لن تصدر) تصبح الدولة العبرية التي ستتحول إلى الدولة اليهودية على بعد رمية حجر عن كيان مقاوم بتعزيز مبشرا بجوس الديار م. اولي بأس شديد. مقدمة معاشة وليدخلوا المسجد.

الصراع الذي تبع الاندحار الصهيوني عن لبنان وغزة والغرق في المستنقع العراقي والأفغاني وبعد خواء خريف أوسلو يدفع للحرص على الخروج بأحسن النتائج. في صراع لن يقتصر على جيوب فقط او نفطاً أو أرضاً أو تقنية نووية أو نفوذاً سياسياً أو منفذاً بحرياً، أو شيئاً آخر لا يقصد لذاته، وإنما صراع تحول استراتيجي قد لا يكون منظوراً. وربما الصراع على مستقبل المنطقة، هو الذي سيحدد أهداف المعركة القادمة ومداها وكثافتها.

تهنئة ل حماس34 في انطلاقتها وفي يومها التاريخي وهي تعيد تماسك محور المقاومة في مواجهة مشروع التطبيع والشرق الأوسط  الذي تآكل في خريف أمريكا.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن