11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.4°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.4°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: جامعاتنا المحترمة .. رفقاً رفقاً

[b]هيثم غراب[/b] العلم نور والجهل ظلام ، ومؤسسات العلم المحترمة في قطاع غزة المحاصر لا شك أنها منارات علم وهدى وقلاع شامخة خرجت الآلاف من القادة العظماء والعلماء الأجلاء والسابقون الشهداء ، إلا أنها اليوم في نظر كثيرين – لا يعبر عن رأيي- تسعى لجمع أكبر قدر من المال من جيوب خاوية أنهكها الحصار والفقر وغلاء المعيشة . لا أتكلم في هذا المقام عن جامعات ماتت مع مرور الزمن ، ولكني أقصد جامعات وكليات حية في قطاع غزة لا زال عطاؤها دفاقاً إلا أنها حتى اللحظة ونقولها بكل أسف لم تشعر أحداً بأي تغير في السياسة المالية باتجاه التخفيف عن طلابها بل على العكس في كثير من الأحيان . فهذه المؤسسات وعلى الرغم من ارتفاع سعر الساعة فيها إلا أنها لا زالت تطلب ما يعجز عن سداده كثير من طلابها ، فهي تطلب في أقل ما تطلب من الطالب ليتمكن من التسجيل للفصل الجديد أن يسدد كل ما عليه من الفصل السابق والتي لا تقل في أحسن الأحوال عن (200) دينار أردني ، إضافة إلى دفع الحد الأدنى والذي لا يقل في متوسطه عن (100) دينار أردني ، ( الحديث هنا عن كلية مثل كلية الشريعة تتقاضى (12) ديناراً للساعة فقط مع العلم أن هناك كليات تجبي ثمن الساعة أكثر من ضعفي هذا الرقم ). وعند الحديث مع إدارة هذه الجامعات من أعلى الهرم إلى أدناه في الأمور المادية نجد أنهم يرفعون شعاراً عظيماً وهو " لن يحرم طالب من الدراسة بسبب ظروفه المادية وعدم قدرته على دفع الرسوم " ومع شكرنا لمثل هذه الكلمات الرنانة ، إلا أننا لا نرى –وللأسف – في كثير من الأحيان تطبيقاً لهذا الشعار الجميل فمئات الطلاب يتركون مقاعد الدراسة بسبب ظروفهم المادية ولا تلقي لهم جامعاتنا المحترمة بالاً . وإذا ما ووجهت إدارة الجامعات بما نقول ردوا على الفور أن المؤسسة تعاني أزمات مالية وعجزاً كبيراً في الموازنة ، والسؤال هنا لكل إدارات الجامعات والكليات المحترمة هل الحل في الضغط على الطلبة وبالتالي على أولياء أمورهم الذين هم في غالبيتهم من العمال الذين أقعدهم الحصار والتضييق عن العمل ، أو موظفين حكوميين حيرتهم الاستقطاعات والخصومات وغلاء المعيشة وباتوا يتمنون أن يكونوا في صفوف العاطلين " أرحملهم كما يقولون " ؟؟! نعلم أن هناك قادرين على الدفع ليكونوا في قوائم وليمنعوا من التسجيل إلا بعد دفعهم لكل المطلوب ، ولتكن قوائم أخرى يفرزها الأخصائيون الاجتماعيون وليكن لكل فئة نظاماً معيناً سواء للدفع أو التقسيط ، ولا تجعلوا من القوائم فقط للعمل عند الحاجة . أضرب مثالاً : أن يدفع الطالب جزءاً مما عليه من الفصول السابقة مع تقسيط الباقي على شهور عديدة تنتهي مثلاً بانتهاء الفصل الدراسي ودفع حد أدني مريح للطالب يمكنه من التسجيل للفصل كباقي أقرانه . أما حكومتنا الغراء فمن خلال مقالي أناشدها وأناشد دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن يجعل طلابنا في جدول أعماله وفي أول أولوياته ، لأن هؤلاء الذين يعمرون الجامعات شباباً اليوم ما هم إلا قادة المستقبل وحماة العقيدة الإسلامية والثوابت الوطنية . و أخيراً يا إدارات جامعاتنا المحترمة .. نعلم عطاءكم الكبير وحجم التحديات ، لكننا نأمل منكم وقفة مع طلابنا الكرام الأماجد وتحفيزاً لهم على التعليم ، وتشجيعاً على التميز والإبداع ، ولتجعلوا حسابات المادة ثانياً رغم أهميتها ، لكن رجاء لا تجعلوها سيفاً مسلطاً على رقاب طلابنا وباختصار بطلابنا رفقاً رفقاً .