14.43°القدس
14.1°رام الله
13.3°الخليل
19.81°غزة
14.43° القدس
رام الله14.1°
الخليل13.3°
غزة19.81°
الأحد 24 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

النص الكامل لمقابلة باراك رافيد المثيرة مع ترامب

كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن رئيس وزراء الاحتلال السابق، بنيامين نتنياهو، كان يمثل عقبة أمام "خطة السلام"، على عكس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي "كان يرغب في ذلك"، على حد تعبيره.

وذكر موقع "واللا" أن الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، نشر كتابا بعنوان "سلام ترامب: الاتفاقيات الإبراهيمية والثورة في الشرق الأوسط"، كشف فيه أن ترامب هاجم، وبقوة، نتنياهو، لكونه "لم يكن مستعدا للسلام"، بحسب الكاتب.

وبحسب المقابلة، فإن "ترامب قال في مقابلة إنه أدرك في وقت مبكر من رئاسته أن نتنياهو يمثل عقبة أكبر أمام تحقيق السلام من عباس، الذي رأى الرئيس الأمريكي السابق أنه كان رائعا".

وتحدث ترامب في مقابلته مع الصحفي بن دافيد عن خيبة أمله من نتنياهو، بعد أن سارع الأخير لتهنئة الرئيس جو بايدن بتوليه الرئاسة، واعتبر ترامب أنه قدم لإسرائيل ما لم يقدمه أحدا من أسلافه، لعل أبرزه ما قدمه، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، فضلا عن تسهيله اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية.

وفي ما يأتي نص مقابلة باراك بن دافيد مع ترامب:

كان مطار ميامي مزدحما، فبينما كان الجو في أجزاء أخرى من الشاطئ الشرقي باردا وماطرا، كانت درجة الحرارة المتوسطة في فلوريدا في شهر نيسان تصل إلى 27 درجة مئوية، والأمريكيون يتدفقون إلى هناك لإجازة الربيع.

وصلت في زيارة عاجلة لأقل من 24 ساعة، مع مقابلة استغرقت ساعة ونصف مع جاريد كوشنر في بيته على الشاطئ في ميامي بيتش، شققت طريقي شمالا إلى درة تاج الزيارة، اللقاء مع دونالد ترامب، الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة.

منذ غادر البيت الأبيض، لم يعد الرئيس السابق إلى شقته في برج ترامب في الجادة الخامسة في نيويورك، وهو يقضي معظم وقته في عزبة مار آلاغو والتي اشتراها في 1985، هذه العزبة الكبيرة تقع على نحو ستة دونمات وتضم 128 غرفة وناديا مغلقا. وفي زمن ولايته كرئيس استضاف ترامب هناك رئيس الصين، ورئيس وزراء اليابان وزعماء آخرين.

في وقت الرحلة شمالا تلبدت السماء وبدأ يهطل المطر. استقبلني في مدخل الطريق إلى العزبة رجل الخدمات السرية. نظر إلى جواز سفري نظرة خاطفة وسمح لي بالدخول. كان المجال هادئا. النادي الحصري لا يعمل في أيام الأحد ومنصة الاستقبال في الرواق الفاخر كانت مهجورة.

القاعة المركزية ذات الجدران المذهبة وثريات الكريستال الضخمة كانت فارغة، وكان البيانو صامتا. بعد بضع دقائق من الانتظار دخل (ترامب) ببدلة سوداء وقميص أبيض بلا ربطة عنق وقبعة حمراء على رأسه. رأيته عن كثب مرات غير قليلة في أثناء اللقاءات بينه وبين رئيس الوزراء نتنياهو في البيت الأبيض وفي أثناء زيارته إلى إسرائيل، بل وطرحت عليه أسئلة في المؤتمرات الصحفية، لكن هذه كانت المرة الأولى التي أجلس فيها معه ثنائيا وجها لوجه. لم تكن لدي أي فكرة عما أتوقعه باستثناء غير المتوقع.

سرقة الانتخابات

كان لطيفا ولكنه قصير النفس. سألني "عن ماذا يدور كتابك؟"، بدأت أشرح، ولكن بعد بضع ثوان قاطعني وبدأ في خطاب على كل ما فعله من أجل إسرائيل، متبلا كلامه بتهجمات على سلفه في المنصب باراك أوباما وعن من حل محله جو بايدن، في نقد حاد على الاتفاق النووي مع إيران، وفي الشكوى من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وبالطبع بذكر متكرر لما يسميه "سرقة الانتخابات" من قبل خصومه الديمقراطيين.

وبقدر ما تواصل حديثنا، هكذا ذكر المرة تلو الأخرى "الانتخابات المحاكة" وادعى المرة تلو الأخرى أنه هو الذي انتصر فيها. في نيسان/ أبريل 2021، بعد ثلاثة أشهر من مغادرته البيت الأبيض كان يبدو أن ترامب لا يزال يعيش الهزيمة، يؤمن عن حق أنه حاق به ظلم رهيب، وأنه مصمم على أن يعود إلى الساحة السياسية.

"لم يفعل أي رئيس من أجل إسرائيل ما فعلته أنا"، بهذه العبارة استهل الحديث وبدأ يحصي إنجازاته، مثل نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، والاعتراف بالسيادة في هضبة الجولان والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

"هذه مصيبة. الآن بايدن يعود إلى هذه الصفقة لأنه لا يفهم شيئا. لقد قاتل الإسرائيليون ضد الاتفاق النووي، وأوباما لم يستمع لهم". سألته إلى أي مدى كان قراره الانسحاب من الاتفاق النووي في أيار/ مايو 2018 نتيجة منظومة علاقاته مع بنيامين نتنياهو.

علاقتي بإسرائيل وليس بنتياهو

جوابه فاجأني ووفر تلميحا لحديث سيكون فيه غير قليل من المفاجآت: "القرار كان مرتبطا بمنظومة علاقاته مع إسرائيل، وليس مع نتنياهو،  هذه كانت مشاعري تجاه إسرائيل"، قال ترامب.

على مدى كل السنوات الأربعة تقريبا من ولاية ترامب كان يبدو أن نتنياهو وترامب هما واحد. قريبان، منسقان ومغلقان في حلف لا ينكسر. المقابلة مع ترامب كشفت واقعا مختلفا. ليس واضحا متى بالضبط، ولكن في نقطة معينة في السنتين الأخيرتين من ولايته نشأ شرخ بين ترامب ونتنياهو. لعل هذه كانت "انتخابات الكنيست في نيسان/ أبريل 2019 والتي لم ينجح فيها نتنياهو، لعل هذا كان احتفال عرض خطة السلام في كانون الثاني 2020 في البيت الأبيض والذي في نهايته غضب ترامب من خطاب نتنياهو الانتخابي، ولعل هذا كان إحساسه بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يعطه الإسناد الكافي في أثناء الانتخابات في الولايات المتحدة.

السطر الأخير هو أن دونالد ترامب الذي التقيته في نيسان/ أبريل 2021 في عزبته "مار آلاغو" كان مشحونا. لقد انتظر فقط ليزيح ما في قلبه عن بنيامين نتنياهو.

"أحببت نتنياهو جدا"، قال ترامب "لكن كانت لنا انتخابات في هذه الدولة التي سرقت وحيكت. بسبب أناس مثل ميتش ماكونيل، كانوا أغبياء وضعفاء ولم يقاتلوا في سبيل الرئيس. لم يكن أحد فعل لنتنياهو أكثر مني. لم يكن أحد فعل لإسرائيل أكثر مني. الشخص الأول الذي ركض ليهنئ جو بايدن كان نتنياهو. ولم يهنئه فقط بل فعل هذا في تسجيل فيديو"، شدد ترامب.

"زعماء عديد من الدول الأخرى، مثل البرازيل، والمكسيك، وبوتين، كل هؤلاء شعروا هم أيضا بأن الانتخابات حيكت". حاولت أن أسأل فيما إذا كان خائب الأمل من سلوك نتنياهو، ولكن كان من الصعب وقف جرف أقواله. "الصين هي الأخرى كانت تنتظر لتهنئة بايدن، ولكن حصل ما حصل مع الصين والكورونا – والعلاقات الآن غير جيدة. ولكن هم أيضا كانوا ينتظرون. لم يفعل أحد من أجل نتنياهو أكثر مني. المال أيضا. أعطيناهم مالا كثيرا وأعطيناهم جنودا. فعلنا كل شيء".

كمثال على الخطوات التي اتخذها من أجل نتنياهو، يذكر لي ترامب قراره الاعتراف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان قبل بضعة أيام من الانتخابات في إسرائيل في نيسان/ أبريل 2019. "خذ مثالا الجولان. هذه كانت صفقة كبرى، أحد ما قال لي إن قيمة هذه الصفقة هي عشرات مليارات الدولارات.

مثل قطعة عقارات. روى كيف أنه في أثناء البحث مع بعض من مستشاريه اتصل هاتفيا بالسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان وطلب منه أن يعطيه محاضرة خمس دقائق عن هضبة الجولان وأهميتها.

"أوقفته بعد دقيقة"، قال لي ترامب. "هذا مكان عال، وبالتالي فهو هام من ناحية استراتيجية. أنا جلبت هذا لهم. قال لي الناس إن هذه كانت هدية تساوي عشرة مليارات دولار". كان هذا تماما قبل الانتخابات، قلت له. "فعلت هذا قبل الانتخابات، وهذا ساعده (نتنياهو) كثيرا. لعل هذا ساعده في أن يحقق التعادل. بمعنى أنه كان سيخسر الانتخابات بدوني وبفضلي خرج متعادلا. ارتفع كثيرا في الاستطلاعات بعد قرار هضبة الجولان. ارتفع 10 أو 15 في المئة".

 

ليس واضحا هل بالفعل رفع قرار ترامب في موضوع هضبة الجولان نتنياهو بـ 10 حتى 15 في المئة في الاستطلاعات. ولكن استطلاع المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، الذي أجري قبل نحو أسبوع من الانتخابات أظهر أن 66 في المئة من المواطنين اليهود فكروا مثل ترامب وقالوا إن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان ستعزز مكانة نتنياهو في الانتخابات.

نتنياهو ارتكب خطأ

 أكثر من كل شيء، ترامب غاضب من تلك التهنئة المصورة لبايدن والتي نشرها نتنياهو. كانت ميلينيا عقيلته هي أول من رأى الشريط ونبهته اليه. "أنا أحببت بيبي. أنا لا أزال أحب بيبي. ولكني أحب الولاء أيضا"، قال لي. "الشخص الأول الذي هنأ بايدن كان نتنياهو. فلم يهنئه فقط بل فعل هذا في شريط مسجل. كان يمكن لبيبي أن يجلس صامتا. ارتكب خطأ رهيبا. خاب املي فيه فقط على المستوى الشخصي".

يتذكر ترامب كل كلمة من ذاك الشريط. لا يفهم لماذا أشار نتنياهو إلى صداقته الرائعة مع بايدن. "دعني أقول لك شيئا ما، صحيح أن هذا كان أوباما وليس بايدن ولكن بايدن كان جزءاً من إدارة أوباما"، قال ترامب بغضب. "أتذكر بيبي نتنياهو يصل إلى الولايات المتحدة ويستجدي أوباما ألا يعقد الصفقة مع إيران. كل ما حصل نتنياهو عليه من بايدن هو الاتفاق مع إيران. هذا كل ما حصل عليه منه. "أنا لا أفهم كيف يمكن لليهود أن يصوتوا لبايدن أو لأوباما مع ما فعلاه لهم في الاتفاق النووي. اسمع ما أقوله لك - لو لم آت -أعتقد- لكانت إسرائيل ستباد. أوكي؟ أتريد أن تعرف الحقيقة؟ أعتقد أن إسرائيل كانت ستباد حتى الآن. لم تكن بينهما صداقة (نتنياهو وبايدن)، فلو كانت لهما صداقة لما عقدت الصفقة مع إيران. وخمن ماذا؟ سيفعلون هذا الآن مرة أخرى. وإذا ما عادوا إلى الاتفاق النووي، فإن إسرائيل ستكون في خطر كبير جدا. خطير كبير جدا، أتفهم ما أقول؟".

خمس مرات على الأقل في لقائنا كرر ترامب أن نتنياهو كان أول من هنأ بايدن والشريط المسجل. واضح أنه أهين بذلك عميقا. "الانتخابات هنا كانت موضع خلاف. وهي لا تزال موضع خلاف... وعندها جاء نتنياهو، وحتى قبل أن يجف الحبر، ليسجل تهنئة لجو بايدن؟" قال لي ترامب بإحباط. "بالمناسبة، في إسرائيل أنا الشخص الأكثر شعبية لأنهم يفهمون".

"أنا لا أتنافس في الانتخابات في إسرائيل وبالتالي فهذا لا يهم، لكني أسمع بأن نسبة شعبيتي في إسرائيل تطير إلى السقف". قال له أظهرت استطلاعات أنه يحظى بـ 70 – 80 في المئة تأييدا في إسرائيل. أحد مساعديه الذي جلس معنا روى له أن إسرائيل تسمى مزاحا "الولاية الأكثر حمرة" من بين كل الولايات في الولايات المتحدة. هذه اللهجة ظهرت في مقال الصحافي حيمي شاليف في "هآرتس" يوم الانتخابات في يوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020. كتب شاليف أنه حسب استطلاع معهد "متفيم" فإن 70 في المئة من الإسرائيليين يفضلون انتصار ترامب مقابل 30 في المئة يفضلون بايدن. في أوساط اليهود فقط كانت النتيجة دراماتيكية أكثر، 77 في المئة مقابل 23 في المئة.

"من هم الـ 20 في المئة الذين لا يؤيدونني في إسرائيل؟ هم ناكرو جميل وهم أناس أشرار"، سارع ترامب للرد. "حسنا، في ألاباما يوجد لي أكثر من 80 في المئة تأييدا. في أماكن أخرى أيضا نجحت أكثر. ولكنك تعرف، أنا لا أعتقد أنه حتى تلقى مكالمة من بايدن".

صححت له وأبلغته بأن بايدن بالفعل اتصل بنتنياهو، ولكن هذا حصل بعد شهر من دخوله البيت الأبيض. أما ترامب، لغرض المقارنة، فقد تحدث مع نتنياهو بعد يومين من تسلمه مهام منصبه. "أترى؟ هذا استغرق زمنا طويلا. تحدث مع الكثير من الزعماء الآخرين قبل نتنياهو".

شتائم حادة تجاه نتنياهو

في مرحلة معينة من الحديث اضطررت لأن أصحح لترامب وأشرت إلى أن نتنياهو لم يكن الأول الذي هنأ بايدن. فقد أعلنت قنوات التلفزيون الأمريكية عن انتصار بايدن في الانتخابات في نهاية السبت، 7 تشرين الثاني/ نوفمبر. بعد دقائق من ذلك نشر زعماء ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، كندا وآخرون بيانات تهنئة للرئيس المنتخب. أما نتنياهو فانتظر حتى الصباح في الغداة كي ينشر تهنئة مكتوبة، وكذا ذاك الشريط الذي يغضب منه ترامب حتى اليوم.

 هذا لم يساعد في تهدئة غضب الرئيس السابق، الذي وصل حتى إلى شتائم حادة بحق نتنياهو. "كان هذا مبكرا. أوكي؟ تعال نصيغ هذا على النحو التالي، هنأه مبكرا جدا. مبكرا أكثر من معظم زعماء العالم. أنا لم أتحدث معه منذئذ، "تبا له" قال ترامب.

كان هذا ليس أقل من مذهل أن نسمع ترامب يتحدث هكذا عن من قبل بضعة أشهر فقط بدا كالحليف الأقرب من بين كل زعماء العالم. على مدى كل المقابلة كان ترامب يكاد لا يقول أي شيء إيجابي عن نتنياهو. كان من الصعب أن نعرف إذا كان يشعر بالأمور ذاتها تجاه نتنياهو على مدى سنواته الأربعة في البيت الأبيض، أم إن الإحساس السلبي نبع من أنه يعتقد بأن نتنياهو أبدى عدم ولاء ونكران جميل تجاهه عندما هنأ بايدن بانتصاره في الانتخابات؛ الانتصار الذي لا يعترف به ترامب حتى اليوم.

على مدى كل ولاية ترامب في البيت الأبيض كان نتنياهو يخضع لتحقيقات جنائية على شبهات خطيرة بالفساد. ترامب هو الآخر كان يخضع للتحقيقات، بداية على الاشتباه بالتعاون مع روسيا في التأثير على الانتخابات في 2016، وبعد ذلك في محاكمة التنحية بالكونغرس حول ضغوطه على رئيس أوكرانيا للشروع في تحقيق ضد ابن خصمه السياسي، جو بايدن. وفي اليوم الذي عرض فيه ترامب خطته للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، رفعت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في القدس لائحة الاتهام ضد نتنياهو في مواد الرشوة، الغش وخيانة الأمانة. بعد أسبوع من عرض الخطة بدأ مجلس الشيوخ بالبحث في تنحية ترامب، الإجراء الذي انتهى بقرار الأغلبية الجمهورية في صالحه.

"هل حصل مرة في أثناء لقاءاتهما أو مكالماتكما الهاتفية أن سألت نتنياهو عن التحقيقات الجنائية ضده؟ سألت. "لم أتحدث في أي مرة معه عن هذا، عما يحصل مع هذا حقا؟" أجاب ترامب. في هذه النقطة يسعى لأن ينتقل إلى حديث لغير الاقتباس. على نحو 20 دقيقة سأل عن الملفات ضد نتنياهو، عن تفرعات التحقيق وعن فرصه في المحاكمة. رويت له عن لوائح الاتهام عن نتنياهو. عن السيجار والشمبانيا. عن المفاوضات التي أدارها مع ناشر "يديعوت" نوني موزيس، ضد صاحب الكازينو وناشر "إسرائيل اليوم" شيلدون أدلسون وعن صفقة الرشوة لبيزك – واللا. عندما قالت إن نتنياهو قد يدخل السجن لم يصدق ترامب ما تسمعه أذناه. ذهل لسماع أن المفتش العام للشرطة والمستشار القانوني للحكومة، واللذين عينهما نتنياهو، هما اللذان أدارا ضده التحقيقات ورفعا لائحة الاتهام بموجب ذلك.

ترامب طلب إطفاء التسجيل

في مرحلة معينة، حين انتقل الحديث إلى مجال الثرثرة، طلب ترامب أن أطفئ جهاز التسجيل. وحين عدنا للحديث لغرض الاقتباس، رويت له عن التأثير الذي كان لاتفاقات إبراهيم على الجمهور العربي في إسرائيل، والذي أيد الخطوة أكثر بكثير من ممثليه في الكنيست. هذا أضر بالأحزاب العربية في الانتخابات وجعل من الصعب على المعارضة سد طريق نتنياهو، رويت له. "أنا أنقذت له قفاه. أعتقد أن هذا ما فعلته"، قال ترامب مبتسما. "يا رجل، هذا مضحك جدا". مر حتى الآن نحو ساعة ونصف منذ بداية حديثنا، وسعى مساعدو ترامب إلى الإنهاء. "السطر الأخير من ناحيته هو أن أحدا لم يفعل لإسرائيل أكثر مني، وأنا فخور بأني فعلت هذا. أنا فخور جدا...فلنرَ، قد تكون لي ولاية ثانية. لنرَ ما سيحصل". أتعتزم التنافس مرة أخرى، سألت. "لنرى ما سيحصل. أنا لا أخطط لأي شيء" قال.

في ساعات المساء من 19 تموز/ يوليو 2021 رن هاتفي. وكان على الخط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. أراد أن يواصل الحديث الذي بدأنا به قبل ثلاثة أشهر من ذلك في عزبته في فلوريدا. "ألو؟ أهذا باراك؟ نعم، كيف الحال؟ كيف إسرائيل؟ ماذا يحصل في إسرائيل؟" سأل فور بدء الحديث بينما يحاول الحديث بلهجة إسرائيلية. "هيا نتحدث لعشر دقائق. أكثر من هذا لا يوجد ما يضاف. هذا ليس موضوعا معقدا. الاتفاق النووي رهيب. العودة إلى الاتفاق النووي ستكون رهيبة". هدف هذا الحديث مع ترامب كان المرور على بضعة مواضيع أخرى لم نتمكن من الحديث عنها في لقائنا. في حديثنا الهاتفي الذي استغرق أكثر من نصف ساعة، كان ترامب هادئا أكثر ومستاء أقل مما في نيسان/ أبريل في مار آلاغو. في أثناء الحديث حاول حتى أن يلطف ويخفف حدة بعض الأمور التي قالها لي في حينه. ولا سيما في كل ما يتعلق ببنيامين نتنياهو.

في لقائي مع ترامب في مار آلاغو،  هاجم نتنياهو بحدة. في ذاك الوقت كان انعدام اليقين السياسي عظيما ولم يكن واضحا ما إذا كان ممكنا تشكيل حكومة أم إن إسرائيل تسير إلى انتخابات خامسة. أما حديثنا الهاتفي في تموز/ يوليو 2021 فجرى بعد التحول السياسي.

سألت ترامب: كيف تشعر بالنسبة لنتائج الانتخابات في إسرائيل وحقيقة أن نتنياهو لم يعد رئيس وزراء؟ سألت ترامب.

الانتخابات الإسرائيلية

في ضوء أقواله عن نتنياهو في لقائنا السابق، اعتقدت أنه سيشمت برئيس الوزراء السابق. لكن لمفاجأتي، نبرته تجاه نتنياهو كانت أكثر لطفا. "أتدري، كان هو في المنصب لزمن طويل"، قال ترامب. "هو شخص أنا أستطيبه، ولكنه كان في المنصب لزمن طويل. الناس غضبوا منه جدا حين كان الأول الذي اتصل لتهنئة بايدن".

ذكّرت ترامب بأنه كان هو أحد الأشخاص الذين غضبوا. "نعم، إذا كنا نريد أن نكون نزيهين، فإني لم أتحمس لهذا"، قال. "لا أحد، باستثناء رئيس وزراء إسرائيلي واحد أو اثنين فعلا من أجل إسرائيل أكثر من الرئيس دونالد ترامب. انظر الجولان. الناس لم يتحدثوا عن هذا لأنهم اعتقدوا بأن هذا ليس للبحث. والقدس والسفارة التي بنيتها بالثمن الأدنى الممكن وفي مكان أفضل من ذاك الذي كان لنا، ولم يفكر أحد باستخدامه. لكن الأمر الأكبر الذي فعلته لم يكن الجولان أو القدس، بل إنهاء الاتفاق النووي مع إيران. هذا هو الأمر الأكبر الذي فعلته".

أتعتقد حقيقة أن عدم وجود نتنياهو رئيس وزراء هو جيد أم سيئ لإسرائيل؟ سألت. "الأيام ستقول. لنرَ. لقد كان هناك لزمن طويل"، أجاب ترامب. "أنا أستلطفه. أعتقد أن الناس كانوا غير راضين عن أنه كان الأول ليتصل ببايدن. قلة ولاء.

خاب أملي. في النهاية مس هذا به جدا في الجمهور الإسرائيلي. وكما تعلم، أنا جد شعبي في أوساط الجمهور الإسرائيلي. أعتقد أن هذا مس به جدا. ماذا أعطاه بايدن وأوباما؟ ماذا أعطيا إسرائيل؟ الاتفاق النووي. اتفاق في نهاية الطريق، وأنا لا أريد أن أقول هذا، لكن هذا سيؤدي إلى نهاية إسرائيل. والآن يريدون أن يفعلوا هذا مرة أخرى".

الإنجار الأكبر لترامب

اتفاقات إبراهيم كانت الإنجاز الأكبر لترامب في مجال السياسة الخارجية. كانت هي الموضوع الوحيد في الإجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين في أثناء ولايته. كيف تعتقد أن الناس سيحاكمون الاتفاقات بعد 50 أو 100 سنة؟ سألته. "أعتقد أنهم سيحاكمونها بشكل إيجابي جدا"، قال. "لم يعتقد أحد أن هذا ممكن. جلب اتحاد الإمارات، التي هي دولة قوية وزعيمة في المنطقة، كالأوائل ليطبعوا العلاقات مع إسرائيل. كان هذا أمرا رائعا. لو انتهت الانتخابات بالشكل الذي كان ينبغي لها أن تنتهي عليه فإني أعتقد أننا كنا سنكمل الصفقة لأننا كنا سنضيف دولا كثيرة. لا أعرف ما إذا كان بايدن يمكنه أن يضيف دولا.. لا أعرف إذا كانت لديه القدرة على ذلك".

سألته عن ما هي النصيحة التي كان سيعطيها لبايدن عن اتفاقات إبراهيم. "كنت سأقول له التقِ مع دول كثيرة – وهم سيوقعون لك على الاتفاق مثل الكعك الطازج الذي يباع بسرعة"، أجاب ترامب. "هم تعبون من الحروب. المنطقة ممزقة بشكل تراجيدي على مدى كل الكثير من السنوات قبل الكثير من تدخل الولايات المتحدة في المنطقة".

تدخل مساعدو ترامب مرة أخرى في الحديث وذكروه بأنه ينتظره أناس للقائه. "آمل أن أراك قريبا في إسرائيل"، قلت له. "أترقب ذلك"، أجاب. "أطلعني عن ما يحصل للكتاب. إلى اللقاء"... "لا أعتقد أن بيبي أراد على الإطلاق صنع السلام".

المصدر: فلسطين الآن