17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
21.42°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة21.42°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
خالد صادق

خالد صادق

مناورات درع القدس .. اليد تقاوم المخرز

مناورات حقيقية شهدها قطاع غزة نفذتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس تحت اسم "الدرع القدس" والاسم الذي اطلقته كتائب القسام على هذه المناورة العسكرية له دلالة واضحة ويحمل رسائل متعددة للاحتلال ول من يساوم او يفرط في القدس, فكتائب القسام تمثل الدرع الحامي للقدس والاقصى وفلسطين, وهى ترسل إشارة للاحتلال ان أي حماقة يرتكبها في القدس فسيجد ردا مزلزلا عليها, وما فعله الشهيد البطل فادي او شخيدم لعملية بطولية في القدس زلزلت اركان الاحتلال يمثل بداية لعمل فلسطيني مقاوم لحماية القدس من أطماع المحتلين, وتشكيل درع من نار للدفاع عن القدس والاقصى والمقدسات وحمايتها من بطش وعبث الاحتلال, وكتائب القسام تواصل معركتها الباسلة في الدفاع عن فلسطين والقدس والاقصى, وتستكمل نتائج معركة سيف القدس التي تحققت فيها إنجازات غير مسبوقة للقسام وفصائل المقاومة الفلسطينية التي استطاعت فرض معادلات جديدة على الاحتلال الصهيوني لا يمكن تجاوزها, واسست لمرحلة نضال جديدة وملحمة النصر والتحرير, صحيح ان الإمكانيات العسكرية من حيث العدة والعتاد لكتائب القسام وفصائل المقاومة لا توازي شيئا امام ترسانة الاحتلال العسكرية النوعية والمتقدمة, لان القسام تملك الايمان والإرادة والقدرة على تخطي الصعاب, فهي تصنع الدرع والسيف وتصنع الرجال الابطال, ليبدعون ويستبسلون في ميادين المعارك.

مناورات درع القدس تمثل مصدر فخر وعزة لشعبنا الفلسطيني, فالمقاومة تحقق تقدما ملموسا على مستوى التطوير التقني, وتطوير الكادر الميداني, وذلك رغم الحصار الذي يتعرض له قطاع غزة للعام الخامس عشر على التوالي, ويزداد فخرنا بالقسام والمقاومة انها استطاعت ان تصل الى هذا المستوى من التسلح الذاتي والقدرة القتالية رغم كل الإجراءات والعقبات التي اعترضتها, ومراقبة "إسرائيل لكل شبر من أراضي قطاع غزة على مدار الساعة, ومحاولة منع وصول أي مساعدات عينية او مادية او تكنولوجية وتقنية للمقاومة, لكن الإرادة تصنع المستحيل, والمجاهدين القساميين يدركون انهم في معية الله عز وجل, وان فعلهم الجهادي جزء من العبادة, وفريضة كتبها الله عز وجل على عباده المؤمنين, لذلك لن يخذلهم ولن يتخلى عنهم, فتحققت المعجزات على يد المجاهدين الابطال, وسطرت كتائب القسام ملاحم بطولية في ميادين العز والشرف, واستطاعت المقاومة ان تلتحم بشعبها وتصبح مصدر امن وامان للمواطن الفلسطيني الذي لا يترك مناسبة الا ويهتف للمقاومة ويحييها ويساندها بالقول والفعل , وقد اكتسبت المقاومة هذه الثقة من خلال صمودها الأسطوري في المعارك امام الاحتلال واخرهم معركة سيف القدس, ومن خلال قدرة القسام على الاحتفاظ بالجنود الصهاينة المحتجزين لديها, رغم كل الوسائل التي استخدمها الاحتلال الصهيوني لتحريرهم او حتى معرفة أماكن تواجدهم.

ما لفت الانتباه بشدة في مناورات سيف القدس هو التدريب على كيفية اختطاف جنود صهاينة والسيطرة عليهم ونقلهم الى مواقع امنة قبل وصول الاحتلال اليهم, وهذا المشهد اشد ما يقلق الاحتلال لأنه يدرك ان المقاومة الفلسطينية تسعى لاختطاف جنود صهاينة لأجل المقايضة بهم وتحرير الاسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال, فان كان عدد الجنود الذين وقعوا في قبضة القسام لا يكفي لإبرام صفقة تبادل, فان اسر المزيد من الجنود سيجبر الاحتلال على الشروع بصفقة تبادل, لذلك جسدت مناورة درع القدس توصيات القائد العام لكتائب القسام الجنرال محمد ضيف باسر المزيد من الجنود الصهاينة لإجبار الاحتلال على صفقة تبادل, كما أوصى بالتأهب والاستعداد لمعركة مع الاحتلال اذا ما تجرأ على اخلاء سكان حي الشيخ جراح او حي سلوان, لذلك شهدت مناورات درع القدس محاكاة لكيفية ردع الاحتلال عن ارتكاب مثل هذه الحماقات, فالمقاومة تؤكد انها جاهزة دائما للمواجهة مع الاحتلال, وانها تعمل على تطوير قدراتها القتالية لإيقاع اكبر الخسائر في صفوف الجنود الصهاينة الاشرار,

مناورات درع القدس تتزامن مع ذكرى الانطلاقة (34) لحركة حماس حيث تنفذ فيها الحركة العديد من الأنشطة والفعاليات وتطلق فيها مبادرات كبيرة على مستوى القطاع، وهى تبتغي من وراء ذلك توجيه رسائل للاحتلال الصهيوني الذي لا تتوقف اطماعه وجرائمه ضد شعبنا وامتنا, وحماس تقول كلمتها عبر الكتائب بالنار والبارود وأن المساس بالقدس سيؤدي لتفجير المشهد, فهل يعي الاحتلال الرسالة, وهل يدرك ان غزة لم تعد الحلقة الأضعف وانها قادرة على رد الصاع صاعين, وان المقاومة ترسم ملامح النصر لشعبنا وامتنا, وتبث الامل في النفوس, وتؤكد ان اليد قادرة على مقاومة المخرز, تحية لكتائب عز الدين القسام حاملة لواء المقاومة, تحية لقادتها وكوادرها وجنودها, لقد أوكلت اليكم انتم وفصائل المقاومة الفلسطينية مهمة ايقاظ هذه الامة من سباتها العميق, وبعث الامل من جديد باننا قادرون على تحقي الانتصار على الاحتلال, اذا ما تماسكت الامة وتوحدت مواقفها واجتمعت حول فلسطين, ان مناورات درع القدس فيها تحدي للاحتلال واحباط لمخططاته وأطماعه, واذا اردنا استكمال الصورة وقراءة المشهد جيدا فعلينا ان نراهن على مقاومتنا وخيارنا العسكري لأنه اقصر الطرق لأجل الوصول للأهداف, وان نؤمن ايمانا مطلقا بأن اليد تستطيع ان تقاوم المخرز.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن