أكد د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أن ذكرى استشهاد النائب ووزير الداخلية السابق سعيد صيام "أبو مصعب" على يد الاحتلال الغادر المجرم في حرب الفرقان بتاريخ 15/1/2009م تشكل رافعة يستمد منها شعبنا الفلسطيني عزيمته وصموده وثباته في وجه الاحتلال الغاشم. وشدد بحر في بيان صحفي الثلاثاء (15/1)، في الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد النائب صيام، على أن استحضار المعاني التي تمثلها هذه الذكرى تمثل وقودا دافعا لاستمرار معركة الحرية والتحرير وإنجاز استقلالنا الوطني وتطهير أرضنا الفلسطينية من رجس الاحتلال البغيض خلال المرحلة القادمة إن شاء الله. وجدد بحر العهد على الثبات على النهج والقيم والمبادئ التي اعتنقها الشهيد صيام واستشهد من أجلها، والوفاء لدرب المقاومة والتضحيات الذي جسده الشهيد وكافة إخوانه الشهداء بدمائهم الطاهرة الزكية التي عبقت أرضنا المقدسة ورسمت خارطة الوطن الذي لا يقبل القسمة أو التقسيم، وحقوقنا الوطنية غير القابلة للمساومة والتفريط. ولفت بحر إلى أن الشهيد صيام شكل أنموذجا حيا ومثالا فريدا للقائد الوطني المجاهد الذي تحرر من نوازعه الشخصية ووهب نفسه خالصة لله ووضع كافة قدراته وطاقاته في سبيل إعلاء مصلحة شعبه ووطنه وقضيته، مؤكدا أن الشهيد صيام حقق في غضون فترة زمنية قصيرة إنجازات أمنية واسعة على المستوى الداخلي وأعاد الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار إلى الشارع والمجتمع الفلسطيني بعد فترة دامية من الفلتان الأمني المقصود الذي أضر بقضيتنا وأزهق الأرواح وأرهق البلاد والعباد. ونوه بحر إلى أن سيرة الشهيد النائب سعيد صيام يجب أن تُدرّس في أرقى الجامعات العربية والإسلامية والدولية، وأن تحظى بما تستحقه من بحث علمي منهجي لدى كل الباحثين المختصين والمهتمين بالقضية الفلسطينية نظرا لما قدمه من خدمات جليلة لشعبه ووطنه وقضيته والأفكار والمبادئ الأصيلة التي حملها على مدار سني عمره الحافلة بالجد والاجتهاد والعطاء والتضحيات. وتابع: "لا شك أن خسارة شعبنا كانت كبيرة بفقدان هذا القائد الكبير إلا أن عزاءنا أنه ترك لنا من بعده تراثا حافلا بالعز والمجد والفخار وسيرة عطرة يقتفي أثرها الآلاف بل عشرات ومئات الآلاف من أبناء شعبنا وأمتنا، وهو ما يولد فينا مزيدا من العزم والإصرار على نهج ودرب الشهيد، ويُنبت فينا المزيد من القادة الجدد الذين يستلهمون روح وعنفوان الشهيد ويقربنا أكثر فأكثر من بلوغ يوم النصر والتحرير الموعود بإذن الله". واختتم بحر بالتأكيد على أن شخصية النائب الشهيد استوعبت مجالات الحياة السياسية والأمنية والدعوية والتربوية والاجتماعية والثقافية، لافتا إلى أن الشهيد أسس لمنظومة سياسية وأمنية واجتماعية كاملة، فكان نائبا في المجلس التشريعي ورئيسا لكتلة التغيير والإصلاح البرلمانية ووزيرا للداخلية في الحكومة الفلسطينية وقائدا سياسيا ودعويا وتربويا بارعا ومصلحا اجتماعيا ذو ثقافة واسعة، ما جعل منه بحق رجلا لكل المراحل وطاقة هائلة لا تعرف الراحة أو الخمود في أي وقت من الأوقات.