خبر: زيدان:دوافع المصالحة قوية ولا انتخابات مع الانقسام
16 يناير 2013 . الساعة 01:48 م بتوقيت القدس
رأى النائب والوزير السابق عبد الرحمن زيدان أن اللقاءات التي تجمع قيادات من حركتي حماس وفتح سواء في القاهرة كتلك التي جرت بين الأستاذ خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أو التي تجري حاليا في المغرب، تشكل فرصة للوصول إلى شكل من المصالحة، وإن لم تكن بالضرورة مصالحة تحقق الطموح المطلوب. وأوضح زيدان في مقابلة خاصة مع [b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b] أن المتغيرات العديدة التي تحيط بالسلطة في رام الله تدفع الرئيس أبو مازن في هذا الاتجاه، ولاسيما مع استمرار وتعاظم قوى الشد في الاتجاه المعاكس، وأهمها "الفيتو" الأمريكي والضغط الإسرائيلي والنزاعات الداخلية في فتح التي يتوقع أن تضعف فرص المصالحة أو تشوه شكلها ونتائجها. وبحسب زيدان فإن هناك عدة عوامل تدفع نحو المصالحة، في مقدمتها تطور الأوضاع في مصر نحو الاستقرار، وكذلك خيبة أمل أبو مازن من التدخل الأمريكي لصالحه خصوصا بعد مخالفة رغبة أمريكا بخصوص الاعتراف الأممي، وأيضا الضغوط الإسرائيلية المتواصلة في موضوع التوسع الاستيطاني. ومن الأسباب أيضاً الأزمة المالية المتفاقمة وإعراض الدول العربية عن مساعدة السلطة في رام الله، مع تعاظم الضغط الشعبي للتوحد بعد تغيير المزاج الشعبي ونشوة الانتصار في غزة والقناعة بجدوى نهج المقاومة وفشل نهج المفاوضات والتحركات الشعبية في الضفة والخطوات العملية التي اتخذتها حكومة غزة وتوجت بمهرجان انطلاقة فتح. كما دفعت للمصالحة انفلات الأمور بعد الحرب والواقع الجديد الذي فرض نفسه، بحيث غدت دول العالم ترسل الوفود الرسمية وتتعامل مع حكومة غزة، متجاهلة نداءات واحتجاجات السلطة على تجاوز (الشرعية) وعدم التنسيق معها. ولم يستبعد زيدان أن يحرص أبو مازن على التوصل إلى اتفاق مع أبو الوليد على وجه الخصوص وعدم المجازفة بالانتظار خشية حدوث تغيير في موقع رئيس المكتب السياسي. [title]معيار النجاح[/title] وعن كيفية خروج نتائج هذه اللقاءات إلى النور، أوضح الوزير السابق أن معيار النجاح هو تحويل الاتفاقات إلى واقع عملي سريعا، حيث هناك استحقاقات تكشف الجدية، ومنها تشكيل لجنة انتخابات تشرف على تسجيل الفلسطينيين في الخارج، وتشكيل حكومة توافق مهنية برئاسة أبو مازن، ودعوة المجلس التشريعي للانعقاد لمنح الثقة للحكومة، وتغيير أجواء التعامل الأمني مع المواطن في الضفة وإطلاق الحريات وعودة المؤسسات وتكافؤ الفرص. [title]لماذا رفض الانتخابات؟[/title] وحول أسباب رفض حركة حماس إجراء الانتخابات أولا حسب طلب رئيس السلطة وفتح، رد زيدان قائلا: "النظرة السطحية تقول إن حماس يجب أن تحرص على إجراء الانتخابات الآن في غمرة ارتفاع شعبيتها بعد الحرب الأخيرة، ولكن كيف يمكن أن تجري تلك الانتخابات في ظل انقسام كامل وتحت إدارة حكومتين وطاقمين من المؤسسات التي لا صلة بينها، ومنظومتين أمنيتين وجهازين قضائيين منفصلين!!"، واستدرك "ثم كيف يمكن أن تجري الانتخابات لاختيار ممثلي الشعب الفلسطيني للداخل والخارج في ظل القمع وغياب الحريات والملاحقة والاستدعاءات والاعتقالات المتواصلة على خلفية فصائلية والتعاون الأمني مع الاحتلال!!، مُدللاً على ما ذكر بما وصفه "التدخل الأمني السافر في انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات والانتخابات المحلية التي أجريت مؤخرا". [title]خطة حماس للمصالحة[/title] ويشدد زيدان على أن القاعدة الأساسية في المصالحة أن تتم جميع الخطوات بشكل متزامن كرزمة واحدة، بحيث يتم ترتيب أوضاع المنظمة وانتخاب مجلس وطني جديد والاتفاق على برنامج وطني توافقي. وعلى المستوى المحلي توحيد المؤسسات وإجراء المصالحة المجتمعية وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية من خلال إطلاق حرية التعبير والعمل السياسي وعودة المؤسسات ووقف الملاحقات والإقصاء، وضرورة اعتراف فتح ودول العالم بنتائج الانتخابات أيا كان الفائز. [title]المجلس التشريعي[/title] ويرى زيدان أنه من الضروري جدا أن ينعقد المجلس التشريعي ولأسباب عديدة أهمها، إجراء التعديلات المتفق عليها على القوانين التي تنظم الانتخابات القادمة، وأيضا منح الثقة لحكومة المستقلين من أجل مباشرة مهامها حسب القانون الأساسي. وأكد أن المجلس التشريعي هو الهيئة والجسم الوحيد غير المطعون في دستوريته ولا تنتهي صلاحيته إلا عند أداء المجلس الجديد المنتخب اليمين القانونية. وانعقاده مؤشر على جدية الأطراف لإنهاء الانقسام عمليا. [title]الاعتقالات في الضفة[/title] ورغم كل المؤشرات، إلا أن النائب والوزير السابق يتوقع أن تستمر الاعتقالات والاستدعاءات لكوادر حماس في الضفة المحتلة لفترة إضافية، "لأن هذا من صميم عمل الأجهزة الأمنية ومبرر وجودها، ولن تنتهي هذه الحالة إلا بإيجاد مرجعية عليا (قيادة جديدة موسعة وتوافقية للمنظمة) ولها سلطة فعلية وشرعية تقوم بتغيير عقيدة الأجهزة الأمنية. مضيفاً "بالطبع لا يكون ذلك إلا بتغيير طبيعة العلاقة مع الاحتلال، خصوصا في حال اندلاع انتفاضة ثالثة تتوفر حاليا دوافعها ومبرراتها".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.