أدى التطور المستمر للمخلوقات على كوكب الأرض لظهور أصناف من الحيوانات الجديدة والفريدة والمذهلة، لكن على الرغم من ذلك، تعتبر عملية التطور عملية بطيئة جدا وتحتاج لوقت طويل لدى الكائنات للتكيف مع الأحوال الطبيعية والبيئة التي تعيش فيها.
وأظهرت عملية التطور التي خضعت لها الحيوانات والكائنات مخلوقات فريدة جدا ورائعة تمزت بسمات محددة تساعدها على البقاء في بيئتها القاسية كأعماق المحيطات والبر والمناطق القطبية وغيرها.
لكن علماء الأحياء ما زالوا مندهشين من قدرة أحد الأصناف على التطور بشكل فريد ومستمر، لكن لم يستطع أحد إلى يومنا هذا معرفة السر والسبب لهذه القدرة التطورية الفريدة التي يتمتع بها.
وبحسب المقال المنشور في مجلة "sciencealert" العلمية، عندما حاول الباحثون دراسة التاريخ التطوري "الصاخب" لسرطان البحر في وقت سابق من هذا العام، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن السمات المميزة للسرطان قد تطورت خمس مرات على الأقل في الـ 250 مليون سنة الماضية، ويعتقد العلماء أن الشكل السرطاني قد فقد (أي اندثر) أكثر من سبع مرات وربما أكثر.
وبحسب المقال، حدث هذا التطور المتكرر تحديدا لخطة أو شكل الجسم الشبيه بالسرطان، والذي يطلق عليه العلماء أسم (التسرطن).
ومن الأمثلة الصاخبة على القدرة التطورية لهذا الصنف، تعتبر سرطانات الضفادع (Raninidae)، على سبيل المثال لا الحصر، من أحد الأمثلة غير العادية للتطور الفريد والسريع، حيث فقدت ميزات مخطط جسم السلطعون في طريقها للتطور إلى سرطانات الرمال البورتوريكية (Emerita portoricensis) التي لا تحتوي على أرجل تقريبًا بالإضافة إلى العديد من السرطانات الناسك ذات الجوانب المتدلية، ولكن بعد ذلك استعادت السرطانات الحمراء ميزات السلطعون في آخر دقيقة تطورية.
وبحسب المصادر العلمية، يعجز العلماء عن تفسير ظاهرة التقلبات التطورية الفريدة التي تحدث لدى السرطانات، حيث لم يتم تفسير استمرار هذه المخلوقات في التطور وصياغة خطة الجسم الشبيهة بالسرطان وتحويلها إلى أشكال أخرى، الأمر الذي اعتبر لغزا غامضا إلى يومنا هذا.
ويقدر العلماء وجود الآلاف من أنواع سرطان البحر، التي تزدهر في كل موطن من الأرض تقريبا، بدءا من الشعاب المرجانية والسهول السحيقة إلى الجداول والكهوف والغابات.
بالإضافة إلى ذلك، تطورت هذه المخلوقات واكتسبت أحجاما مختلفة متناقضة جدا، (بالنسبة للحجم) بدءا من أصغرها، سلطعون البازلاء (Pinnothera faba) ، والذي يبلغ حجمه ملليمترات فقط، إلى أكبرها، سلطعون العنكبوت الياباني (Macrocheira kaempferi)، والذي يصل حجمه إلى 4 أمتار (حوالي 12 قدمًا) من المخلب إلى المخلب (أي بالعرض).
ويعتبر العلماء أن السرطانات مثالا رائعا لدراسة العملية التطورية للكائنات بسبب هذا التنوع الكبير لديها من حيث الأصناف والأحجام والأشكال، لكن العثور على بعض الترتيب في هذه فوضى التطورية للسرطانات يمثل تحديا مستمرا للعلماء.
ويصبح الأمر أكثر غرابة، عندما نعلم أنه ليس كل سلطعون هو سرطان بحر، إذا جاز التعبير، حيث يوجد سرطان البحر "الحقيقي" ، مثل سرطان البحر وسرطان البحر السباح. ومن جهة أخرى، لدينا أيضا ما يسمى بالسرطانات الكاذبة، مثل السرطانات الخجولة ذات الصدفة، أو السرطانات الملكية المغطاة بالسنابل.