يدخل الأسير كريم يونس، اليوم الأربعاء، عامه الـ40 في الأسر، وبذلك يكون قضى أكثر من نصف عمره خلف القضبان.
قال نديم يونس شقيق عميد الأسرى: “عايش شعبنا خلال فترة اعتقاله انتفاضتين، وبدّل فيها الاحتلال 10 رؤساء حكومة، وغيرت فيها الولايات المتحدة 7 رؤساء، إنهار خلالها الاتحاد السوفيتي وسقط جدار برلين، تغير السجن والسجان وبقي خلف القضبان، سُجن في عهد الليرة”.
ففي مثل هذا اليوم وفي السادس من كانون الثاني العام 1983، اعتُقل عميد الأسرى كريم يونس من على مقاعد دراسته الجامعية في مدينة بئر السبع داخل أراضي العام 1948، ليليه ابن عمه الأسير ماهر يونس بعد أسبوعين، ومنذ ذلك الحين لم يشاهدا الشمس سوى من خلف قضبان الاحتلال.
ومع دخولهما عامهيما الـ40 في سجون الاحتلال،ـ بدأت عائلاتيهما بالعد التنازلي، فبعد عام من اليوم ينهي كلا الأسيرين حكمهما المؤبد الذي حُدد لأربعين عاما.
“تبدلت السنوات والظروف وبقيت جالسة على باب المنزل بانتظار كريم” والدة عميد الأسرى الحاجة صبحية يونس، قائلة “كيف لا انتظره وهو ابني البكر؟ اصنع المستحيل للحفاظ على صحتي لأجل تلك اللحظة التي سألتقي كريم بها، هذه اللحظة بالنسبة لي هي لحظة المنى”.
انتظار لم تكل منه العائلة لأربعة عقود كاملة، كما لم يكلّ منه كريم.
يقول شقيقه نديم إن هذه العقود لم تزد عميد الأسرى سوى صلابة وقوة؛ “كريم يتشبث اليوم بقضيته أكثر من أي وقت مضى، بعد أربعين عاما من النضال والاقصاء داخل سجون الاحتلال، ازداد ايمان كريم أضعافا، لطالما آمن بقضيته ولم يتنازل عنها، خاض المعارك داخل السجون.
وأضاف: “قارع الاحتلال من خلف القضبان وخاض الإضرابات ولم يخضع يوما لإملاءات السجان وغطرسته، هذه القوة لازمته منذ يوم اعتقاله الأول حتى اليوم، 40 عاما زادته وعيا حول طريقة مفاوضاته واملاءاته، واليوم يقرأ كريم ما بين السطور ويفرض قضيته بكل ما أوتي من وعي وقوة”.
وتابع: “لن ينتهي عهد النضال مع انتهاء سنوات الأسر، إذ ومع بدء العد التنازلي للتحرير وكسر القيد، يخطط كريم لاستمرار مسيرته النضالية، بقي لكريم عام واحد بطبيعة الحال يفكر الأسير بأشهره الأخيرة في الأسر، بعودته إلى عائلته وتكوين أُسرة، لكن كريم ينظر للأمور من منظار مغاير، يدرس سبل استمرار نضاله وكيفية تقديم المزيد لشعبه، فهو ضحى بأربعين عاما من الحرية في سبيل قضية آمن بها، وهو ثابت على ايمانه بالتضحية لأجل قضيته العادلة”.
رغم تنصل سلطات الاحتلال من الافراج عن عميد الأسرى كريم يونس وفق الاتفاقيات المبرمة، ورغم اجهاض آماله بالتحرير مرارا، إلا أنه تشبث بأمل سيغدو واقعا بعد عام من اليوم، بتحرره من الأسر وعودته إلى بيته وعائلته لاستكمال درب النضال الذي شرع به منذ أربعة عقود.