حذّر مركز "حماية" لحقوق الإنسان، السبت، من أنّ سلوك الأجهزة الأمنية وممارساتها قد تجعل الضفة الغربية ساحة للتغوّل على الحقوق والحريات وموطنًا للفلتان الأمني في ظل انعدام سيادة القانون، معبّرًا عن قلقه من تصاعد عنف عناصرها تجاه المواطنين.
وطالب "حماية"، في تصريح صحفي وصل "فلسطين الآن"، النائب العام بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة ونزيهة والعمل من أجل ملاحقة ومعاقبة عناصر الأمن الذين خالفوا واجباتهم المنوطة بهم بموجب أحكام القانون خلال عملية اعتقال المواطن محمد زكريا الزبيدي مساء الجمعة.
وأفاد بانّه وفقًا لمتابعته "أقدم عناصر من أجهزة الأمن في مدينة جنين مساء أمس الجمعة الموافق 07/01/2022 على ضرب المواطن محمد زكريا الزبيدي ضربًا مبرحًا وفي مكان عام خلال عملية اعتقاله".
وتابع "بحسب إفادة شهود العيان ومقاطع الفيديو التي تمّ نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فقد اعتدى أفراد من أجهزة الأمن التابعة للسلطة بالأيدي والهراوات على (الزبيدي) خلال عملية اعتقاله على الرغم من أنّه كان مكبّل الأيدي".
وذكر أنّه في وقت لاحق من اعتقال الزبيدي، قامت عناصر مسلحة مجهولة بإطلاق النار بكثافة تجاه مقر المقاطعة في مدينة جنين بالضفة المحتلة، حيث دارت اشتباكات عنيفة في محيط المقر، أعقبها الإفراج عن الزبيدي بعد وقت قصير من وقف إطلاق النار.
وقال "حماية" إنّه يدين بأشد العبارات سلوك عناصر الأجهزة الأمنية المتمثّل في الاعتداء بالضرب المبرح على المواطن "الزبيدي" في شارع عام خلال عملية اعتقاله، فإنّه يشير إلى تكرار حادثة ضرب مواطنين على أيدي أفراد من الأجهزة الأمنية؛ الأمر الذي يعكس حالة عدم الانضباط وتجاوز العناصر الأمنية لواجباتهم المنوطة بهم بموجب أحكام القانون.
كما حذّر من حالة فقدان السيطرة وتحويل الضفة لساحة اقتتال بين السلطة الحاكمة وبين عناصر مسلحة ترفض سلوك السلطة وممارساتها، ويؤكّد أنّ انعدام سيادة القانون وحالة الفلتان الأمني في الضفة المحتلة تصاعدت بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير؛ الأمر الذي يستدعي تدخلًا عاجلًا من أعلى المستويات في الدولة.
وطالب المركز الحقوقي النيابة العامة بفتح تحقيق فوري للوقوف عند حيثيات الاعتداء على المواطن (الزبيدي) ومعاقبة ومحاسبة المتورطين من عناصر الأجهزة الأمنية.
كما طالب السلطة بالعمل الجاد من أجل احترام القانون الأساسي وضرورة توفير الحماية لكافة المواطنين واحترام حقوقهم المكفولة لهم بموجب القانون.
واختتم بيانه بمطالبة الأطراف ذات الصلة كافة باحترام سيادة القانون وتغليب المصلحة الوطنية العليا ووقف الاستخدام العبثي وغير المشروع للسلاح.
يشار إلى أنّ محمد الزبيدي الذي اعتدى عليه عناصر الأجهزة الأمنية بجنين هو نجل القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى والأسير في سجون الاحتلال زكريا الزبيدي.
وأظهرت مقاطع فيديو تعرض الزبيدي للضرب المبرح في شارع حيفا بمدينة جنين، ومحاولة بعض المواطنين حمايته ووقف الاعتداء عليه قبل صراخ عناصر الأجهزة الأمنية ومنع أي أحد من الاقتراب.