30.01°القدس
29.77°رام الله
28.86°الخليل
30.76°غزة
30.01° القدس
رام الله29.77°
الخليل28.86°
غزة30.76°
الثلاثاء 15 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.36

في مملكة الرحمة (1)..

خبر: غرف "مختنقة" وقطط "تسرق" الأنفاس

أنين طفلي يقرع باب قلبي بقوة أفقدني معه قدرتي على التوازن.. فطفلي الذي يعاني حالة من الجفاف بات الآن في أحد مستشفيات قطاع غزة تحمله أمه دونما أن تجد لها كرسياً تجلس عليه في ذلك "الكردور" الضيق الذي وضع فيه سرير صغير نتيجة امتلاء كافة السرر الرسمية المكتظة داخل الغرف الصغيرة . البرد كان سيد الموقف فلسعات كانون تسللت لجسد الأم الشابة المغلوبة على أمرها والتي بقيت واقفة بجوار ابنها حتى من الله عليها بالانتقال إلى قسم لا علاقة له بمرضه حيث قسم جراحة "النساء" . "هو أفضل من الكردور على الأقل هنا دفء ولن نكون نهشاً لعيون كل من مر في ذلك الكردور المظلم" حدثتها نفسها . الغرفة التي لا تتجاوز مساحتها 12 متراً مربعاً ومعدة على ما يبدو لسريرين على الأكثر باتت تحتوي بوصول الأم وابنها على ثلاثة أسرة كل منهم له مرضه المختلف وليس هناك من رابط بينهم إلا أنهم جميعاً أطفال وليسوا نساء، ولم يجروا عمليات جراحية، ومتواجدون في قسم جراحة "النساء" . رغم تجاوز عقارب الساعة حينذاك الواحدة بعد منتصف الليل إلا أن ذلك لم يمنع الفضول من أن يكون سيد الغرفة "المختنقة" فانهالت التساؤلات على الأم التي أنهكها التعب وطول السهر مع طفلها الذي أعياه المرض منذ ثلاثة أيام ودار حديث اصطحب معه عقارب الساعة إلى الضفة الأخرى ليلبث الجميع نياماً بعد تركيب كيس من المحلول للوافد الجديد . "أصوات قطط" أين نحن؟! ألسنا في الطابق الثاني من المستشفى؟ ما الذي جاء بالقطط إلى هنا؟ قالت إحدى المتواجدات "جاي تصبح علينا".. ضحك الجميع القصة هي أن هذه القطة هي ابنة للقطة الأم الكبرى والتي وضعت ستة من القطط داخل قسم الجراحة من قبل وهؤلاء هم أبناؤها الآن أصبحوا يافعين يتجولون في كل الغرف بحثاً عن رزقهم الذي قسمه الله لهم, وللعلم فهي تستعد لوضع الثاني خلال أيام قليلة.. ملخص الحكاية استمعت إليه الأم مصدومة في صباح اليوم التالي . قفزت القطة الابنة إلى أحد السلال وأخذت تخرج منها ما يصلح لها كطعام من فضلات تخلص منها المتواجدون في الغرفة في منظر جعل الأم تشعر بحالة من الغثيان، لم ينته المشهد بعد فقد قلبت القطة السلة ليتناثر كل ما فيها داخل الغرفة وينظر المتواجدون في الغرفة للمشهد دون تعليق.. عمال النظافة يحاولون زجرها فهي تعتبر أحد أهم وألد أعدائهم , ويحاولون زجرها وطردها إلا أنها لا ثلبت أن تعود "وعادت ريما لعادتها القديمة". وزارة الصحة وعبر طواقم الشركات المتعاقدة معها تحاول الحفاظ على المظهر العام للمستشفيات ونظافتها وهذا أمر لا ينكره أحد إلا أن مثل هذا المشهد يهدم كل البناء الحضاري الذي تحاول تشييده، علاوة على أنه بات من الضروري أن تتنفس غرف صناعة الحياة بشكل اعتيادي وألا يزج بها في معارك مع الأسرّة المكتظة . المعنيون يقولون أنهم في حالة سباق مع الزمن لبناء ما يلزم لتوسيع المباني وزيادة عدد الأسرّة للمرضى الذين يتزايد عددهم في هذا المشفى الصغير الذي لا يناسب حجمه ومساحته المساحة وعدد السكان الذين ينتفعون بخدماته . وإلى حين انتهاء عمليات التوسيع هل ستبقى الغرف تضجر بأصحابها والقطط تشاركهم مساحتها الضيقة؟! صراحة لا أعرف .