في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الأخيرة التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على أبو ظبي، لجأ حكام الإمارات إلى "إسرائيل" طلباً للمساعدة العسكرية.
تهديد الحوثي للإمارات
ووقع أحدث هجوم بطائرة بدون طيار خلال الزيارة التي قام بها رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الأسبوع الماضي.
ووفق تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني لم يكن هذا أول تهديد حوثي لإسرائيل. وكان الحوثيون المتحالفون مع إيران قد هددوا في الماضي بإطلاق صواريخهم على مدينة إيلات الساحلية الواقعة في جنوب إسرائيل والتي تبعد 1500 كيلومتر عن اليمن.
ورداً على ذلك رفعت "إسرائيل" قبل عامين من حالة التأهب في منطقة إيلات ونشرت أحياناً بطاريات القبة الحديدية هناك بناءً على تحذيرات استخباراتية.
وفي الوقت نفسه كثف الموساد والاستخبارات العسكرية من رقابتهما على اليمن وجمع المعلومات هناك.
في الآونة الأخيرة، قام وفد إسرائيلي رفيع المستوى يتألف من مسؤولين في وزارة الدفاع ونشطاء الموساد والمسؤولين التنفيذيين لشركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية بزيارة الإمارات.
ويهتم المسؤولون الإماراتيون بشكل خاص بالدفاعات الجوية الإسرائيلية الصنع مثل القبة الحديدية، ومقلاع داود وأرو، بالإضافة إلى أنظمة الرادار الخاصة بهم.
وحتى الآن فإن جميع الأنظمة الإماراتية والسعودية المضادة للصواريخ هي من صنع الولايات المتحدة، مثل بطاريات باتريوت.
من جانبها قالت مصادر إسرائيلية لموقع “Middle East Eye” إنها تدرس الطلب الإماراتي لكنها أيضا اعتبرت أنه أمر خطير يجب التعامل معه بحذر.
حيث سيتعين على "إسرائيل" الموازنة بين رغبتها في بيع الأسلحة في جميع أنحاء العالم – أُعلن رسميًا هذا الأسبوع أنها منحت تراخيص تصدير عسكرية إلى 139 دولة. والحاجة إلى حماية معداتها الحساسة محلية الصنع.
وتتمثل المعضلة الإسرائيلية في كيفية الحفاظ على تفوقها التكنولوجي أثناء بيع الأنظمة لشركاء استراتيجيين.
وحتى الآن باعت "إسرائيل" مكونات جزئية للقبة الحديدية، مثل الرادارات وأنظمة التحكم الأرضي إلى سنغافورة وأذربيجان. ولكن لم تبيع الصواريخ الاعتراضية التي تصنعها شركة “رافائيل” المملوكة للدولة.
واشترت واشنطن نظامين من أنظمة القبة الحديدية لتقييم فعاليتهما.
وتزعم "إسرائيل" أنه خلال حروبها في غزة، أظهرت القبة الحديدية معدل اعتراض بنسبة 92٪ عند إسقاط صواريخ حماس.
كما سبق أن أعربت كوريا الجنوبية أيضًا عن اهتمامها بالنظام القادر على اعتراض الصواريخ التي يبلغ مداها حوالي 80 كيلومترًا.
عقبة أخرى أمام تصدير أسلحة إسرائيل للخليج
ومع ذلك هناك أيضًا عقبة أخرى في طريق تسليم "إسرائيل" الدفاعات الجوية إلى الخليج، وهي عقبة ربما تكون أقوى ألا وهي “الولايات المتحدة”.
حيث تنظر الولايات المتحدة إلى المنطقة على أنها منطقة حيوية تمثل أولوية لها، كما أنه لها وجود عسكري وقواعد في قطر والبحرين والإمارات.
وتبيع واشنطن لتلك الدول أسلحة من جميع الأنواع، من طائرات F-35 المقاتلة والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الاستخبارات، إلى المعدات البحرية والبطاريات المضادة للطائرات.
ولا ترغب الشركات العسكرية والأمنية الأمريكية في رؤية المنافسة الإسرائيلية تدخل ما تعتبره ساحتها الخلفية.
ويشار إلى أنه لسنوات سهّل الموساد العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية. مما أدى إلى تعاون وثيق في تبادل المعلومات الاستخباراتية ضد إيران، فضلاً عن بيع معدات استخباراتية مثل برنامج التجسس بيغاسوس سيئ السمعة.
كما وظف كوخافي مسؤولين سابقين في الموساد والشين بيت، بالإضافة إلى خبراء سابقين من صناعات الفضاء الإسرائيلية.
وبعد أن سقط كوخافي من حسبة عائلة آل نهيان الحاكمة في أبو ظبي، تم استبداله بديفيد ميدان، وهو عميل سابق في الموساد، كوسيط بين إسرائيل والإمارات.
وتابع التقرير أن كل هذه الصفقات والاتصالات السرية حظيت بموافقة وتشجيع وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ومنذ أن بدأ التطبيع المفتوح بتوقيع اتفاقات أبراهام المزعومة في عام 2020، تمكنت إسرائيل من فتح علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة مع الإمارات والبحرين والمغرب لاحقًا. فضلاً عن تعزيز علاقاتها الاستخباراتية.