نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تفاصيل هامة وجديدة عن كيفية استهداف زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في سوريا.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أن الولايات المتحدة بدأت بمراقبة زعيم تنظيم الدولة في سوريا في خريف الماضي لمراقبة الرجل الذي كان يدعى “الاستاذ”. وفقد احدى ساقيه في الحرب.
وأوضحت أن زعيم تنظيم الدولة في الايام المشمسة كان يخرج الى الشرفة للصلاة او يقف في الباب. وفي بعض الاحيان يمشي لمسافة قصيرة في الحديقة معتمدًا على ساقه اليسرى.
وأكدت الصحيفة أن هوية زعيم تنظيم الدولة في سوريا عرفت من خلال مخبرين على الارض. قبل ان يتم تخصيص طائرات بدون طيار على نحو متواصل لمراقبته من الجو اعتبارًا من الخريف.
وكشفت الصحيفة ان واشنطن انتظرت اشهر عدة قبل قتل زعيم تنظيم الدولة لمراقبة السعاة ومعرفة شبكة مساعديه. مشيرة إلى أن هيمنة القرشي على تنظيم الدولة وهدفه اعادة انشاء الخلافة جعلته خطيرًا ولكنه عرضة للمراقبة.
وأوضحت الصحيفة أن المعلومات بشأن الرجل صاحب الساق الواحدة الذي كان يخرج في حديقة المنزل تحت اشجار الزيتون وصلت من مخبرين الى قوات سوريا الديمقراطية. حيث شارك اكراد في المراقبة على الارض وراقبت واشنطن من الجو.
ولفتت إلى ان القوات الخاصة الاميركية بدأت التدريب على الانزال لاعتقال زعيم الدولة في سبتمبر الماضي. وقد تم استبعاد الضربة الجوية سريعًا لوجود الكثير من المدنيين في المبنى.
وأوضحت أن حركة السعاة ازدادت بقوة من والى مقر اقامة زعيم تنظيم الدولة خلال فترة الهجوم على سجن الحسكة.
وكشفت الصحيفة في تقريرها أن بايدن تابع العملية مباشرة في البيت الابيض اعتبارًا من الساعة الخامسة مساءًا بتوقيت واشنطن (١٢ فجرًا بتوقيت سوريا).
وزعمت الصحيفة ان زعيم تنظيم الدولة فجر نفسه حينما خرجت العائلة التي كانت تسكن في الطابق الاول. وقد تسبب في خروج الجثث وبقايا الجثث من النوافذ، لتقوم القوات الاميركية بارسال روبوت الى الداخل خشية وجود عبوات ناسفة في بقية المبنى.
ضحايا مدنيين
وفي نفس السياق، رجّح مسؤولان عسكريان أمريكيان أن يكون عدد الضحايا المدنيين في الغارة التي أدت إلى تصفية زعيم تنظيم “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في سوريا، أعلى مما يعتقد.
وخلال حديث للصحفيين قدم اثنان من كبار المسؤولين العسكريين المشاركين في التخطيط للعملية معظم التفاصيل حتى الآن في العملية. ورفضا ما يتردد بين السكان ومجموعات نشطاء أخرى بأن العملية الأمريكية قتلت ما يصل إلى 13 شخصا بينهم مدنيون أبرياء.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المسؤولين أنهما لا يعتقدان أن القوات الأمريكية تسببت بأي وفيات بين المدنيين.
وأضافا أنهما “لا يستطيعان التأكد من أن القرشي فجر القنبلة التي قتلته هو وعائلته في منزله بقرية أطمة قرب الحدود التركية”. إلا أنهما أشارا إلى أن من فجرها شخص آخر في الطابق الثالث من المبنى الذي كان يعيش فيه.
وكان البنتاغون والرئيس جو بايدن قالا في وقت سابق إن القرشي فجر نفسه مع زوجته وطفليه.
وعلق المسؤولان العسكريان على ذلك بالقول إنهما يعتقدان أن ذلك هو السيناريو الأكثر ترجيحا، “ولكن ليس لديهما دليل يدعم ذلك”.
وأضافا أنه قد يكون هناك آخرون ربما زوجات أخريات له معه وقتلوا في الانفجار، وأن “جثثا متعددة” دفنت تحت الأنقاض، ولم يستبعدا احتمال اختفاء جثث أخرى في الانهيار لم ترها القوات.
وأشارت الوكالة إلى أن المسؤولين قدما الإحاطة “شرط عدم الكشف عن هويتهما”.