فيما تستعد الولايات المتحدة لإخلاء سفارتها في كييف، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، دعم الولايات المتحدة "القوي" لأوكرانيا، خلال لقائه نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا، وذلك قبل مباحثات جديدة اليوم السبت، بين كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ومن المقرر أن تخلي الولايات المتحدة سفارتها في كييف، حيث يحذر مسؤولو الاستخبارات الغربية من أن الغزو الروسي لأوكرانيا بات وشيكاً على نحو متزايد.
وذكر مسؤولون أميركيون أن وزارة الخارجية تعتزم الإعلان اليوم السبت عن مطالبة جميع الموظفين الأميركيين الموجودين في السفارة الأميركية بكييف بالمغادرة قبل الغزو الروسي المتخوف منه.
وقد يظل عدد قليل من المسؤولين في كييف، لكن من المقرر إرسال الغالبية العظمى من نحو 200 أميركي في السفارة، أو نقلهم إلى أقصى غرب أوكرانيا، بالقرب من الحدود البولندية، حتى تتمكن الولايات المتحدة من الاحتفاظ بوجود دبلوماسي في البلاد.
ولم تعلّق وزارة الخارجية على الأمر.
كانت وزارة الخارجية قد أمرت في وقت سابق أسر موظفي السفارة الأميركية في كييف بالمغادرة، لكنها تركت الأمر لتقدير الأفراد غير الأساسيين إذا كانوا يريدون المغادرة.
وقال المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بمناقشة الأمر علناً، إن عدداً صغيراً من الدبلوماسيين الأميركيين قد يُنقَلون إلى أقصى غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود مع بولندا، العضو في حلف الناتو، حتى تتمكن الولايات المتحدة من الاحتفاظ بوجود دبلوماسي لها في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "إن بلينكين تحدث عبر الهاتف مع كوليبا، وأكد الدعم الأميركي القوي لأوكرانيا في مواجهة التهديد المتزايد لعدوان روسي محتمل".
من جهة أخرى، أفادت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية ببدء دبلوماسيين وموظفين قنصليين روس بمغادرة أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع (لم تسمه) قوله: "بدأ الدبلوماسيون الروس وموظفو القنصلية في أوكرانيا بالمغادرة إلى روسيا".
وبحسب المصدر، "على خلفية الإخلاء الذي أعلنه رسمياً عدد من الدول الغربية، فإن هذا يشير إلى أن موسكو قررت السير على المنوال نفسه ".
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا تهديد روسيا بالقيام بعمل عسكري ضد أوكرانيا، مؤكداً دعم بلاده القوي لكييف.
وأكد بلينكن أنه في حالة قيام روسيا بأي هجوم على أوكرانيا، ستدفع موسكو ثمناً سريعاً وباهظاً. وأطلع بلينكن الوزير كوليبا على الدعوات الموجهة إلى روسيا لوقف التصعيد وحشد قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وجهود الولايات المتحدة لزيادة إجراءات الدفاع والردع.
وشدد على أن الولايات المتحدة ملتزمة دعمها لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
ويأتي ذلك فيما تستعد الولايات المتحدة لإخلاء سفارتها في كييف، بينما يحذر مسؤولو المخابرات الغربية من غزو روسي لأوكرانيا بات وشيكاً بشكل متزايد.
ويأتي ذلك أيضاً، فيما يجري الرئيس الروسي اليوم السبت محادثات هاتفية جديدة مع نظيريه الأميركي والفرنسي. وفي وجه احتمال أن تغزو روسيا أوكرانيا، تتكثف الاتصالات الهاتفية بين جانبي الأطلسي، في محاولة لإحياء الحوار.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، أن موسكو تواجه "حملة إعلامية منسقة غير مسبوقة" من قبل الغرب، تهدف إلى "تشويه صورة مطالب روسيا العادلة للضمانات الأمنية" في أوروبا.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إن "المجال الإعلامي العالمي شهد أواخر 2021 ومطلع 2022 حملة إعلامية غير مسبوقة من ناحية تنسيقها وإعدادها، الهدف منها إقناع الرأي العام العالمي بأن روسيا تستعد للهجوم على أوكرانيا"، بحسب موقع "روسيا اليوم" المحلي.
وأشارت إلى أنها جمعت ملفاً من "المواد الكاذبة لوسائل الإعلام الغربية التي تعتبر دليلاً على إدارة حملة إعلامية منسقة ضد موسكو، تهدف إلى إحباط وتشويه صورة المطالب العادلة لروسيا في الضمانات الأمنية وتبرير المطامع الجيوسياسية الغربية والانتشار العسكري على أراضي أوكرانيا".
وأضافت الخارجية أن "سلطات الدول الغربية ووسائل الإعلام تآمرت لتأجيج التوترات المفتعلة حول أوكرانيا".
وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، حيث هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنّت هجوماً على أوكرانيا.
وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.
