مر 14 عاما ولا زال يسكن أرواحنا الألم والقهر والظلم ... لا سامح الله كل من أشار وشارك وتواطأ وعذب ...
أبي الحبيب الراحل عن الحياة الساكن بداخلي في ذكرى رحيلك الرابعة عشر كنت وستبقى سندي وأمني ومأمني بعد الله عز وجل نعم رحل الجسد ولكن روحك لا زالت تسكن فينا.
أنت القمر الذي غاب فأظلمت بعده قلوبنا والنجم الذي رحل فأطفأ أرواحنا برحيله والجرح الغائر الذي أوجعنا منذ صغرنا وظل يكبر معنا حتى يومنا هذا، رحلت عنا على يد زمرة من المجرمين من الأجهزة الأمنية التابعة لدايتون.
الذين تفننوا بأساليب تعذيبك في كافة انحاء جسدك وأبقوك مشبوحا معلقا بالهواء (9 أيام) تنادي يا الله .. يا حَنان .. يا منان..
لم يشفع لك هذا عندهم ولم يشفع لك أنك رجل تخاف الله في كل شيء فأنت رجلٌ بألف رجل، فكانت رحمة الله أحن عليك فصعدت روحك إلى السماء تشكو إلى الله ظلم الظالمين .
كم كان ذلك اليوم مؤلم والتاريخ الذي حُفر في ذاكرتنا ليعود بنا لتلك اللحظات التي أدمت قلوبنا حين سمعنا خبر استشهادك الذي كان وقعه علينا كالصاعقة...
يا الله كم من تنهيدة زفرتها أرواحنا وكم من دمعة ذرفتها عيوننا وكم نزف القلب حرقة عليك وحرمانا منك وكم من لحظات مرت علينا بثقل الجبال فعندما كنا نحتاج الى وطن يحمينا وصدرٍ يأوينا ناديناكَ يا أبي.
انقضت اعمارنا بعد رحيلك الذي فتت قلوبنا فجمعتها أمي رحمها الله حين أصبحت الأب والأم والاخت والصديقة التي تحملت أمانة في عنقها بتريبة 8 أبناء وهي الثكلى التي فجعت برحيلك وظلمك وقهرك، فكانت نعم الأم والأخت والصديقة ونعم السند.
بعد رحيلك عنا ونحن بأشد الحاجة إليك، الا ان الم فراقك وغيابك وقهرها عليك فكنت حبيباً ورفيقا لدربها جعل المرض الخبيث يدركها وينال منها بعد صبرها على فراقك بكل وقوة ورضا .
فكانت حكمة الله أن كتب الراحة لها لترتاح من هذه الدنيا وتتبعك لتسكن بجوارك وتتركونا في حفظ الله خير الحافظين وظننا به أنه لن يضيعنا وان نسلك الدرب الذي رستم لنا طريقه ليجمعنا الله بكم في فردوسه الأعلى.
فأنتم لكم الجنة ونحن لنا نار الفراق فاللهم أرنا حسرة من ظلمونا وأدموا قلوبنا يوم الحساب، اللهم برّد نار قلوبنا بحرق قلوبهم.
اللهم ارحم أرواحاً صعدت إليك واجمعنا بهم تحت ظل عرشك وانتقم لنا يا الله