بعد اشتعال أحد مراكز التدريب فيها بوقت سابق اليوم الجمعة إثر تعرضها لقصف روسي، أعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أن صاروخا روسيا استهدف مبنى في منشأة زابوريجيا النووية جنوب شرق أوكرانيا، مؤكداً أن أكبر محطة نووية في أوروبا هي الآن تحت سيطرة موسكو.
وقال في مؤتمر صحافي اليوم، إن قذيفة أصابت مبنى داخل المنشأة، مبيناً أن المبنى الذي احترق لا يوجد به مفاعل نووي، ومؤكداً عدم تسرب أي مواد مشعة بعد استهداف المحطة.
كما كشف إصابة 2 من رجال الأمن بجروح، مطالباً بتجنب التصعيد بالقرب من المنشآت النووية في أوكرانيا.
يجب عدم المساومة على السلامة النووية
كذلك قال إنه يجب ألا تمنع الحرب صيانة أنظمة الأمن في المحطات النووية الأوكرانية، مضيفاً "تحدثت مع المسؤولين الروس بشأن منشأة زابوريجيا".
ووجه مدير عام الوكالة الذرية، رسالة لروسيا وأوكرانيا قائلاً "يجب عدم المساومة على السلامة النووية".
إلى ذلك، أبدى غروسي استعداد الوكالة لإرسال موظفيها إلى تشيرنوبل التي تبعد نحو 100 كيلومتر شمال العاصمة كييف في أسرع وقت.
وكانت أوكرانيا أعلنت في وقت سابق، أن القوات الروسية هاجمت المحطة في الساعات الأولى من صباح اليوم، ما أدى إلى اشتعال النيران في منشأة تدريب مجاورة مكونة من خمسة طوابق.
وقد أدى هذا القصف الروسي إلى استنفار الوكالة الدولية التي أعلنت أنها وضعت مركز الحوادث والطوارئ الخاص بها في حالة تأهب.
فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي موسكو باللجوء إلى "الرعب النووي" والسعي "لتكرار" كارثة تشيرنوبل عبر قصفها زابوريجيا النووية، في إشارة إلى الحادثة التي وقعت عام 1986 في محطة تشيرنوبل النووية، عندما كانت أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفيتي.
يذكر أن القوات الروسية كانت استولت أيضا قبل ذلك على محطة تشيرنوبل.
أتت تلك التطورات في اليوم التاسع للعملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في 24 فبراير الماضي، بعد أيام من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني، ما استدعى استنفارا دوليا واسعا، وعقوبات مؤلمة على موسكو طالت عشرات المصارف ومئات المؤسسات ورجال الأعمال الأغنياء المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فيما لا يزال بوتين متمسكا بهدفه ألا وهو تجريد الجارة الغربية من السلاح الفتاك الذي بات يعتبره مهددا لأمن بلاده، متهما كييف بالسعي لامتلاك سلاح نووي.
في المقابل، أكد الغرب (الاتحاد الأوروبي والناتو والولايات المتحدة وغيرها) عزمه دعم كييف بالمساعدات الإنسانية والمال، والسلاح النوعي أيضاً.