كل أم تبحث عن تدعيم شخصية الطفل وتغذيتها بصفات تجعله يعيش بأمان وسط أصحابه وزملائه بالمدرسة، وهذا يرتبط إلى حد كبير بإمكانات الطفل ومهاراته، وملامح هذه الشخصية تظهر بوضوح من خلال ردود الأفعال؛ فنجد الشخصية الانطوائية، والاجتماعية المتفتحة، والتي تتمتع بالهدوء والأخرى العصبية.. والشخصية القوية -وهي موضوعنا- ملامح خاصة وعلى كل أم التعرف عليها. والسؤال كيف تتعرف الأم على هذه العلامات ..وما هي كيفية التعامل معها؟ اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس للشرح والتحليل.
علامات قوة شخصية الطفل
طفل معترض دوماً وكثير السؤال
1-سرعة الغضب أولى العلامات.. وأكثر ما تتضح خلال التعامل مع الآخرين، وهي من الصفات المنتشرة في أغلب الأطفال في الأعمار الصغيرة، لكنها تزيد عند الطفل قوي الشخصية، فنجد أن أقل الأشياء تحفز طاقة الغضب عند هذا الطفل، لدرجة أن الأم لا تدري حقاً لماذا غضِب الطفل بكل هذا القدر؟. 2-معترض دوماً وكثير السؤال.. أكثر ما يضايق الطفل قوي الشخصية هو اتباعه الأوامر بدون معرفة الأسباب، نظراً لأن طبيعة شخصيته القوية المعتزة.. تحتم عليه أن يسأل دوماً؛ لماذا؟ كيف؟ متى؟. 3- العلامة الثالثة على قوة شخصية الطفل تتمثل في..حسن القيادة.. الطفل هنا يمتلك شخصية قيادية قوية- زعامة-، لديه رؤية ولديه خطة خاصة يدير بها الأمور، تجده الأم وسط أقرانه مغرماً بإلقاء النصائح عليهم، ويفضل أن يكون هو قائد السفينة.. قائد اللعبة، وزعيم الفريق.
طفل يفتقد الصبر والهدوء
طفل يعشق السيطرة واتخاذ القرارات
4-ومن صفاته الدالة على قوة شخصيته.. أنه يعشق السيطرة على إخوته، واتخاذ القرارات بدلاً منهم؛ حالة اختيار اللبس أو الطعام أو النزهة إلى أين؟ وهو كذلك يعشق المخالفة والرفض؛ فهو لا ينقاد بسهولة لأي شخص أو أمر يخالف ما يريده أو يرغب فيه. 5-الطفل صاحب الشخصية القوية.. من علاماته أنه يفتقد الصبر، والهدوء، كل همه أن تجري الأمور وفق رغباته وترتيباته، فإذا حان وقت النوم أو وقت عمل الواجب المدرسي.. وكان يرغب في اللعب بألعاب الفيديو أو مشاهدة برامجه الخاصة.. يختلف الأمر، وإن ذهب للطبيب.. لا يريد انتظار دوره، ولا يستمع لأوامر الوالدين إلا لما يتفق وخطته ورغباته ورفض ما لا يناسبه ويتجاهله. طرق للتعامل مع الطفل صاحب الشخصية القوية
الأمر يحتاج إلى حسن التصرف.. وتهذيب في معاملة الطفل؛ فلا تنتقديه أو تعدلي على سلوكه، وضميه ناحيتك وكافئيه حالة عمل سلوك إيجابي.
اسعي لتقليل طاقة الغضب والتمرد والعنف بداخل طفلك.. عن طريق التشجيع والمكافأة.. ما يعزز ثقته بنفسه ويقربه منك.
الطفل القوي الشخصية يحب أن يعطي رأياً في كل شيء أمامه، ودورك ألا تنتقدي طفلك على كل أفعاله.. حتى لا يبتعد عنك.
اعطي لطفلك الحق في اختيار ما يشرب وما يأكل، وكوني القدوة له، في كلامك وسلوكك، الطفل يتعلم مما يراه لا مما يسمعه.
قللي من مساحة غضبك
قللي من مساحة غضبك
كوني الشخصية العطوفة، المحبة لكل من بالمنزل، المتعاونة التي تمد يد المساعدة بقدر الإمكان من دون مغالاة أو تدليل.
تمالكي أعصابك وقللي من مساحات غضبك بالبيت وعصبيتك، ودعي طفلك القوي الشخصية والمعتز بذاته يشاهد هذا.
لا تجعلي طفلك يُجبر على تنفيذ أوامرك.. واختيارك في أغلب الأوقات.. واعطيه فرصة لاختيار بعض أموره الخاصة.
ابتعدي في أسلوب تعاملك معه عن السيطرة والاستحواذ والأوامر.. وبدلي هذا بالتفاهم والأخذ والعطاء وأسلوب الإقناع.
وإن غضبتِ منه ابتعدي عنه، اكظمي غضبك وزعلك منه ،ثم عودي إليه بعد أن تهدئي وعاتبيه.
نصائح لتنمية الشخصية القوية للأطفال
احتفظي بتوقعات واقعية عن طفلك
الأبوة والأمومة يجب أن تكون أولوية قصوى في الاهتمام، وجعلها نقطة لقضاء المزيد من الوقت مع الطفل خلال هذه الفترة الأولية من نموه.. ما ينمي شخصيته.
من المهم أيضاً تتبع مهارات الأبوة والأمومة الخاصة بكما، والتفكير في كيفية التصرف، ومعرفة ما إذا كان له تأثير على سلوك طفلك أيضاً أم لا.
كل طفل لديه بعض أوجه القصور، وعليكِ كأم الحفاظ على توقعات واقعية من طفلك، بتشجيعه على التفوق في أفضل ما عنده، ولا تزعجيه بشأن ما لا يجيده.
الوسائط الإلكترونية المختلفة تلعب دوراً كبيراً في التأثير على سلوك طفلك، لهذا انتبهي جيداً لأنشطة واهتمامات طفلك، وتتبعي الأشياء الجديدة التي يتعلمها.
في هذه المرحلة التنموية للطفل.. من الأفضل أن يقلدك طفلك، لهذا عليك أن تكوني في أفضل سلوك لديك في جميع الأوقات.
لتشكيل شخصية الطفل ضعي قائمة بالقواعد، قومي بإنشاء نظام اتصال صحي مع طفلك، ما يساعد على تقوية رابطة الوالدين بالطفل.
العقوبة لا يجب أن تكون مسيئة أو عنيفة، عاقبيه بمحبة، وركزي على الفرق بين فعل الصواب والخطأ.
احتياطات على الآباء الالتزام بها
لا تقدمي اعتذار لطفلك كثيراً
القي على طفلك ببعض المسؤوليات، لا تفعلي لطفلك كل شيء.
علميه أنه لا يوجد شخص كامل.. وبعض العيوب يمكن معالجتها.
لا تبالغي في المدح.. والمكافأة والتدليل.. ولا تقدمي اعتذار لطفلك كثيراً..كل بحدود.
لا تقارني بين أطفالك وبين أقرانهم من نفس العمر.
لا تسخري من طفلك.. ولا من أفعاله الغريبة.. حتى لا يتعمد الخطأ ليضايقك.
اقضي وقتاً خاصاً مع كل طفل من أطفالك.. واشعريه بأهميته لديك.
كوني مثالاً جيداً لأطفالك.. أنت القدوة، وتذكري أن الطفل يشاهد ولا يسمع.