أفادت منظمة “أو في دي-انفو” غير الحكومية المتخصصة في رصد التظاهرات، عن اعتقال أكثر من 800 شخص تظاهروا الأحد في 37 مدينة في أنحاء روسيا ضد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس الشرطة تعتقل بعنف متظاهرين في موسكو وفي سانت بطرسبرغ (شمال غرب)، ثاني مدن البلاد.
في موسكو، تحدى عشرات الأشخاص حظر التظاهر المفروض وتجمعوا في ساحة مانيج قرب الكرملين. واقتادت الشرطة ما لا يقل عن 100 متظاهر وصحافياً واحداً، وفق مراسل فرانس برس في المكان.
وهتفت امرأة “السلام في العالم!” بينما كان شرطيان يسحبانها بالقوة.
ورسم عدد من عناصر الشرطة حرف “Z” على خوذهم، تعبيراً عن تقديرهم ودعمهم للجنود الروس المنتشرين في أوكرانيا.
مساءً، أعلنت وزارة الداخلية توقيف نحو 300 شخص في العاصمة بسبب “انتهاكات مختلفة للنظام العام” مشيرةً إلى أنه يُنظر في إطلاق ملاحقات قانونية ضدهم.
وفي سانت بطرسبرغ، حيث شوهدت العديد من سيارات الشرطة في وسط المدينة، حاول المتظاهرون أن يلتزموا الحذر. وبحسب منظمة “أو في دي-انفو”، فإن ما لا يقلّ عن 156 شخصًا أوقفوا خلال النهار في المدينة.
وارتدت كريستينا (20 عاماً) سترة زرقاء ووضعت قبعة صفراء، هما لونا العلم الأوكراني. وقالت لفرانس برس “بالطبع الخروج للاحتجاج المخيف. يتم أخذ الجميع، اعتُقل العديد من أصدقائي، وطرد آخرون من الجامعة”.
واضافت “أرتدي ألوان أوكرانيا وأقف هنا، لأحتج بطريقة أو بأخرى”.
وصرخت بها امرأة عابرة في الستينات “أنتم جميعاً خونة، يجب أن نعتقلكم جميعاً”.
ورغم الحظر، يتجمع متظاهرون بشكل سلمي يومياً في روسيا للتنديد بالتدخل العسكري في أوكرانيا.
ورغم أن عددهم محدود، إلا أن مجرد تنظيم هذه التجمعات وسط قمع قوي للغاية أمر ملحوظ. ويتعرض المتظاهرون للغرامات أو حتى السجن بشكل منهجي.
في المجمل، اعتُقل منذ 24 شباط/فبراير ما لا يقلّ عن 14700 شخص في روسيا أثناء تظاهرات مناهضة للنزاع في أوكرانيا، بحسب منظمة “أو في دي-انفو”. وقد أوقف الأحد الماضي فقط، أكثر من خمسة آلاف متظاهر، وهو عدد قياسي ليوم واحد.