22.78°القدس
22.37°رام الله
21.64°الخليل
24.99°غزة
22.78° القدس
رام الله22.37°
الخليل21.64°
غزة24.99°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: الابن الشرعي للمثقف!!

أكثر الفئات التي نسمع صوتها يدوي عاليًا أثناء الحروب الأهلية والأزمات الداخلية هي فئة المثقفين على اختلاف أنواع ثقافاتهم، سواء كانوا من السياسيين أو الاجتماعيين أو الأكاديميين أو الشرعيين، ودائمًا يكون تحميل مسئولية النكبات للشباب غير الواعي وللبسطاء من الناس، وبالتالي يظهر المثقف وكأنه ملاك رحمة ويظهر الضحايا في صورة وحوش. ولو أردنا المصارحة في هذا الموضوع لقلنا: إن المثقف في بلادنا هو مسعر الحرب، نعم.. هو من يشعل الحرب ويسكب عليها البنزين، وبعد أن تشتعل قد يحاول إطفاءها فلا يستطيع. إن الصراعات التي تجعل الدماء في العالم العربي تسيل كالشلالات هي نتيجة طبيعية لتلك الثقافة التي نتغذى عليها، فهي كائنات نتنة قبيحة تسبح في ذلك البحر المناسب لها، هذه الثقافة هي عبارة عن جرعات من إلغاء الآخر والحقد عليه يحقننا بها المثقفون. فالسياسيون أو العسكريون الذين هم وقود صراعاتنا الداخلية هم تلاميذ للمثقف، هم أبناء وأحفاد المثقف، فإن رحم العنف هو الفكر، وأداته التنفيذية هم السياسيون، ولكن السياسي مستباح الدم لكونه في الواجهة، والمثقف مختبئ لا ينتبه لدوره أحد حسب تعبير الدكتور خالص جلبي. لا تتوقع أيها المثقف أنك إن غرست في عقل الجمهور فكرة تخوين الآخر أو تكفيره أو التشكيك في نواياه أن هذا الأمر سينتهي عند هذه النقطة، فأنت كمن صعد على قمة جبل وحرك صخرة وحاول أن يمسك بها، لكن هل سيتمكن من السيطرة عليها من السقوط؟ بالتأكيد لا، وكذلك الثقافات التي تغرس في الأجيال، تبدأ بأفكار.. وتنتهي بالخراب والدمار، فالمسلح الذي يقتل أخاه هو الابن أو الحفيد الشرعي للمثقف. قد يظن البعض أن هذا الكلام خاص بالإسلاميين، وليس سرًا أن بعض الإسلاميين هم جزء من هذه المشكلة، لكن غيرهم لا يقل عنهم، فكم استخدمت الأنظمة والأحزاب غير الإسلامية هذا الأسلوب في فض الجموع عن الإسلاميين!! فتارة يُتهم الإسلاميون بالخيانة، أو التعامل مع المحتل، أو التخطيط للانقلاب، أو الحرص على السيطرة على الكرسي، كل هذه الاتهامات تربي الحقد في نفوس أبناء الأحزاب غير الإسلامية، ونفس البذور يغرسها الإسلاميون في نفوس أنصارهم، وبذلك نبقى ندور في دائرة الحقد والحقد المضاد، والحقد هو الخطوة الأولى للقتل وسفك الدماء. خلاصة القول: إن المثقفين وللأسف لهم دور في صناعة الفتن، وإشعال الحروب الأهلية، فعليهم أن يحسنوا من أدائهم وأن يمارسوا دورهم الراقي المناط بهم، وهو بناء ثقافة السِّلم.