كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الخميس، أبرز تفاصيل الاجتماع الذي سيجمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مع العاهل الأردني عبد الله الثاني.
وقالت الصحيفة، إن الاجتماع سيتركز على بحث الأوضاع السياسية والأمنية في الضفة الغربية والقدس المحتلّتَين، وسط مساعٍ مكثّفة لمنع انهيار السلطة. ومن والمتوقّع أن يصل عباس، اليوم الخميس، إلى العاصمة الأردنية عمّان، للقاء عبدالله، في وقت تكثّف فيه المملكة نشاطها قبيل اللقاء المزمع عقده عقب عيد الفطر بين المسؤولين الأردنيين والإسرائيليين، والذي سيتناول الوضع في المسجد الأقصى بعد شهر رمضان، وكيفية منع الانفجار من جديد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في السلطة، قولها: "إن ملك الأردن جدد خلال القمّة التي جمعته إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد، حرص بلاده على تجديد التفويض العربي الممنوح لها للتفاوض مع حكومة الاحتلال حول المسجد الأقصى".
وفي المقابل، شدّد الجانب الإماراتي، وفق المصادر، على ضرورة عدم تجاوز الأوضاع التي تمّ الاتفاق عليها سابقاً خلال توقيع اتفاقية التطبيع مع الاحتلال، والتي نصّت على السماح بحرية العبادة لأبناء مختلف الأديان في المسجد.
ولقي الطرح الإماراتي اعتراضاً أردنياً، بوصْفه يستبطن تغييراً للأمر الواقع الذي كان قائماً سابقاً، ويخالف كلّ التفاهمات المبرمة مع "إسرائيل"، والتي تنصّ على حقّ دخول السيّاح للمسجد الأقصى، فيما تمنح حقّ إقامة الشعائر الدينية داخله للمسلمين حصراً.
وأشارت المصادر إلى أن الأطراف الثلاثة اتّفقت على حثّ دولة الاحتلال على عدم استفزاز الفلسطينيين والمسلمين حول العالم خلال الفترة الحالية، لأن هذا الأمر خطير وكفيل بتحريك الشعوب ضدّها وضدّ الحكومات، الأمر الذي ستستفيد منه الحركات الإسلامية في المنطقة.
ويأتي لقاء عباس - عبدالله، والذي سيحضره عددٌ من مسؤولي السلطة الفلسطينية أبرزهم حسين الشيخ وماجد فرج، في وقت يسعى فيه الأردن إلى تنسيق الجهود للحفاظ على السلطة ومؤسساتها، بدلاً من ترك الأرض لحالة الفوضى التي تستفيد منها فصائل المقاومة.
وكانت القمّة الثلاثية، التي ناقشت إمكانية اندلاع حرب جديدة مع قطاع غزة كما حدث في أيار من العام الماضي، تناولت أهمية بقاء السلطة كـ«ممثّل للفلسطينيين»، والعمل على إنقاذ مؤسّساتها، في ظلّ تقارير سياسية وأمنية تتحدّث عن تراجع دورها، وتهلهل سيطرتها الأمنية في ضوء انتشار السلاح بين أيدي الفلسطينيين، وهو واقع تستفيد منه فصائل المقاومة، ويسهم في تصعيد العمليات ضدّ الاحتلال.