الكبد، من أهم أعضاء الجسم. وفي الأدب العربي نسمي الأبناء؛ فَلَذَات الأكباد، وإذا أردنا أن نعبّر عن عين الحقيقة، نقول؛ أصاب كبد الحقيقة، وأي مرض يصيب الكبد، فهو يصيب الجسد كله بلا شك، وقد يتساءل بعض الأمهات: هل التهاب الكبد معدي؟ في السطور التالية، نجيب هذا السؤال، ونوضح ما التهاب الكبد المعدي، وكيف تنتقل العدوى، وكيف نتجنبها.
هل التهاب الكبد معدي؟
التهاب الكبد يحدث نتيجة عدة أسباب، أشهرها العدوى الفيروسية بأهم وأشهر الفيروسات: A و Bو C، التي سنتكلم عنها بشيء من التفصيل لاحقًا. الأسباب الأخرى لالتهاب الكبد، منها بعض الأمراض المناعية. وهناك أمراض تؤثر في الكبد وتؤدي إلى التهابه، مثل: الانسداد المراري في وجود الحصوات المرارية، وتعد أمراض المناعة والتهاب الكبد الناتج عن الانسداد المراري، أمراضًا غير معدية، أما التهاب الكبد الفيروسي، فهو مُعدٍ بكل تأكيد.
كيف ينتقل فيروس الكبد؟
تنتقل العدوى الفيروسية الكبدية بعدة طرق، وكل نوع من أنواع الفيروسات له طريقته المفضلة في الانتقال إلى الإنسان، ومن شخص إلى آخر، من هذه الطرق:
العدوى عن طريق الأكل والشرب الملوثين ببراز يحتوي الفيروس، ويحدث ذلك في المطاعم، إذ ينسى أو يهمل الطباخ غسل يديه بعد التبرّز، ثم يبدأ في إعداد الطعام. ومن أمثلة ذلك: فيروس الكبد A.
العدوى عن طريق الدم: مثل استخدام فرشة أسنان شخص مصاب بالفيروس، أو استخدام أمواس الحلاقة المستعملة، أو استخدام سرنجات مستعملة، ومثال ذلك؛ فيروس الكبد B وفيروس الكبد C.
العدوى عن طريق نقل الدم الملوث مثل فيروس B وفيروس C، وحاليًا لم يعد نقل الدم، طريقة أساسية لنقل العدوى، إذ أصبح من الضروري فحص كل المتبرعين بالدم أولًا واستبعاد المصابين منهم بأي فيروسات.
العدوى عن طريق الاتصال الجنسي وممارسة العلاقة الحميمة، مثل فيروس الكبد B وفيروس الكبد C.
الانتقال من الأم إلى وليدها، خلال الحمل وفي أثناء الولادة، مثل فيروس الكبد B وفيروس الكبد C.
التهاب الكبد الوبائي A
التهاب الكبد الوبائي A من أشهر أنواع التهاب الكبد الفيروسي وأكثرها انتشارًا وأقلهًا ضررًا في الوقت نفسه.
الطريقة الأساسية لنقل عدوى فيروس الكبد A هي أكل طعام ملوث بالبراز. مثل أكل الوجبات السريعة في المطاعم.
كما ينتقل عن طريق أكل الفواكه والخضراوات الملوثة. وقد ينتقل عن طريق المياه المعدنية الملوثة.
لذا فأهم شيء لمنع انتقال العدوى أو الإصابة بها، العناية بغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد دخول الحمام. وغسل الفواكه والخضراوات جيدًا قبل أكلها، والتأكد من طهو الطعام جيدًا واتباع وسائل السلامة الغذائية عند الأكل في المطاعم.
علامات الشفاء من الكبد الوبائي "أ"
لا بد أن نذكر أولًا أعراض التهاب الكبد الوبائي "أ"، بل وأعراض التهاب الكبد بشكل عام:
- تغيّر لون البول إلى الأصفر الداكن وأحيانًا إلى اللون البرتقالي الداكن.
- تغيّر لون البراز إلى اللون الأبيض أو لون الطحينة.
- تغيّر لون الجلد وبياض العينين إلى اللون الأصفر، وهو ما نسميه: الصفرا.
- الوهن الشديد وعدم القدرة على الحركة وممارسة أي نشاط.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- الغثيان والقيء وآلام بالمعدة والبطن.
تستغرق أعراض إلتهاب الكبد الوبائي "أ" أقل من شهرين، ولا يحتاج المريض لتناول أي أدوية خلال هذه المدة، فقط الراحة في السرير وتناول كميات كبيرة وكافية من السوائل والمياه واتباع تعليمات الطبيب الأخرى، ومتابعة زيارته بانتظام كيفما اتفق.
وبذلك، فعلامات الشفاء من التهاب الكبد الوبائي "أ" عودة لون البول والبراز إلى طبيعتهما واختفاء الصفرا بالعين والجلد واستعادة القوة البدنية والنشاط.
جدير بالذكر أن هناك تطعيمًا لفيروس الكبد "أ"، يعطى لكل الأطفال عند سن 12 و18 شهرًا.
التهاب الكبد ب الخامل
أشرنا في بداية المقال إلى طرق انتقال فيروس الكبد B؛ ألا وهو الدم الملوث بالفيروس عند استخدام فرش أسنان مستعملة أو سرنجات مستعملة أو جروح الجلد بآلة حادة ملوثة بالدم. ولذلك فأكثر الناس إصابة بفيروس الكبد ب؛ هم الأطباء والتمريض والعاملين في الحقل الطبي بشكل عام. وعادة، لا تظهر أي أعراض على المصاب بفيروس الكبد B. وقد يظل ستة أشهر حاملًا للفيروس دون أن يبدو عليه شيء، لذلك من الضروري لكل من يعمل في الحقل الطبي، تناول تطعيم ضد فيروس الكبد B. كما يمكن للأشخاص العاديين تناوله، كإجراء وقائي من مراكز المصل واللقاح.
التهاب الكبد الوبائي C
ينتقل فيروس الكبد الوبائي C عن طريق الدم في الأساس، كما أشرنا سابقًا، وقد تمتد فترة حضانته إلى سنوات دون ظهور أعراض، وحتى الآن لا يوجد تطعيم ضده، لذا فالوقاية منه أمر ضروري.
وفيروس الكبد C يعمل ببطء على تدمير خلايا الكبد، وصولًا إلى التهاب كبدي مزمن، قد ينتج عنه فشل الكبد وتليّفه أو الإصابة بسرطان الكبد.
هل التهاب الكبد خطير؟
تأتي الخطورة من عدم وجود تطعيم ضد الفيروس الكبدي، أو عدم القدرة على علاجه، فيصبح الالتهاب مزمنًا، وهو ما يؤدي إلى الفشل الكبدي أو تليّف الكبد أو سرطان الكبد في النهاية.، لذلك:
- فيروس الكبد A و B، لا يشكلان خطورة، إذ يوجد لكل منهما تطعيم وأدوية للعلاج، ونادرًا ما يتحول التهاب الكبد A أو B إلى التهاب مزمن.
- أما فيروس الكبد C فأكثرها خطورة، وعادة ما يلجأ المصابون به بعد فشل العلاج، إلى زراعة الكبد.
هل التهاب الكبد مميت؟
نادرًا ما يؤدي التهاب الكبد إلى الموت، عدا النوع C، خاصة إذا حدث فشل كبدي أو سرطان الكبد. أخيرًا، إذا أردنا الإجابة عن سؤال؛ هل التهاب الكبد معدي؟ فالبتأكيد ليست كل أنواعه معدية، وإذا تجنبنا انتقال العدوى فقد تجنبنا المرض، المهم أن نتبع العادات اليومية السليمة من غسل الأيدي والخضروات والفواكه جيدًا، وعدم استعمال أغراض شخصية لآخرين مثل فرشاة الأسنان وموس الحلاقة وخلافه.