25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران

من المقرر أن تستضيف القاهرة يومي السادس والسابع من فبراير الجاري، أول قمة موسعة يحضرها وفود 56 دولة إسلامية عضوا بمنظمة التعاون الإسلامي، كما تشهد حضور أحمدي نجاد، في أول زيارة لرئيس إيراني منذ عام 1979، حيث سيبحث مع الدكتور محمد مرسي توسيع نطاق العلاقات والتعاون بين الدولتين. فما هي أهم المحطات التاريخية التي حكمت العلاقات بين إيران ومصر...؟ وما هي الأهمية الاستراتيجية لتطوير العلاقات الإيرانية المصرية...؟ بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران بعد التوقيع على اتفاقية "أرض روم" بين الدولة الإيرانية في العصر القاجري والدولة العثمانية، وجاء في هذه الاتفاقية أن الدولة الإيرانية تستطيع تأسيس قنصليات لها في الولايات العثمانية، وفي عام 1848 أرسلت إيران موفداً لها لرعاية المصالح التجارية الإيرانية في مصر، وكان أول سفير إيراني في القاهرة هو جاجي محمد صادق خان عام 1869م. واستمرت العلاقات السياسية بين البلدين، ووصلت إلى حد المصاهرة بزواج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، بمحمد رضا بهلوي وهو نجل شاه إيران عام 1939م. في عام 1952م اندلعت ثورة يوليو، وأطاحت بالنظام الملكي، وتبنى الرئيس جمال عبد الناصر النهج القومي، فقام بدعم ثورة رئيس وزراء إيران محمد مصدق ضد الشاه، إلا أن أطرافا خارجية ساعدت الشاه بانقلاب مضاد على حكومة مصدق، وبعد عودة الشاه للحكم قام بالاعتراف الكامل بدولة (إسرائيل)، فتأزمت العلاقات الإيرانية المصرية، وبعد وفاة عبد الناصر وتولي الرئيس أنور السادات لرئاسة الجمهورية، أوقف دعم الثوار الإيرانيين، وعادت العلاقة مع الشاه، إلى أن نجحت الثورة الإيرانية بالإطاحة بالشاه وحاشيته، وأقامت الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وعملت الثورة الإيرانية على مبدأ تصدير الثورة، وهاجمت أنور السادات بعد توقيعه على اتفاق السلام مع (إسرائيل) (كامب ديفيد 1979م)، واستمرت العلاقة المتوترة بين القاهرة وطهران في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، رغم بعض الجهود الدبلوماسية لتطوير العلاقات بينهما، وبعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير أعلنت الدبلوماسية المصرية عن رغبتها في فتح علاقات جديدة مع كل الأطراف بما فيها إيران، ومع وصول الرئيس محمد مرسي كأول رئيس مدني منتخب بعد الثورة، شارك في قمة عدم الانحياز في طهران، والتقى بالرئيس نجاد، وربما كان العائق الأبرز في تطوير العلاقات بين البلدين هو الملف السوري، وأزمة الجزر الإماراتية الثلاث، والتدخل الإيراني في العراق، ومبدأ تصدير الثورة... ومن المؤكد أنه على هامش القمة الإسلامية في القاهرة سيعقد الرئيسان اجتماعاً لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية...الخ. تكتسب الزيارة أهمية استراتيجية من حيث الجغرافيا والديموغرافيا والموارد الاقتصادية. أولاً: من حيث الجغرافيا. تبلغ مساحة جمهورية مصر العربية 1.001.450 كم2, بينما يبلغ عدد سكانها 91 مليون نسمة. تطل مصر على جبهتين بحريتين هما البحر المتوسط, والبحر الأحمر, وتسيطر على خليج السويس وتطل على نهر النيل وعلى خليج العقبة. تبلغ مساحة الحدود البحرية لجمهورية مصر العربية 2450 كم, بينما تبلغ مساحة الحدود البرية 2689 كم. أما إيران فهي تمتلك مقومات وعناصر قوة كبيرة، حيث تبلغ مساحة إيران 1.648.000 كيلومتر مربع، وهي تعتبر حسب تصنيف باوندز من الدول الكبيرة جداً، حيث يبلغ طول حدودها البرية 2450 كم، وطول حدودها البحرية 2500 كم، ومن الملاحظ هنا أن إيران تتعادل طول حدودها البرية مع حدودها البحرية، وهنا إيران تبدي اهتماماً في تطوير قدرات قواتها البحرية والبرية بشكل ملموس. ومن الناحية الجيو استراتيجية تشترك إيران مع سلطنة عمان في التحكم بمضيق هرمز، ومدى أهمية المضيق الاستراتيجية للغرب، حيث يتم نقل 40% من النفط إلى دول العالم. كذلك تطل إيران على بحر قزوين الغني بالنفط والغاز الطبيعي، ويجعل إيران لها نفوذ في آسيا الوسطى، وهذا ما يفسر العلاقات الجيدة بين إيران وروسيا الاتحادية. ثانياً: من حيث الديموغرافيا. يجاور جمهورية مصر العربية كل من (الأراضي الفلسطينية بما فيها الجزء المحتل-ليبيا- السودان), ويرى علماء الجغرافيا السياسية أن أهمية موقع الجوار للدولة لا يتحدد بعدد دول الجوار لها فقط, بل بمعرفة حجم سكان الدولة إلى مجموع سكان الدول المجاورة لها, وبما أن عدد سكان جمهورية مصر العربية يبلغ 91 مليون نسمة ومجموع عدد سكان الدول المجاورة يبلغ 57 مليون نسمة بنسبة 1 :1.6, لصالح مصر، إذاً المؤشر الديمغرافي يعطي مصر عنصر قوة. أما إيران فتشترك في حدودها سبع دول هي باكستان وأفغانستان والعراق وتركمانستان وأذربيجان وأرمينيا وتركيا. يبلغ عدد سكان إيران ما يقارب 70 مليون نسمة، بينما يبلغ تعداد سكان الدول المجاورة لإيران 311 مليون نسمة، يقابل كل فرد إيراني 4.5 أفراد من الدول المجاورة، وهي نسبة مقبولة على صعيد القدرات البشرية، وتشكل عنصر قوة لطهران. ثالثاً: من حيث الموارد الاقتصادية. تمتلك كل من مصر وإيران ثروات طبيعية وموارد اقتصادية وبشرية هائلة، تؤهلهما للعب دور هام في المنطقة. وهنا قد تستفيد مصر من طهران في نهضتها العلمية وتطوير قدراتها العسكرية، وبرنامجها النووي السلمي، وقد تخطو طهران خطى قطر من خلال إيداعها مبلغا ماليا كوديعة في البنك المركزي المصري، وما إلى ذلك من الخطوات التي تعيد العلاقات وتخدم مصالح البلدين. خلاصة القول: هناك مصلحة مصرية وإيرانية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما على أساس تحقيق مصالح الأمة العربية والإسلامية لتكتمل أضلاع المثلث الاستراتيجي الذي يضم تركيا ومصر وإيران، ولكي تنجح الزيارة وتؤسس لعلاقات دافئة في المستقبل على إيران العمل على ما يلي: 1- العمل الجاد على وقف نزيف الدم في سوريا، من خلال التوافق مع كل الأطراف على حل سياسي يرضي جميع الأطراف. 2- إرسال رسائل طمأنة للأمة العربية والإسلامية حول أمن الخليج ومبدأ تصدير الثورة. 3- وقف التدخل الأمني والمذهبي في العراق والبحرين. 4- أن تعمل كل الأطراف على تجاوز الصراع المذهبي بين الأمة الإسلامية والذي يعمل الغرب على تأجيجه.