أكد المحلل السياسي أحمد أبو زهري أن المقاومة قدمت حزمة من الرسائل المهمة والتي جاءت في ستة مسارات شملت؛ "مخاطبة الشعب في مختلف الساحات، وأسرانا الابطال، وجماهير أمتنا، ومحور المقاومة، والوسطاء".
وبيّن "أبو زهري" في مقال نشرته وكالة "فلسطين الآن" أن المقاومة هددت الاحتلال بأعلى درجة وبطرق مختلفة سواء بالكشف عن جزء من المنظومة الصاروخية التي تمتلكها، والإفصاح عن بعض كواليس المعركة، وإظهار مدى الاستعداد والاستنفار بل وحالة التأهب التي تعيشها المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام وعزمها على خوض معركة قاسية تثبت فيها معادلات غير مسبوقة حال الاعتداء على القدس والاقصى.
ولفت إلى أن محمد السنوار حرص على تقديم هذه الرسائل مع تفادي ظهور ملامحه الشخصية ليقدم للجمهور صورة رجل الظل الذي يحرص على الإخلاص والتفاني لخدمة دينه وقضيته دون أن يسعى أو ينال مجدا لنفسه.
المسارات الستة
وطمأنت المقاومة الفلسطينية الشعب الفلسطينية إلى أن المقاومة لديها القدرة الكاملة والاستعداد لمواصلة معركة الدفاع عن القدس والاقصى، وأن هبة أهلنا في الضفة والقدس والـ 48 والشتات ساهمت في زيادة زخم هذه المعركة وارباك الاحتلال واسناد المقاومة واثبات أن الشعب الفلسطيني موحد خلف المقاومة.
وبينت المقاومة أنه على الشعب الفلسطيني اليقظة والاستعداد بل والتأهب لما هو قادم من عدوان يقدم عليه الاحتلال بحق القدس والاقصى خصوصا ونحن على أعتاب معركة مفترضة حال تورط العدو في تنظيم مسيرة الاعلام واقتحم ودنس الأقصى.
ملف الأسرى
كما طمأنت المقاومة الشعب حول ملف الاسرى بوضعه على الطاولة كأبرز الملفات الهامة التي تعمل عليها على مدار الساعة وأنها كانت قد أعدت لتنفيذ عملية أسر كبيرة حاولت تنفيذها بالتزامن خلال اندلاع معركة سيف القدس وذلك لإذلال العدو وكسر أنفه وإجباره على الرضوخ لشروط المقاومة ودفعه للموافقة على صفقة تبادل لإطلاق صراح الاسرى.
القدس خط أحمر
وخاطبت المقاومة بحسب أبو زهري جماهير الأمة العربية بأن القدس والاقصى في خطر وأن العدو يواصل عدوانه على الأقصى ويستعد لتنفيذ أكبر اقتحام للأقصى من خلال ما تسمى "مسيرة الاعلام" والتي كانت سببا في اندلاع معركة سيف القدس العام الماضي، وأنه كما تم تفريق هؤلاء المستوطنين المتطرفين بالصواريخ فإن المقاومة لازالت قادرة على إعادة ذات السيناريو لكن ربما بصورة مضاعفة.
محور المقاومة
وأشار إلى أن المقاومة كشفت النقاب عن مدى علاقتها بمحور المقاومة في المنطقة وتعتز بهذه العلاقة وتبين إلى أي مستوى وصلت حالة التنسيق والتواصل والتعاون وقد كشفت عن تشكيل "غرفة أمنية" للتعاون الاستخباري مع المحور والذي كان له عظيم الأثر في اسناد المقاومة في غزة وتعزيزها بمعلومات استخبارية ساهمت في افشال مخططات .
ما خفي كان أعظم
ونوّه "أبو زهري" أن جزءًا يسير من أسرار المعركة كشفه " ما خفي كان أعظم" وهو صورة بسيطة لما كان يجري في الكواليس وأنها اختارت بعناية دقيقة الكشف عن بعض التفاصيل حتى يرتدع ويتراجع ويقدر الموقف جيدا قبل التورط في أي حماقة متعلقة بالقدس والاقصى.
الوسطاء
ووجهت الحلقة رسالة للوسطاء بأن الوقت بدأ ينفد وأن المقاومة جادة فيما تقول وكل كلمة وحرف تنطق به المقاومة له رصيد عمل في الميدان ويمكنها ترجمة التهديدات كما فعلت في معركة سيف القدس، وأن على الوسطاء التحرك سريعا وممارسة أقصى درجة من الضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها على القدس والاقصى وإلغاء مسيرة الاعلام المقرر تنفيذها والا فإننا على بعد ساعات من اندلاع مواجهة غير مسبوقة ربما تؤدي لإشعال المنطقة برمتها.